الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل يعلن الحريري تأييد عون هذا الأسبوع أم ينتظر تفاهم الأخير مع برّي وفرنجية؟

خليل فليحان
A+ A-

رصد الرئيس سعد الحريري وفريق عمله خطاب المرشح للرئاسة العماد ميشال عون أمس في ذكرى 13 تشرين الأول 1990، فتبيّن له أن الكلمة خلت من أي إشارة الى الاتصالات السياسية الجارية في شأن ترشحه للرئاسة. وسجّل الحريري أيضا خلو خطاب رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على طريق القصر الجمهوري من أي ذكر لتأييده في رئاسة الحكومة، رغم أن باسيل أشار الى أن الجنرال سيحكم مع "القادة السياسيين" اذا ما انتخب رئيسا للجمهورية. وفسر احد رؤساء الكتل النيابية الامر بأن عون ينتظر الحريري، والعكس، وهذا دليل على أن الثقة بين الرجلين لم تتوطد وهي قيد الاختبار.


ولفت مصدر مقرب من الرابية الى أن عون ينتظر إعلان الحريري تأييد ترشيحه للرئاسة، لأنه لا يريد التزام أن يكون الحريري رئيسا للحكومة قبل أن يتأكد من ذلك. ولفت الى أن المعلومات التي توافرت لدى الجنرال متباينة، منها أولا أن رئيس "تيار المستقبل" سيعود هذا الاسبوع ليعلن تأييده ترشح الجنرال في ختام اجتماع كتلة "المستقبل" النيابية غدا الثلثاء. وثانيا، انه سيعود وسيتابع اتصالاته فقط، وثالثا انه سيبقى في الخارج. وحتى يوم أمس لم يكن واضحا اذا كان الحريري سيعود مباشرة الى بيروت ام انه سيمر مجددا بالرياض.
وقلل من أهمية إلغاء باسيل زيارته أوستراليا التي كانت مقررة غدا الثلثاء، معتبرا أن هذا الالغاء يجب ألا يعني أن الحريري سيعلن التأييد المنتظر غدا الثلثاء.
صحيح ان الحريري لمح الى تغيير موقفه وتبني ترشيح عون، لكنه في الوقت نفسه ينتظر أن يستكمل عون لقاءاته مع حلفائه الأصليين والتفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارة يقوم بها لعين التينة، ومع المرشح للرئاسة سليمان فرنجية لاقناعه بالانسحاب له.
وذكر انه على مستوى الاتصالات الخارجية التي اجراها رئيس "تيار المستقبل" مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وعد المسؤول الروسي بالطلب من ايران ان تبذل المساعي لدى الحزب لتأمين انتخاب عون، الا ان ذلك لا يمكن اعتباره ضغطا يمارس على الحزب وقيادته. كما ان لقاءه مع وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت الاسبوع الماضي لم يكن مثمرا من الناحية العملية، بعدما صارحه المسؤول الفرنسي بأن لا مجال لأي تجاوب إيراني مع ما طلبه الرئيس فرنسوا هولاند أكثر من مرة لتسهيل انتخاب رئيس للبلاد. ويشار الى ان ايرولت قدّر الجهود التي يبذلها الحريري لتحريك هذا الاستحقاق، واكد له ان بلاده ستسعى مع نواب لبنانيين تعتبرهم أصدقاء لها لاقناعهم بدعم تحركه.
في موازاة ذلك، اطلع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على ما آلت اليه الاتصالات في شأن الاستحقاق الرئاسي، وذلك خلال استقباله المستشار السياسي لرئيس الحزب ملحم الرياشي السبت الماضي في حضور النائب ابرهيم كنعان. وتبين لهم ان اي جديد حاسم لم يطرأ. والمطلوب الترجمة العملية لما وعد به الحريري، لان الأمور ستأخذ منحى آخر، والاتصالات ستتكثف وستأخذ مجرى مختلفا. لذلك الأمور باقية على حالها، ولا سيما انه في التيار البرتقالي هناك من يجزم بأن الحريري سيؤيد عون للرئاسة، ولكن يجب إعطاؤه وقتا يحتاج اليه لاقناع جميع أعضاء كتلته، بعدما ارتفع عدد المعارضين داخل كتلته وتياره.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم