الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل الدولة أم حنون أو أب ظالم ؟

عصام منصف
A+ A-

المواطن هو الذي يعيش في وطن. مثلاً، المواطن الذي وُلد في لبنان وتجاوز منذ ولادته السنين العشر يكون قانونياً مواطناً لبنانياً. إذاً، على المواطن اللبنانيّ أن يخضع لحقوق وواجبات تفرضها عليه الدولة اللبنانية في هذا الوطن الذي ينتسب اليه.
السؤال: هل الدولة اللبنانية تتصرّف بالتساوي نحو المواطن اللبنانيّ، أي مواطن، خصوصاً أنّ القانون الذي يخضع له لا يتجزأ؟ إنّه قانون يشمل الكل دون تمييز. الدُول الديموقراطية الحقّة تطبّق القانون على مواطنيها بميزان العدالة والمساواة ودون اغفالها قيمة الانسان وكرامته واعتباره أولوية بالنسبة الى وضعه كمواطن ينتمي اليها. أمّا دولتنا التي نحترمها ونخضع لقوانينها، هل حقوقها تجاهنا متساوية وتقع في القياس نفسه مع واجباتنا تجاهها؟ كثر من المواطنين يعتقدون ويصّرحون في جميع وسائل الاعلام أنّ حقوقهم مهضومة وحاجاتهم منقوصة، وحتى معدومة : أزمة المياه، الكهرباء، النفايات، النفايات على الطرقات، فوضى السير وغراماته الهائلة التي تُطبّق بالتساوي على الفقير والغني معاً، وهذا ليس عدلاً، بالنسبة الى ميزانية الغني والفقير وحتى المُعدم.
نُلاحظ كما يُلاحظ غيرنا أنّ المواطن اللبنانيّ يتعرض لغرامات جراء مخالفات : هذا منطقيّ وشرعيّ. ولكن لدى المواطن انطباع impression، وليس بالتأكيد حُكم jugement أنّ الدولة تأخذ منه أكثر مما تعطيه، وأنها لا ترعاه كما يجب وكما يرغب، بل يشعر أنها أبٌ ظالم والامثلة كثيرة وواضحة.
دولتنا العزيزة التي نُجلّ، أظهري عدالتكِ وحنانكِ حيال المواطن، على الاقل المواطن الضعيف الذي هو في حاجة الى رعايتكِ الواجبة عليكِ، خصوصاً من الناحية الانسانية والكرامة البشرية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم