الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"رائحة الدم" تفوح من مصر وأنصار مرسي غاضبون ويحضّرون لـ"انتفاضة"

المصدر: ا ف ب
A+ A-

قتل اكثر من 50 شخصا فجر الاثنين، خلال تظاهرة لمؤيدي الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي في القاهرة، فيما دعت جماعة "الاخوان المسلمين" الشعب المصري الى "انتفاضة" ضد من يريدون "سرقة ثورته" عقب هذه "المذبحة".


وامر الرئيس المصري الموقت عدلي منصور بفتح تحقيق في هذه الاحداث التي قتل فيها 51 شخصا على الاقل واصيب 435، حسب رئيس هيئة الاسعاف الذي لم يحدد ما اذا كانوا جميعا من الإسلاميين. واكد الجيش المصري انه "لن يسمح بالعبث بالامن القومي المصري"، داعيا في الوقت نفسه المعتصمين المؤيدين لمرسي الى فض اعتصامهم. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد اركان حرب احمد محمد علي في مؤتمر صحافي في القاهرة: "لن نسمح بالعبث بالامن القومي المصري تحت اي ظرف"، مؤكدا في الوقت نفسه لانصار مرسي ان "المعتصمين في الميادين كافة يمكنهم مغادرة اماكنهم بمنتهى الامان ومن دون اي ملاحقة".


من جانبه اعلن شيخ الازهر احمد الطيب انه سيعتكف حتى انتهاء اعمال العنف في مصر عقب هذه الاشتباكات الدامية. وقال الطيب في بيان "قد اجد نفسي مضطرا في هذا الجو الذي تفوح فيه رائحة الدم... ان اعتكف في بيتي حتى يتحمل الجميع مسؤولية تجاه وقت نزيف الدم منعا من جر البلاد الى حرب اهلية طالما حذرنا من الوقوع فيها". وطالب بفتح تحقيق عاجل "لكل الدماء التي سالت" واعلان النتائج اولا باول على الشعب المصري "حتى تتضح الحقائق وتوأد الفتنة". كما دعا الى تشكيل لجنة المصالحة الوطنية "خلال يومين على الاكثر حفاظا على الدماء، ومنحها صلاحيات كاملة لتحقيق المصالح الشاملة التي لا تقصي أحداً من أبناء الوطن، فالوطن ليس ملكاً لأحد وهو يسعُ الجميع".


أما حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، أكد ان الجيش هاجم المعتصمين المطالبين بعودة مرسي. وقال في بيان "استيقظ الشعب المصري والعالم الإثنين على أصوات طلقات الرصاص الحي ضد آلاف المعتصمين السلميين أمام نادي الحرس الجمهوري وهم يؤدون صلاة الفجر في مذبحة بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى" .


واشار متظاهرون الى استخدام ذخيرة حية وقنابل مسيلة للدموع في ظروف غير واضحة. وافاد شهود اخرون ان قوات الامن اطلقت النار في الهواء وان الطلقات المباشرة جاءت من مسلحين يرتدون ملابس مدنية.


وكان الجيش المصري اتهم "مجموعة ارهابية مسلحة" بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري، ما ادى الى مقتل ضابط واصابة عدد من المجندين بجروح، بحسب بيان نشره موقع صحيفة الاهرام الرسمية. واضاف البيان ان "مجموعة إرهابية مسلحة قامت بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سالم والاعتداء على قوات الامن من القوات المسلحة والشرطة المدنية، ما ادى الى استشهاد ضابط واصابة عدد من المجندين، منهم 6 حالتهم خطيرة، تم نقلهم الى المستشفيات العسكرية". واثر هذه الاحداث شاهد مصور لفرانس برس نحو 20 جثة ممدة على الارض في مستشفى قريب. واحيط الحي الذي تحلق فوقه مروحيات الجيش بحواجز لقوات الامن.


ودعا حزب الحرية والعدالة "الشعب المصري العظيم الى الانتفاضة ضد من يريدون سرقة ثورتهم بالدبابات والمجنزرات ولو على جثث الشعب".
كما دعا "المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية وكل أحرار العالم الى التدخل لوقف المزيد من المجازر وإسقاط الغطاء عن ذلك الحكم العسكري كي لا تكون هناك سوريا جديدة في العالم العربي". وقبل ساعات من هذا البيان اغلقت السلطات المصرية مقر حزب الحرية والعدالة في القاهرة بعد العثور على "سوائل قابلة للاشتعال وسكاكين واسلحة" فيه كما صرح مسؤول امني لفرانس برس.


بدوره ندد حزب النور السلفي بهذه "المذبحة" معلنا الانسحاب من مشاورات تشكيل الحكومة. وقال المتحدث باسم الحزب نادر بكار على موقع "تويتر": "لقد قررنا الانسحاب فورا من كل المشاورات ردا على المذبحة خارج مقر الحرس الجمهوري".

من جانبه اعتبر منسق جبهة الانقاذ الوطني المصرية محمد البرادعي، ان "العنف ليس السبيل ايا كان مصدره ويجب ادانته بكل قوة" وطالب في تغريدة "بتحقيق فوري مستقل وشفاف"، معتبرا ان "مصر الآن في أمس الحاجة أن تتصالح مع نفسها".

في ردود الفعل الدولية دعت الولايات المتحدة الجيش المصري الى ابداء "اقصى درجات ضبط النفس"، الا انها اكدت انها لا تنوي في الوقت الحاضر اجراء اي خفض لمساعدتها الى الجيش المصري. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "ندعو الجيش الى ابداء اقصى درجات ضبط النفس"، مضيفة "ان استقرار مصر ومسارها الديموقراطي على المحك". وبعد ان "دانت بشكل حازم اي نوع من العنف او الحض على العنف" في مصر، اعتبرت المتحدثة الاميركية ان "الوضع على الارض يزداد صعوبة". ودعت جماعة الاخوان المسلمين الى "الدخول في عملية" تشكيل حكومة مستقرة.


من جهته، دان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "الدعوات الصريحة الى العنف من قبل الاخوان المسلمين"، الا انه شدد في مؤتمره الصحافي اليومي على ان اجراء اقتطاعات فورية في المساعدة المالية الاميركية الى الجيش المصري "لن يكون لصالح" الولايات المتحدة. وقال ان الادارة ستاخذ وقتها قبل ان تقرر ما اذا كان عزل مرسي جاء نتيجة انقلاب عسكري.


وردا على سؤال بشأن متى ستقرر واشنطن ما اذا كانت اقالة مرسي تعتبر انقلابا عسكريا ام لا، قال كارني ان الادارة ترى انه "ليس من الضروري ان تتخذ قرارا سريعا".
كما ادانت تركيا وقطر وحركة "حماس" الفلسطينية اعمال العنف الجديدة. ودعا الاتحاد الاوروبي جميع الاطراف في مصر الى وقف "الاعمال الاستفزازية"، فيما اعربت المانيا عن "قلقها الشديد".
من جانبها طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش بوقف "الاجراءات التعسفية" ضد الاخوان المسلمين ووسائل الاعلام التابعة لهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم