الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"إصلاحيو" التيار البرتقالي أحيوا هم أيضاً ذكرى 13 تشرين \r\nالقيادة تحاصرهم وقرار قضائي يمنعهم من استعمال اسم الحزب وشعاراته

اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
"إصلاحيو" التيار البرتقالي أحيوا هم أيضاً ذكرى 13 تشرين \r\nالقيادة تحاصرهم وقرار قضائي يمنعهم من استعمال اسم الحزب وشعاراته
"إصلاحيو" التيار البرتقالي أحيوا هم أيضاً ذكرى 13 تشرين \r\nالقيادة تحاصرهم وقرار قضائي يمنعهم من استعمال اسم الحزب وشعاراته
A+ A-

حلّت ذكرى 13 تشرين الاول 1990 هذه السنة على وقع تطورات سياسية بارزة، لا سيما في الاسبوعين الماضيين، رافقها من كلام على حظوظ جدية لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون.
والعونيون سيكونون امام مشهد مختلف هذه السنة، فما ناضلوا من اجله خلال السنوات الـ 25 الماضية وما رافقها من اضطهاد واعتقالات وغيرها قد تغير، فعمادهم قد عاد والجيش السوري انسحب، واصبحوا شركاء في السلطة السياسية لديهم وزراؤهم ونوابهم، وحلمهم بتولي عون رئاسة الجمهورية أضحى قريباً وقريباً جداً بحسب قولهم.
أراد "التيار الوطني الحر" هذه السنة ان يرفع شعار "الميثاق" الذي تضربه السلطة السياسية الحالية بحسب رأيهم، واستمرار تجاوز المسيحيين في الحكم، وتجاهل مطالبهم من بقية الطوائف، وقرروا أن تكون ذكرى هذا العام انذاراً بتحرك شعبي كبير امام قصر بعبدا، في بداية لسلسلة تحركات في الشارع حتى الوصول الى تحقيق المطالب، وأوّلها انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية.
بدأت التحضيرات، والاجتماعات واللقاءات في الاقضية لتأمين الحشد، وترافقت مع خطاب سياسي عالي النبرة ، اضافة الى الانسحاب من الحكومة ومن طاولة الحوار، لتأتي حركة الرئيس سعد الحريري الاخيرة وتبرّد ما تم العمل عليه في الشهر السابق، لكن مع إبقاء فكرة الحشد امام قصر بعبدا في 16 تشرين الاول، مع خطاب مختلف ومخفوض النبرة.
وفي السياق، يرى مراقبون ان هذا الخطاب أدى إلى مشكلة حشد، تظهرت في اجتماعات مع القيادة تبلغت خلالها من قسم من المناطق عدم حماسة الناس للمشاركة في الذكرى، مما استوجب اعتماد خطاب سياسي مختلف وعالي النبرة من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في اليومين الاخيرين يحمل نفساً تصعيدياً وقد يشكل عاملاً تحفيزياً للمشاركة. اضافة الى أن الخلافات الداخلية والانشقاقات التي حصلت في المرحلة الاخيرة، وطاولت ناشطين لهم أوزانهم الحزبية والشعبية كان لها تأثير سلبي كبير.


المعارضون "الإصلاحيون"
في المقابل أحيت مجموعة من "الإصلاحيين" المعارضين لقيادة رئيس حزب "التيار الوطني الحر" هي ايضاً ذكرى 13 تشرين، بطريقة منفصلة من خلال قداس في كنيسة السيدة - الحدت السابعة مساء أمس. واستدعى الأمر استنفاراً من القيادة للتحذير من هذا النشاط فأصدرت بياناً أكدت فيه ان إحياء ذكرى 13 تشرين رسميًّا، يقتصر على الاحتفال الذي سيقام في 16 تشرين الأول الجاري على طريق قصر بعبدا.
وأشارت الى انه "منعًا للتشويش والتضليل، يحذر كل من يستغل هذه الذكرى الغالية على قلب كل تياري، للتلطي وراءها وإقامة نشاطات خاصة، ويستخدم اسم التيار وشعاراته من دون وجه حق، مما يستوجب مقاضاته أمام القضاء المختص".
الا ان هذا البيان - الردّ من القيادة لم يوقف الناشطين بل أكملوا التحضير والحشد ووزعت الدعوات باسم "التيار الوطني حر"، وأُنشئت صفحة على الفايسبوك تشرح اهداف هذه المجموعة وتفصّل سبب اعتراضاتها وإشكالاتها مع القيادة الحزبية، التي حصرتها بالنظام الداخلي للحزب غير المتوافق عليه، والذي يعطي الرئيس صلاحيات مطلقة ويكون فيها فوق المحاسبة وتبقيه في موقعه مدى الحياة ويجعل من المجالس التحكيمية اداة طيّعة في يده.
وفي السياق، أكد مصدر قيادي معارض لـ"النهار" ان "القداس لمناسبة 13 تشرين ليس استفزازاً لأحد وغير موجه في وجه احد، بل هو ذكرى سنوية دأبت مجموعة ناشطين على إحيائها منذ سنة 1991 ، ولم يتوقف الا العام الماضي حين قررت القيادة جعل ذكرى الشهداء احتفالية شعبية". ولوحظ ان النشاط لم يتضمن اي خطابات سياسية، واكتفى المشاركون بالصلاة عن أرواح شهداء الجيش اللبناني في ذلك اليوم. وعن بيان القيادة، أوضح المصدر انه "ايام الاحتلال السوري لم يتجرأ احد على توقيفنا ولم يفعلوها سوى مرة واحدة، فأقمنا صلاتنا في الموعد المحدد في مكان آخر ولم نتوقف، ولا يمكنهم أن يفعلوا ما لم يفعله السوري"، مبدياً ثقته بأن "هذه البيانات هي لزوم ما لا يلزم".
وأضاف: "عندما كانت تقام القداديس بحضور العماد عون لم يكن يتجاوز عدد المشاركين الـ 500"، وأن "هناك ناشطين كثرا وهيئات ملتزمة بالقيادة الحزبية ابلغتنا مشاركتها ودعمها".
وأوضح المصدر ان التسمية الجديدة "التيار الوطني حر" لا تهدف الى تشكيل هوية مستقلة عن "التيار الوطني الحر" او تأليف مجموعة جديدة، ولا تعدو كونها حملة اعلانية تحاكي المرحلة، وحذف "ال" هو للاعتراض على الاداء السياسي والاداري للقيادة الحالية، مشدداً على ان التسمية يمكن ان تتغير في مراحل لاحقة".
واعتبر ان المطلوب "هو لفت نظر القيادة الحزبية إلى ملاحظاتنا"، مؤكداً انهم "كمجموعة سيشاركون في نشاط 16 تشرين الاول".
وعما اذا كان تحركهم في هذا التوقيت بالذات يؤثر او يشوّش على الحركة السياسية القائمة، خصوصاً ان المشاورات وصلت الى مرحلة يمكن ان توصل العماد عون الى كرسي بعبدا، اوضح القيادي ان وصول العماد عون الى الرئاسة هو حلم كل "عوني"، مذكراً انهم كانو عقدوا خلوة في جبيل قبل ايام قليلة، وأجّلوا اعلان توصياتها ومقرراتها الى أجل غير مسمى "حتى لا يأخذها البعض حجة ويشوش على العماد عون".


قرار قضائي
من جهة أخرىتحركت رئاسة "التيار" قضائيا، فصدر عن قاضي الأمور المستعجلة قرارٌ يمنع عدداً من ناشطي "التيار الوطني الحر" السابقين من استعمال اسم "التيار" أو شعاره.
وجاء في القرار: "نظراً إلى الثبوت الظاهر لاسم الحزب "التيار الوطني الحرّ" والشعار الخاص به لمصلحة الجهة المستدعية ممثّلة برئيس التيار السيد جبران جرجي باسيل، وحمايةً لهذا الإسم والشعار الخاص به، وإبعاداً للخطر المحدق به وفق الثابت في الأوراق، وتلافياً لأيّ تمادٍ في تعريض الإسم والشعار للخطر، ولانعدام الجدوى من ابلاغ أيّ كان من المعنيّين المفترضين وغياب الحاجة الى المساس بأية حقوق ولانعقاد الاختصاص المكاني للمحكمة، تبعاً لطبيعة وسيلة الخطر عبر شبكة الانترنت، فصلاً عن تحديد موعد نشاط اجتماعي على أساس التعرّض المشار اليه للاسم والشعار ضمن هذا الاختصاص، يقرّر الآتي:
أولاً: إقفال الحساب المنشأ على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تحت اسم "التيار الوطني الحر" مستعملاً شعار الجهة المستدعية "7" وإبلاغ هذا الاقفال لكلّ من وزارة الاتصالات وأصحاب حقوق إدارة موقع "فايسبوك" لإتمام اللازم فنيّاً بغية إنفاذ هذا القرار وفق مضمونه.
ثانياً: منع كلّ من السادة باميلا الحاج، فيليب حداد، فادي جلوان، أنطوان الخوري حرب، طوني عتيق، المحامي إيلي بيطار، ميشال حداد، مروان العلم، هيلدا حداد، فادي جميل، ألان أيوب، ألان جرجورة، زياد عبس، مارلين بطيش خليل، زياد عطية، إسبر مخايل، تريز سردوك من استعمال إسم "التيار الوطني الحر" والشعار "7" ذي العلاقة في الحساب ذاته إلى حين إقفاله أو في أيّ حساب آخر تحت طائلة غرامة إكراهيّة، مقدارها مليونا ليرة لبنانية على كلّ منهم عن كلّ مخالفة لمنطوق هذا القرار. وتعدّ المخالفة واقعة بمجرّد الاستعمال، بصرف النظر عن مدته الزمنيّة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم