الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جريمة عشقوت... كيف تحوّل المؤهل مجرماً في لحظة؟

المصدر: النهار
أسرار شبارو
أسرار شبارو
جريمة عشقوت... كيف تحوّل المؤهل مجرماً في لحظة؟
جريمة عشقوت... كيف تحوّل المؤهل مجرماً في لحظة؟
A+ A-

مؤهل في "الأمن العام" يقتل أربعة اشخاص والسبب كلب. خبر صدم اللبنانيين قبل يومين، لتتضح الصورة مع مرور الساعات، عن وجود خلافات ومناكفات بين الجيران وصلت الى حد رفع المؤهل طوني عبود دعاوى بحق عائلة حب الله. لم يحل الامر في المحاكم بل انتهى بتطبيق شريعة الغاب، دماء وجثث ملقاة هنا وهناك، لتضاف جريمة جديدة الى سجل الجرائم التي بات يحفل لبنان بها.


اليوم زفّ جان حب الله وزوجته ايزابيل وابنهما جان بول (34 سنة) وانطون الشدياق الذي صادف وجوده لحظة سحب عبود مسدسه واطلاق النار على كل من وقف في وجهه الى مثواهم الأخير. انتهى ملف "الازعاج" الذي سببه الجيران لطوني ومعه مستقبله، دمرت عائلته ومن بقي من عائلة حب الله والشدياق. تم توقيف عبود وبدأت التحقيقات، لكن السؤال: هل بات القتل سهلاً في لبنان الى هذه الدرجة؟ ولماذا يصل الانسان الى هذه المرحلة؟ هل كان طوني في وعيه عندما ارتكب جريمته؟ أو إنها لحظة جنون وتخلٍٍّ يتخطى فيها الانسان المحظور؟
عشقوت حيث يسكن عبود كانت مسرحاً للجريمة التي ارتكبها ابن بلدة جبرائيل في عكار، والتي لا يزرها الا في حالة قصده المختار لانجاز اوراقه الثبوتية، لكون "هناك خلافات مع عائلته على قطعة ارض، حيث اورثها جده لعمه وليس لوالده"، بحسب المختار، الذي اضاف في حديث بأنه تفاجأ عندما سمع بخبر ارتكاب طوني جريمته "فقد رأيته قبل شهرين حينما قصد البلدة للحصول على اخراج قيد، كان طبيعياً وهادئاً، تحدث مع موظفي دائرة النفوس بكل احترام لذلك عندما أطلعتهم انه هو من قتل جيرانه تفاجأوا مثلي".


لحظة "جنونية"


في لحظة فجر عبود غضبه، تخلى عن انسانيته، قتل من اعتبرهم استفحلوا في ايذائه وابنته، انتقل من اللوم والشكوى الى الفعل، وكما شرحت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة الجامعية منى فياض ل"النهار"، " هي رأس جبل الجليد، ليس المهم ان نعلم لماذا فعل ذلك لأنه من الأكيد أنه مرّ بلحظة جنون وانفعال شديد، فالاهم ان نعلم لماذا وصل المجتمع اللبناني إلى هنا، لذلك يجب الاهتمام بالظروف المحيطة بنا. فما فعله عبود جزء من العنف المجتمعي الذي يتزايد بشكل متصاعد وبصورة جديدة، فقد بتنا نرى جرائم لا يعرفها المجتمع اللبناني بهذه الطريقة، وهذا الاسبوع شهدنا بالاضافة الى جريمة عبود جريمة غير مسبوقة وهي دهس يحيي الحجيري منالسيارات المارة، ما يدل على مدى العنف الذي يتراكم في المجتمع". واضافت "يجب معرفة ظروف عبود بشكل خاص، لتتضح صورة التراكمات من جيرانه التي اوصلتهالى هذه اللحظة الجنونية".


هشاشة داخلية
أسباب عدة توصل الانسان الى ارتكاب جريمة، بحسب فياض "لدينا مشاكلنا الخاصة، إضافة الى التهديد الأمني من الداخل والخارج، وتاريخنا العنفي الذي لم نحله، أججته الحرب الدائرة في سوريا وارتفاع أعداد النازحيين، عدا عن البطالة، والازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، هذا كله يظهر لدى الافراد الذين يعانون هشاشة داخلية، سواء فردية اذا كان لدى عبود تاريخ عنفي، او هشاشة اجتماعية عامة، فيلجؤون الى العنف".
قطع حدود التسامح
في اللحظة التي يقتل فيها الانسان "يكون يتصرف بغريزته، حيث يرتفع الادرينالين لديه، وتقطع الانفعالات المتراكمة حدود التسامح والتحمل". لكن، هل من يقتل انساناً يكون على استعداد ان يقضي على حياة عدد أكبر؟، أجابت فياض "ليست قاعدة، الامر يعود الى الشخص مرتكب الجريمة، والذي قد يكون في حالته العادية هادئاً لكن فجأة يتحوّل الى مجرم بسبب التراكمات، ويجب ان لا ننسى ان المجرمين اناس عاديون يعيشون بيننا، لكنهم يتحوّلون في لحظة الى قتلة".
وعما اذا كان المجرم يرتاح بعد ارتكاب جريمته؟، ردتفياض " بالتأكيد كلا، الا اذا كان مريضاً نفسياً، فبعد الجريمة يستيقظ على فعلته، وانه انهى مستقبله".
لحظة كلفت عبود وعائلة حب الله والشدياق مرارةً قاتلة، لحظة أدخلت العشرات في جحيم الاشتياق إلى أحباب غادروهم إلى الابد!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم