الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

Mal de Pierres خيبة الحب الكبير

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
Mal de Pierres خيبة الحب الكبير
Mal de Pierres خيبة الحب الكبير
A+ A-

كم تتألق المخرجة وكاتبة السيناريو والممثلة الفرنسية نيكول غارسيا في رسم شخصيات افلامها النسائية تحديداً من خلال تلوينهن بمختلف الانفعالات. لا احد يمكنه ان ينسى اداء كل من كاترين دونوف في Place Vendome وناتالي باي في Un Week End Sur Deux، واليهما تنضم اليوم البارعة ماريون كوتيار في تجسيد جنون المرأة العاشقة والشغوفة في شريط غارسيا الجديد Mal de pierres الذي شارك في مهرجان كانّ السينمائي 2016 . فيلم درامي، حميمي، نفسي، مؤثر وشغوف، مقتبس من رواية لميلينا اغوس ويروي على مدار 20 عاما حكاية شابة ريفية تنتمي الى عائلة بورجوازية تدعى غابرييل (ماريون كوتيار). شابة جامحة ومليئة بالشغف المكبوت، مما يتسبب بالخجل لأسرتها التي تصفها بالجنون. للتحرر من اختلافها وتمردها، تجبرها والدتها (بريجيت روان) في حقبة الخمسينات على الزواج من خوسيه (الممثل الاسباني الكس براندنمول) العامل الاسباني في مزرعتهم بعدما تبيعها له في مقابل المال. غابرييل المتمردة توافق على الزواج به لكن تشترط عليه انها لن تحبه أو تخضع له أو تنام معه. في الزواج تعيش غابرييل الوحدة والوجع في قلبها وروحها وجسدها بسبب معاناتها من الحصى في الكلى الى أن تسافر الى سويسرا لتلقي العلاج. هناك تلتقي ضابطا مريضاً يدعى اندريه سوفاج (لويس غاريل) يشفي قلبها وروحها ويمنحها الامل بالحياة، فتصمم على أن تتحدى الجميع من أجل حبها الجامح، فتعود الى بيتها حاملا، وتنتظر حبيبها الذي وعدها بحياة سعيدة، وتعيش عمرا بأكمله في انتظار رسائل لن تصلها ابدا. الشفاء من مرض جسدي ممكن، لكن هل يمكن أن نشفى يوماً من شغف يستعر كالجمر في داخلنا؟ هذا ما يجيبنا عنه هذا الشريط عن الحب والتمرّد والجنون، المؤثر والجميل ببطئه ومناخه القديم، الذي يلامسنا باناقة اجوائه العابقة برومانسية الحنين والحزن والمرارة. لكن اجمل ما فيه هي ماريون كوتيار. ممثلة استثنائية، متوهجة، مسكونة بالشخصية الى درجة الانصهار مع جموحها وشغفها وانفعالاتها وجنونها ووجعها وحزنها ويأسها. نجحت في كسر كلاسيكية الفيلم ومنحه هذه اللمسة المبتكرة. وقد ساهمت نيكول غارسيا بقدرتها المتمكنة على ادارة الممثلين، في اظهار مشاعر الشخصيات، فقدمت لماريون كوتيار واحدا من اجمل ادوارها، واطلقت العنان لغابرييل واحاسيسها وانفعالاتها، وجمحت انفعالات الممثل البارع الكس براندنمول الذي قدم شخصية الزوج الذي يسيطر على اعصابه حباً بامرأة لم تحبه يوماً. بدوره التصوير ساحر بمشهديته الجمالية وباضاءته والسيناريو الذي اعده جاك فيشي بمشاركة نيكول غارسيا للمرة الثامنة خلال مسيرتهما السينمائية، لافت بحميميته وقلة حواراته التي تقول اشياء كثيرة وقوة التركيبة النفسية لشخصياته. وقد ساهمت تقنية الفلاش باك المستخدمة في جعلنا نفهم اكثر تلك المرأة المقيّدة بعادات زمن غابر، التي اصرّت على التشبث بالحب الكبير وعيشه كأنها تحقق حلماً.
الفيلم ابتداءً من الخميس 20 تشرين الاول في صالات غراند وامپير.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم