معركة الموصل تدخل الجيش الاتحادي الى إقليم كردستان بعد 25 عامًا

مع اعلان رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فجر الاثنين، بدء العملية العسكرية لتحرير الموصل، ابتهج اغلب العراقيين بقرب خلاص اهالي الموصل ومحافظة نينوى عمومًا من قبضة تنظيم "داعش" الذي سيطرة عليها في حزيران 2014، ورافقت عملية الابتهاج بعض المبالغات والاخبار المتضاربة التي لا تستند إلى مصادر عسكرية مؤكدة، خاصة بين نشطاء المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، واللافت ان وسائل اعلام مختلفة انساقت وراء اخبار غير مؤكدة تداولها ناشطون.

وربما يمثل انطلاق معركة الموصل لأغلب العراقيين، مرحلة جديدة في تاريخ العراق ما بعد 2003، عنوانها طرح الخلافات جانبا والتوحّد حيال عدو مشترك، ولعلها المعركة الاولى التي تحقّق اجماعاً غير مسبوق بين عموم العراقيين، ومن بوادر ذلك موافقة حكومة اقليم كردستان على دخول قوات الجيش الاتحادي الى محافظة اربيل لأول مرة منذ 25 عاما، للمشاركة الى جانب نظرائهم من قوات البيشمركة الكردية في الهجوم من المحور الشمالي لمحافظة نينوى، وقد كشف رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، عن اتفاق بينه وبين بغداد حول "مصير ومستقبل المناطق المستعادة بالموصل".
ولعل اعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي عن مشاركة الجيش والشرطة الاتحادية الى جانب قوات النخبة والبيشمركة، واستبعاد المشاركة الفعلية لفصائل الحشد الشيعية، قلّل من حالة التوتر القائمة بين الاطراف المختلفة قبل بدء المعركة، الامر الذي يساعد على سير عملياتها بعيدا على التقاطعات الحادة بين الاطراف المختلفة.
وفي ذات السياق، يأتي وصول وفد تركي الى بغداد مساء اليوم (الاثنين)، للتفاوض بشأن انسحاب القوات التركية من العراق، بحسب المتحدث باسم الخارجية العراقية احمد جمال، ليقلّل من المخاوف المحتملة بشأن التدخل التركي في مجريات معركة الموصل، ويعزز مجمل الآمال المتعلقة بحسم المعركة في قصير.
على ان التوقعات عموما تشير الى ان المعركة قد تستغرق بضعة اسابيع برغم الاخبار التي تتحدث عن هروب عناصر "داعش" من الموصل، نتيجة الطبيعة المعقدة لمحافظة نينوى عموما، من حيث عدد السكان المتواجدين داخل المدينة الذين يقدّر عددهم بأكثر من مليون مواطن، وطبيعة المساحات الشاسعة التي تسيطر عليها "داعش".
اليوم الاول للحرب
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، الاثنين، أنها "لم تتوقع" وصول قواتها الى مناطق المحور الجنوبي الشرقي لمحافظة نينوى في اليوم الاول من انطلاق عمليات التحرير، وقال نائب قائد العمليات الفريق الركن عبد الامير رشيد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني من محور الخازر شرق الموصل، إن "القوات المشتركة من البيشمركة والجيش شرعوا في عملية تحرير الموصل بعملياتهم وفق المخطط وان قوات النخبة (جهاز مكافحة الارهاب) سيشارك لاحقاً في المعركة". يشار الى ان رئيس الوزراء العبادي استدعى الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات تحرير الفلوجة لقيادة قوات النخبة في احد محاور معركة الموصل.
وتشير اخبار معركة اليوم الاول الى أن القوات المشتركة تمكنت من تحرير مركز ناحية النمرود جنوب شرقي الموصل، وتوجهت نحو مركز قضاء الحمدانية، الى جانب تمكن قوات البيشمركة الكردية من السيطرة على سبع قرى في محور الخازر.