الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

معركة أكشاك استعرت في زحلة بين سكاف والبلدية

المصدر: زحلة – "النهار"
دانيال خياط
معركة أكشاك استعرت في زحلة بين سكاف والبلدية
معركة أكشاك استعرت في زحلة بين سكاف والبلدية
A+ A-

لا يبدو أن زحلة سترتاح من المناكفات على خلفية حسابات سياسية للسيادة على زواريب المدينة وبولفارها، الا أن ما كان سجالاً كلامياً تدهور الى حدّ نزول "الزلم" على الارض واقفالهم بالقوة "بارك جوزف طعمه سكاف" من محسوبين على "الكتلة الشعبية". كشكان غير مرخصين لبيع المأكولات والحلوى والالعاب في البارك البلدي، هما عنوانا معركة الدفاع عن إرث "الكتلة الشعبية" السياسي، هذه المرة.
القصة بدأت منذ اتخذ المجلس المنتخب لبلدية زحلة- معلقة وتعنايل قراراً بإزالة الاكشاك من البارك البلدي، وتوجيه انذارات لاصحابها. قرار ازالة الاكشاك، بحسب رئيس البلدية اسعد زغيب، اتخذ لكونها بالملك العام وهي من دون رخصة، وبغرض العدالة الاجتماعية، إذ ان ليس كل من يرتادون البارك البلدي، ليجدوا فيه متنفسا، قادرين على تلبية طلبات اولادهم بشراء المأكولات او الالعاب التي تبيعها الاكشاك، ولا سيما ان البلدية وردتها شكاوى عدة عن هذا الامر، على ما يقول.



ويتابع زغيب بأنه فيما امتثل اصحاب 3 اكشاك وأزالوها بعد تبلغهم إنذار البلدية، امتنع عن ذلك اثنان من أصحاب الأكشاك، محسوبان على "الكتلة الشعبية"، وبأنه عندما حاولت البلدية ازالتهما، طلبت القوى الامنية "بالمونة" عدم ازالتهما الى ان ينتهيَ الموسم.
وعليه، مع انتهاء الموسم، وبعد توجيه انذارات عدة، وعدم مبادرة أصحاب الكشكين الى ازالتهما، دائماً بحسب زغيب، عمدت البلدية صباح الخميس، الى ازالتهما بمؤازرة من القوى الامنية ووضعتهما في مستودع تابع للبلدية في المسلخ.
من جهته، يقول جان عبود وهو احد اصحاب الكشكين، بأنهم فوجئوا بازالة البلدية الكشكين الثالثة فجرا، من دون ابلاغ اصحابها، مشيراً الى انه "اذا كان لدى رئيس البلدية مشكلة شخصية مع الياس سكاف نحن لا دخل لنا فيه، نحن كل ما نريده هو ان نسترزق. لكن نحن نقف مع الياس سكاف ومع ميريام سكاف ولا نرضى بان يتعامل احد معنا بهذه الطريقة".



وهو إذ يعترف بانهم كانوا قد تلقوا انذاراً من البلدية قبل 3 اشهر، "انما على أساس تمرير فصل الصيف". يقول بأنه كانت لديهم النية بازالتها إنما "على اساس ان يتفق رئيس البلدية مع السيدة ميريام سكاف ويأخذا قراراً بالموضوع ونحن نعطيهم اياه لا مشكلة". وأقرّ بان الاكشاك "لم تستحصل على ترخيص من البلدية السابقة"، والتي كانت محتسبة على "الكتلة الشعبية"، وبأنهم طلبوا من رئيس البلدية الحالي "الحصول على ترخيص او دفع بدل مالي ندفع، لكنه لم يقبل... هذه امور سياسية لا دخل لنا فيها".
من جهته، يؤكد رئيس البلدية بانه تم رفع الكشكين من دون ابلاغ اصحابها مشيراً في المقابل بأنه "في كل مرة كانت البلدية تنذرهما كانت سكاف تتدخل وتمنع الامر، وبأن القوى الامنية تريد حلّ الامور بالتي هي احسن من دون مشكلات".
مرّت ازالة الاكشاك من البارك البلدي من دون ان يشعر الزحليون بالامر، لولا ما ضجت المدينة مساء بأن مواجهة تحصل على ارض البارك البلدي.
فما الذي حصل؟



يقول رئيس البلدية بأن مجموعة من الشبان توجهوا الى المستودع حيث وضع الكشكان اللذان ازيلا، دخلوه بالكسر والخلع حطموا ابواب الكشكين، ومن ثم قام المصور الخاص بـ"الكتلة الشعبية" بالتقاط الصور للكشكين، وبأن الشبان تواجهوا وتدافشوا مع المسؤول عن المستودع سيمون القاعي ونزعوا منه هاتفه الخليوي لانه التقط به صوراً لهم.
من جهته، يقول جان عبود بأن البلدية ازالت الاكشاك بمحتوياتها من بضائع واموال، وبأـنها تحطمت خلال عملية ازالتها مطالباً بعطل وضرر. وعلى ذلك، يردّ زغيب بأن ثمة صوراً للكشكين لدى ايداع البلدية لهما في المستودع تظهر بأنها غير متضررة قبل الاعتداء عليها، وبان اصحابها يمكنهم التقدم بطلب لاخذ محتويات الكشكين.


 


ردة فعل
بالعودة الى مجريات "معركة الكشكين"، يروي زغيب أنه بعد مغادرة الشبان للمسلخ، توجهوا الى البارك البلدي، وبأن نحو 40 الى 50 شخصاً، بسلاح ظاهر، طردوا الرواد منه وطردوا الشرطة البلدية هاتفين بانه "بارك جوزف طعمه سكاف"، واقفلوه.
المشهد امام "بارك جوزف طعمه سكاف" ليلاً اختصرته جمهرة من الشباب تمركزوا امام باب الحديقة المغلق، وبضعة افراد من الشرطة البلدية، فيما القوى الامنية اكتفت بقطع الطريق المؤدي الى البارك لتمنع مواجهة محتملة بين هؤلاء وآخرين قد يقدمون على ردة فعل.



رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف التي كانت موجودة في مكاتب الكتلة بزحلة، رفضت الادلاء بتصريح واكتفت ببيان صادر عن مكتبها الاعلامي، مع امكان عقدها لمؤتمر صحافي امام البارك البلدي في اليوم التالي، وهي إن كانت ترى في ازالة الكشكين استهدافاً سياسياً، إلا انها تبرأت من فعل الشباب، علماً بان من بين المرابضين امام البارك البلدي ليس فقط مناصرين للكتلة الشعبية بل مرافقين شخصيين لها وسائقيها. وتقول بانها رغم مطالبتها الشباب بالانسحاب فانهم لا يمتثلون جميعاً لها لانهم يدافعون عن مصدر ارزاقهم. وترى بان الامور يجدر ان تحلّ حبياً وتجنب المواجهة.
فالى اين سيؤول الامر، في ظل عدم تدخل القوى الامنية والعسكرية؟
يقول زغيب بانه لا يعرف "ما هي مشكلة ميريام سكاف، وبانها قد تكون لم تتقبل خسارتها في الانتخابات البلدية، انما هذه المشكلة تحمس الشباب ونحن لا نريد العودة الى الايام الماضية"، معطياً جريمة قتل المسؤولين الكتائبيين نصري ماروني وسليم عاصي على يد مرافقين لسكاف، مثالاً عن نتائج اثارة الحماسة في نفوس الشباب.



ويضيف "ما عدنا نريد وضع الشباب بمواجهة بعض، نريد لهم ان يهدأوا وأن نعيش ونشتغل بالانماء ونتطور"، داعياً سكاف الى ان "تفهم بانه يوجد بلدية وانه يوجد قرار معين، فعندما كانت في البلدية واخذت قراراً بانها تريد ان تستبيح المدينة، هذا كان قرارها وهذه كانت بلديتها. اليوم توجد بلدية تمنع استباحة الملك العام، كل واحد يصل الى حقه".
بعيد الحادية عشرة ليلاً غادرت جمهرة الشباب من امام البارك البلدي، بعدما كانوا قد طالبوا باعادة الكشكين، ونامت زحلة على قلق وترقبّ مما قد تجرّه، مترحمةً على "الآدمي" الياس سكاف.
وكانت كل من بلدية زحلة – معلقة وتعنايل والمكتب الاعلامي لـ "الكتلة الشعبية" اصدرا كل من جهته بياناً عن احداث "ليلة الكشكين" في ما يلي نصهما:
فتوجهت البلدية "الى أهالي زحلة الكرام. حفاظاً منا على السلم الاهلي وصونا للأصالة الزحلية القائمة على الشهامة والرقي، نحيطكم علما بما جرى اليوم من استباحة للأملاك العامة ومحاولة جرّ زحلة الى فتنة من مجموعة مسلحة تابعة للسيدة ميريام سكاف، وبعد تمادي هؤلاء بتكرار تجاوزاتهم وعراضاتهم المسلحة وضربهم القوانين والانظمة بعرض الحائط، بخاصة بعد ان قررت البلدية إثر تسلمها مهامها إزالة التعديات القائمة على كافة الاملاك العامة ومنها البارك البلدي وإمهال وانذار شاغلي الأكشاك الخشبية غير الشرعية بضرورة ازالتها.


قامت صباح اليوم الواقع فيه 13/10/2016 الجهة المختصة في البلدية بمؤازرة من القوى الامنية بإزالة التعديات ونقل الاكشاك الخشبية الى مستودعات البلدية. فوجئنا بإقتحام المستودع وتحطيم محتوياته واحتلال البارك البلدي بعد طرد وترويع اهالي #زحلة المتواجدين فيه من المجموعة المسلحة ذاتها مرددين عبارة "هذا بارك جوزف #سكاف ملك خاص. لذلك جئنا ببياننا هذا طالبين من القوى الامنية المولجة بالحفاظ على الامن التدخل المباشر والفوري وإعادة البارك البلدي الى وضعه القانوني والشرعي. كما ونتمنى على الزحليين الكرام ضبط النفس الى اقصى الدرجات والتحلي بالمسؤولية القصوى للحفاظ على أمن المدينة".


ومن جهتها، توجهت الكتلة الشعبية من جهتها الى عائلات زحله بالآتي: "فوجئ أبناء زحلة اليوم وبعد توجه عدد من أبنائهم من الذي يؤمنون رزقهم وقوتهم من اكشاك وضعت منذ سنوات عديدة في بارك جوزيف طعمه سكاف، بأن مصدر رزقها الممثل بأكشاكها مرمية محطمة في مستوعبات النفايات. وبعد مشاهدة هول الكارثة، وما حل بمصدر الرزق هذا، ولدى الاستفسار عما حصل، قيل للمستفسرين بأن الشرطة البلدية دخلت عند الثالثة فجراً وعمدت إلى تحطيم الأكشاك، مصدر القوت والرزق للعائلات، والتي تم رميها في النفايات، وذلك بخطوة متهورة بعيدة كل البعد عن الحس الانساني بين عائلات زحلة الأبية".
وتابع البيان "هنا نسأل عن الاسباب الكامنة وراء هذه التصرفات، هل هي انتقائية؟ ما الهدف الكامن او النية المبيتة من خلالها؟ ولماذا تعمل البلدية واجهزتها ليلاً وليس في وضح النهار، ولماذا هربت العملية ليلاً، أسئلة نضعها برسم المعنيين. الواضح أننا نحن الهدف، والانتقام والتشفي هو السبيل تجاهنا. فإذا كان لا بد من تنظيم عمل الكيوسكات في الحديقة العامة والتي هي مطلب شعبي لأبناء المدينة، فنحن مع هذه الخطوة، وذلك من خلال إجراء مناقصة شفافة وواضحة وقانونية، تعطي كل صاحب حق حقه".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم