الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

' التيار ' يحتفل ... لكن لا تسرع حريرياً

' التيار ' يحتفل ... لكن لا تسرع حريرياً
' التيار ' يحتفل ... لكن لا تسرع حريرياً
A+ A-

فيما أنجز " التيار الوطني الحر" إستعداداته لليوم الكبير اليوم على طريق قصر بعبدا ضمن التحرك الشعبي الذي اراده تحت عنوان " يكون الميثاق او لا يكون.. لبنان"، لم يعد خطاب العماد ميشال عون هو الحدث المنتظر، بعدما بات واضحا ان المرشح الرئاسي حسم خياره في المضي في ترشيحه حتى النهاية معولا على دعم الحليف الابرز " حزب الله"، والحليف المستجد رئيس تيار " المستقبل" الرئيس سعد الحريري، وبعدما باتت مضامين خطابه واضحة المعالم، بعد الضخ الإعلامي الكثيف الذي سبق الإعلان والذي يتمحور حول رسائل هادئة ورصينة وايجابية اعتبرت بمثابة "خطاب قسم رئاسي" يحدد فيه عون توجهاته الرئاسية.


اما الحدث المنتظر، فأصبح على ضفة الرئيس الحريري نفسه حيث باتت كرة الرئاسة في ملعبه، لتتجه الأنظار الى الرئيس الأسبق للحكومة ترقباً لموعد إعلانه تبني ترشيح عون رسمياً.


ذلك ان هذا الإعلان هو الذي سيرسم ملامح المرحلة المقبلة ويبلور آفاق الاستحقاق الرئاسي سلبا او ايجابا، نظرا الى ما سيرتبه مثل هذا الإعلان من ترددات على المشهد السياسي الداخلي، وعلى تفاعل القوى السياسية المتريثة بعد في اعلان موقفها النهائي من هذا الموضوع.
وفي حين كان لتغريدات النائب وليد جنبلاط أثرها الكبير في إضفاء ملمح إيجابي يصب في مصلحة تبني ترشيح عون، اعادت التغريدات اللاحقة موجة التفاؤل الى مربعها الاول، اذ عمد جنبلاط الى تفسير ما " فُهم خطأ" في شأن السلال الفارغة، اذ غرد امس قائلا:" انه قد يكون جرى سوء فهم حول قضية السلة، لكنها نوقشت مرارا وتكرار وهي متكاملة كما وضع اسسها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الحوار".
واشار الى "ان السلة اساس للانطلاق ولا تستكمل الا بانتخاب رئيس"، متمنيا في هذا المجال "وبكل محبة الا تستخدم ذريعة او متراس لاي حساب سياسي"، لافتا الى انه "يقدر حسابات الغير ويتفهمها"، لكنه لفت النظر "الى الوضع الاقتصادي واستحالة الاستمرار في شراء الوقت الباهظ في الكلفة".
وفسرت مصادر سياسية موقف جنبلاط بأنه تراجع عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل التفاهم على السلة التي سبق وطرحها رئيس المجلس نبيه بري، ما يعني عمليا العودة الى هذه السلة لتستكمل بانتخاب رئيس للجمهورية.


وفي حين لم يصدر اي موقف جديد عن الرئيس بري او عن نتائج لقاء معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل مع الحريري في باريس، كشفت المصادر ان اي موقف للحريري بتبني ترشيح عون لن يكتمل ويؤدي الى انتخاب عون ما لم يحظ بمباركة رئيس المجلس الذي لا يزال الممر الإلزامي لأي جلسة انتخاب مثمرة، داعية في هذا المجال الى التوقف مليا عند كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن بري والذي أعطى فيه رصيدا اكبر مما أعطى للعماد عون، في اشارة الى اهمية وضرورة التفاهم اولا مع رئيس المجلس.
وكشفت المصادر في هذا الإطار عن معلومات تفيد بأن بري يستند الى إشارات إقليمية وصلته ودفعته الى التشبث بموقفه حيال ترشيح عون.
وفيما تترقب الاوساط السياسية المحلية عودة الحريري الى بيروت لتزخيم مبادرته والإعلان عنها، أكدت مصادر مستقبلية ل" النهار" ان رئيس التيار يتريث في خطواته، ولن يقدم على أي خطوة قبل ان يستكمل كل مشاوراته وحركته الداخلية والخارجية والرامية الى استطلاع كل الآراء والمخاطر والتداعيات. واشارت الى ان الحريري لا يربط تحركه بالأجندة الداخلية للتيار الوطني الحر او بأي محطة يعتبرها التيار مفصلية، كمحطة ١٣ تشرين. وإذ أكدت ان الحريري جدي جداً في مبادرته وقد قطع شوطا بعيدا في تواصله مع عون، الا انه لا يزال يتهيب الامر ويعطي لنفسه المزيد من الوقت لإنضاج مبادرته.


وعليه، فإن هذه الحركة وعلى جديتها، لن تكتمل فصولها الا بالاعلان الرسمي عن تبني الترشيح لتتحول الى مرحلة اكثر جدية واكثر عملانية تؤول في نهاية المطاف الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
ولكن المصادر لا تتوقع ان يحصل هذا التحول في المدى القريب، مشيرة الى ان ثمة متسعا من الوقت حتى جلسة الانتخاب في ٣١ تشرين الجاري لإستكمال كل حركة المشاورات والاتصالات الداخلية والخارجية.
على مقلب الرابية، لا يبدو المشهد على هذا القدر من التحفظ. إذ نجحت الماكينة العونية في حشد كل قواها لمشهد شعبي غير مسبوق، لا تقتصر حدوده على الذكرى التشرينية بقدر ما يعكس مشهدا متوجا بنصر لم تكتمل بعد فصوله. وفيما توقعت اوساط التيار مشاركة حاشدة كثيفة في تحرك اليوم، نشطت امس المواكب السيارة التي جالت في مختلف المناطق من زحلة الى المحالة الى بيروت والمتقنين الشمالي والجنوبي وكسروان وجبيل
وتوجه العماد عون الى شباب التيار الوطني الحر عشية التظاهرة بالقول:"عليكم انتم الشباب ان تتذكروا دائما ان هناك دماء بذلت كي يبقى لكم لبنان، وطنا تعيشون فيه بكرامة وحرية".


واضاف عون:واليوم، في ذكرى استشهادهم علينا ان لا نبخل عليهم ببعض وقتنا، فليكن لقاؤنا معا لتكريمهم وتجديد العهد امامهم
اما على مقلب بنشعي فجدد رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية تمسكه بترشحه. وغرد عبر تويتر قائلا:أنا مرشّح ولن أتراجع... والكلمة الفصل لصندوق الاقتراع في 31 تشرين الأول.
سياسيا ايضا برز موقف البطريرك الماروني مار بشارة الراعي من عين أبل حيث احيا الذبيحة الإلهية حين قال ان لبنان بحاجة الى من يجد حلولا. العقد الموجودة فيه اكثر من الزوم ولكننا بحاجة للحلول والا فراوح مكانك. سنتان وستة اشهر من دون رئيس، مجلس نيابي معطل، حكومة متعثرة، ومؤسسات عامة تعرفون فيها حجم الفوضى والفساد، الحال الاقتصادية متردية وتنذر بالخطر، نحن بحاجة الى رجالات حلول وليس الى رجالات عقد، ويشرفنا ان يأتي رجال السياسة بحلول ليظهروا ان الله يجري عجائبه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم