الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"فريدريش إيبرت" تحتفل بعيدها الخمسين في لبنان فوكت لـ"النهار": المنح للطلاب أهم ركائز عملنا

نيكول طعمة
"فريدريش إيبرت" تحتفل بعيدها الخمسين في لبنان فوكت لـ"النهار": المنح للطلاب أهم ركائز عملنا
"فريدريش إيبرت" تحتفل بعيدها الخمسين في لبنان فوكت لـ"النهار": المنح للطلاب أهم ركائز عملنا
A+ A-

تعتبر "فريدريش إيبرت"إحدى أقدم المؤسسات السياسية الألمانية. تأسست عام 1925 بعد وفاة الرئيس الألماني الأول المنتخب ديموقراطياً فريدريش إيبرت. تملك المؤسسة اليوم اكثر من 100 مكتب في العالم، 12 منهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا... وها هي تحتفل هذا الأسبوع بمرور 50 عاماً على وجودها في لبنان.


تحدث ممثل مؤسسة "فريدريش إيبرت" في لبنان أخيم فوكت لـ"النهار"، فقال: "منذ إنشائها تساعد المؤسسة شباب العائلات الفقيرة في الدخول الى الجامعات، فالمنح للطلاب من أهم ركائز عملها"، أضاف: "تقوم المؤسسة أيضاً ببحوث تتعلق بشؤون اقتصادية واجتماعية، وقضايا سياسية أساسية، وتنظم ورش تدريب في الثقافة السياسية في ألمانيا، فتزوّد المشاركين فيها نصائح مرتبطة بتحديات سياسية، اجتماعية واقتصادية".
لماذا "فريدريش إيبرت" في لبنان منذ عام 1966؟
كان مكتب المؤسسة في بيروت أول المكاتب التي افتتحت عام 1966 في الشرق الأوسط، يجيب: "وكان للمكتب هدفان: مساعدة لبنان واللبنانيين، وليكون محور المنطقة بأكملها". وبعد نصف قرن، لا يزال الهدف هو ذاته، "وبقي لبنان مجتمعاً منفتحاً، حيث الكثير من نشاطاتنا الإقليمية تنظم في بيروت". يضيف أن المؤسسة بقيت ملتزمة العمل في لبنان، "لأن ثمة تحديات ينبغي معالجتها على غير صعيد، وسيبقى مكتب بيروت مفتوحاً ومستمراً في العمل".
ويوضح فوكت، أن الهدف الشامل لـ "فريدريش إيبرت" في لبنان، "هو تفعيل دور المواطن للمشاركة في المناظرات السياسية. وفي مبادرات اجتماعية واقتصادية والعمل من أجل مجتمع مستدام وصديق للبيئة". وتعمل المؤسسة مع كل جهات المجتمع: وزارات، أعضاء في البرلمان، منظمات المجتمع المدني، نقابات، أحزاب سياسيةـ بالإضافة الى الإعلام، شرط أن تعمل هذه الجهات على إحداث اصلاح سياسي واجتماعي".
هل قطفت المؤسسة ثمار ما كانت تطمح إلى تحقيقه؟ "هذا سؤال صعب، يجيب: "لأن "فريدريش ايبرت" كما كل المؤسسات المشابهة في لبنان، وهي واحدة بين جهات عدة، وتالياً ليس سهلاً ان نحكم على مساهمتنا"، مشيراً إلى ان منظمات المجتمع المدني تؤدي اليوم دوراً أهم مما مارسته قبل عقدين من الزمن. "فالكثير من الجمعيات السياسية، مثل، "الجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات"، كانت مدعومة منذ بداية طريقها من مؤسستنا، لأننا رأينا إمكاناتها وأدركنا ضرورة وجودها".
وذكّر فوكت بالعديد من شركاء المؤسسة في لبنان الذين بادروا إلى مناظرات عدة، فـ "كان المؤتمر حول حال اتفاق الطائف بعد 25 سنة من إبرامه، والذي نظم قبل سنتين مع "المركز المدني للمبادرة الوطنية"، قد أثار جدلاً استمر لفترة لا بأس بها". والتساؤل الأهم الذي طرحه فوكت، "ما إذا كان شركاؤنا اللبنانيون قد حصدوا ما ارادوا تحقيقه؟"، جازماً بأن اللبنانيين هم الذين يقررون مصيرهم، "لأنني متأكد من أن غالبيتهم يرغبون في المزيد لتحقيقه. ويرى أن لبنان 2016 يختلف عن لبنان 1990، على رغم ان النظام السياسي بقي على حاله، إنما يتغير ببطء".
كيف تتجاوزون التحديات لاستكمال مشاريعكم في لبنان؟
"لا تواجه الجمعية اي عقبات كمؤسسة، وانا اؤمن بأن اللبنانيين يثقون بالمؤسسات الألمانية الموجودة في بلدهم للمساعدة وليس لتحقيق أجندتهم الخاصة بهم". غير أن فوكت لا ينفي وجود تحديات وعقبات تواجه اي مؤسسة لبنانية، موضحاً أن بعض الناس لا يريدون التغيير، كما أن بعض المؤسسات لا تريد الإصلاح، وهذه الجماعات لا تثق ببعضها البعض.
ويعتبر فوكت أن مؤسسة "فريدريش ايبرت" شريكة للبنانيين. وما يقصده في كلامه هو أن المؤسسة ليست مانحاً كلاسيكياً، ولا تعطي اموالاً وتختفي لتتزود لاحقاً بالتقارير. "نحن نقوم بتحضير معظم النشاطات المنظمة مع شركائنا المحليين، ونتشاور حول اهدافهم واستراتيجياتهم، ونرافقهم طوال الطريق". يضيف: "نحن شركاء مع العديد من المنظمات لسنوات، إن لم يكن لعقود، لسنا نتحدث وندرب فقط، بل ايضاً نجعل المشاركين في نشاطاتنا مؤسسين، وحتى احياناً اصدقاء شخصيين".
يُلاحظ أن نشاطكم يستهدف الاشتراكيين أكثر من غيرهم؟ لماذا الحزب الاشتراكي تحديداً؟ يجيب: "نحن جزء من العائلة السياسية الديموقراطية الاجتماعية، نحاول ان نرى أين يمكننا المساعدة لتوسيع رقعة الأحزاب السياسية في لبنان وتطوير البرامج وتمكين المواطنين من المشاركة، وقد أحرز الحزب "التقدمي الاشتراكي" تقدماً ملحوظاً في هذا الخصوص".
في المقابل، يرى فوكت أن لبنان منقسم، ليس فقط سياسياً، إنما ايضاً مذهبياً، عرقياً، مناطقياً وعائلياً. ويوضح في هذا السياق، "أن العمل على المستوى العقائدي فقط يعكس قصر نظر، ذلك أن جزءاً من العملية الديموقراطية هي الحوار السياسي، البحث على ارضية مشتركة، أجندة وطنية وعقد اجتماعي واسع النطاق. لذا، أدت المبادئ التي نحاول تحسينها إلى تمكين الحوار وتزويد أسسه بمواضيع اساسية لكل المهتمين بالمشاركة". من هنا استوحت "فريدريش إيبرت" فكرة مؤتمرها "فن الحوار" الذي تنظمه مع "المركز المدني للمبادرة الوطنية" اليوم الثلثاء وغداً الأربعاء، في فندق فينيسيا - بيروت.


[email protected]
Twitter: @NicoleTohme

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم