الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"الثنائية السنية - المارونية" زلّة لسان... الطائف ضرورة

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
"الثنائية السنية - المارونية" زلّة لسان... الطائف ضرورة
"الثنائية السنية - المارونية" زلّة لسان... الطائف ضرورة
A+ A-

لا شك في أن ترشيح الرئيس سعد الحريري النائب ميشال #عون الى رئاسة الجمهورية نقطة تحوّل كبيرة في الحياة السياسية بعدما سبقتها خطوة لا تقل أهمية عنها، وهي "اتفاق معراب" بين عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير #جعجع. من الجليّ أن طبول "عودة المسيحيين الى الدولة" سيبدأ قرعها بانتخاب عون، كما يرى مراقبون، بعدما رفضوا الانخراط فيها منذ العام 1992 عندما امتنعوا من المشاركة في الانتخابات العامة بوجود الاحتلال السوري وذلك بمباركة بكركي، وبعدما أقصوا عن الحكم كلياً بعد سجن جعجع في العام 1994. الا أن هذا الانخراط في الدولة يجب ألا يكون على حساب أي مكوّن سياسي، كما حصل في السابق أيام الوصاية السورية حين انخرط الجميع في الدولة واغتنموا خيراتها على حساب المسيحيين. والسؤال الذي يطرح اليوم بعد زلّة لسان البعض عن ثنائية سنية - مسيحية، هل نحن أمام مرحلة جديدة من الصفقات "والثنائيات الطائفية" أم نحن أمام انخراط جماعي في مشروع بناء الدولة؟ والسؤال الثاني الذي يطرح ايضاً: هل ما يعتبره البعض عودة المسيحيين الى الحكم ستؤدي الى تغييرات؟


لا ترويكا بعد اليوم
"لا ثنائيات ثابتة"، بهذه العبارة أرادت الدكتورة فاديا كيوان التأكيد على فكرة ان منطق الثنائية  "تكتيكي وظرفي". وأوضحت لـ "النهار" أن "ثنائية عون - جعجع أعادت المسيحيين الى النظام والى معادلة المشاركة في السلطة، وما يحكى اليوم عن ثنائية مسيحية - سنية غير صحيح ويجب أن لا يحصل، بل على المسيحيين والسنّة أن يتحاوروا مع الشيعة والدروز وأن ينخرطوا جميعاً في الدولة، وأن لا يحصل ذلك على حساب فريق منهم، كما حصل مع المسيحيين في السابق واشتكوا من غياب دورهم الحقيقي في اختيار نوابهم ووزرائهم بسبب نظام الدوائر الانتخابية السابقة، ولم يكن لهم دور في انتخاب رئيس الجمهورية. اليوم بإمكان المسيحيين استعادة وجودهم في الدولة من خلال معادلة وطنية وليس معادلة ثنائية، وحديث البعض عن ثنائية هو بسبب الشعور بالخوف على مصالحه أو بهدف إفشال الخطوة التي تُتّخذ اليوم لتحقيق وفاق وطني". واستبعدت كيوان نشوء ترويكا جديدة، قائلة إن "الترويكا كانت غير سليمة وغير مقبولة اليوم، الجيل الجديد قد يقبل بمرحلة انتقالية، لكنه لن يقبل بعودة الازمة السابقة، والا سيقلب الطاولة ويخرب البلد".


لحظة استثنائية
وتعتبر كيوان أن ما يحصل اليوم في لبنان استثنائي جداً على صعيد الانتخابات الرئاسية في ظل الانشغال الدولي الحاصل. واعتبرت ان "الوطن يمر في لحظة استثنائية في تاريخ لبنان، أن تحصل مبادرات محلية من دون أي تدخل خارجي ربّما فاجأت الخارج باتجاه وفاقي وغير صدامي على حساب الاخرين الذي قد يؤجج الصراع ويكون على حساب فريق معين ولا تعطي استقراراً. بل اليوم يجب أن تشمل المبادرة الجميع، من الاحزاب الى الحراك المدني ومؤسسات المجتمع المدني والقوى الاقتصادية والعمالية، ويجب أن تؤدي الحركة الوفاقية الى إخراج لبنان من إطار الصفقات".


لا صفقة
وشددت كيوان على أن "ما يحصل اليوم ليس صفقة، لكنه فاجأ الجميع. والتحوّل الكبير الذي يحصل في المواقف لم يستوعبه الشعب بعد، ولكن هذا حصل في السابق في العام 2005 وتحديداً في الاتفاق الرباعي مع "حزب الله" حيث دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تكن قد جفّت بعد".


لا ثنائية سنية - مسيحية
ولا يختلف الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار الدكتور الياس بوعاصي مع كيوان على اعتبار أن المرحلة مهمة ومفصلية، الا أنه يقول لـ"النهار" إن "المرحلة تصبح استثنائية اذا تضامن اللبنانيون جميعاً، وتنقلب عليهم هذه اللحظة اذا ظلّوا مشرذمين ومنقسمين الى فريقين او أكثر". ورفض مقولة الثنائية السنية - المسيحية، قائلاً: "ما يقال عن اتفاق جعجع - عون مع الحريري بالثنائية السنية - المسيحية فيه كثير من الظلم، لأن ترشيح عون للرئاسة مرتكز على ورقة التفاهم مع "حزب الله" في العام 2006 ولم يتحدث يومها أحد عن الثنائية المسيحية - الشيعية، ولاحقاً اتفق عون مع جعجع في معراب، وبالامس اتفق عون مع الحريري. إذاً ما يقال فيه إجحاف وأعتبره زلّة لسان، لأن الاتفاق الوطني قائم على الثنائية المسيحية - المسلمة، وليس على الثنائية السنية - المارونية".


الابقاء على الطائف
وأعطى بوعاصي أهمية كبرى لما يجري اليوم من تفاهمات بين المسيحيين والاطراف الاخرى، معتبراً ان "التقارب العوني - الحريري يسهم أولاً في بناء الدولة، وهذا همنا الاساسي أن تبقى الدولة، ما من شأنه تسهيل إعادة انخراط المسيحيين في الدولة، ويصب ذلك في إطار النظام اللبناني القائم على الدستور وعلى الميثاق، وانخراط المسيحيين في الدولة لن يؤدي الى تغيير نظام الطائف بل بالعكس سيساعد في تنفيذه كما يجب، وعندها تكتشف ثغراته ويعمل الجميع على تصحيحها وتجديدها، فالمطلوب الابقاء على اتفاق الطائف وليس الخروج منه".


الوضع يتهاوى
ورفض بوعاصي ما يتردد عن ولادة ترويكا جديدة، قائلاً :"أستبعد ان يؤدي تقارب عون - جعجع - الحريري الى ترويكا جديدة، والأمور ليست مطروحة بهذا الشكل، واتمنى ان لا يحصل ذلك، فالوضع يتهاوى يوماً بعد يوم وذلك ليس في مصلحة اي طرف".
هذه القراءة لما يجري على الارض من تفاهمات بين الاطراف السياسيين تبقى في إطار الرأي، على أمل أن تتحوّل حقيقة وواقعاً، وتعطي نتائج تصب في مصلحة المواطن اللبناني الذي أرهق من الصفقات التي تحصل على حسابه والتي يدفع غالباً ثمناً باهظاً لها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم