الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"فيلم أميركي طويل" صارت فيلماً و"العصفورية" على حالها

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
"فيلم أميركي طويل" صارت فيلماً و"العصفورية" على حالها
"فيلم أميركي طويل" صارت فيلماً و"العصفورية" على حالها
A+ A-

"قوم فوت نام وصير حلام، انو بلدنا صارت بلد"... رغم مرور 36 عاما على مسرحية "فيلم أميركي طويل"، بلدنا لم تصبح بلدا. وحدها المسرحية التي استشرفت المستقبل صارت فيلما سينمائياً. نعم "فيلم أميركي طويل" اصبحت اسماً على مسمّى عام 2016. مسرحية زياد الرحباني التي قدمها عام 1980 والتي التقطت كاميرا شقيقته الراحلة ليال بعضا من عروضها، انتقلت بدورها الى دور السينما بعد مسرحية "بالنسية لبكرا شو؟" التي سبقتها الى السينما في الشتاء الماضي. وتماما كالعمل السابق، خضعت "فيلم اميركي طويل" بدورها لمراحل العمل نفسها، فتم ترميم اللقطات ثم قامت ريما الرحباني بعملية مونتاج اولية، وتلا ذلك العمل على الصوت تحديدا للوصول الى النتيجة النهائية. نقول الصوت تحديدا لأن اكثر الانتقادات التي تناولت "فيلم" "بالنسبة لبكرا شو؟"، تركّزت على الصوت الذي عانى من مشكلات تقنية كثيرة ولم تسعفه الترجمة. لكن هذه المرة جاءت التجربة أفضل بكثير من السابقة، وخصوصا ان الصوت جهّز في المانيا بإشراف رالف كسلر، أحد أهمّ الاختصاصيين والخبراء في هذا المجال، وقد استعمل برنامجاً معلوماتياً لوغاريتمياً جديداً. بدورها الصورة في المصح الابيض بجدرانه وملابس نوم مرضاه وممرضاته واكسسسواراته القليلة جاءت اوضح واقل قتامة من صورة البار الداكن باضاءته وزحمة اكسسواراته في "بالنسية لبكرا شو؟". حتى حركة الكاميرا بدت ثابتة اكثر من دون اهتزازات كثيرة.
اذن بعدما سمعنا وحفظنا ورددنا طويلا النقاشات المضحكة المبكية والنكات والقفشات حول الحرب اللبنانية على لسان رشيد ومجموعة من زملائه المرضى (ابو ليلى وعبد ونزار وادوار وهاني وقاسم وزافين وعمر) داخل مستشفى للأمراض العصبية خلال الحرب، حان الوقت لنشاهد هذا العمل الذي كتبه واخرجه ومثله زياد الرحباني بمشاركة كل من زياد أبو عبسي، وجوزف صقر، وتوفيق فروخ، وسامي حواط، وبطرس فرح، وبيار جماجيان ورينيه الديك وغيرهم. النسخة السينمائية من انتاج شركةMercury بمبادرة من "أم ميديا"، ونستعيد من خلالها صرخة رشيد والمجانين ورفضهم التكاذب الوطني وعبارات "كلنا إخوة" و"طول عمرنا إسلام ومسيحية عايشين مع بعض". نستعيد تشريحا دقيقا للواقع السياسي المعقد في لبنان، خلال الحرب اللبنانية، وما تلاها، فقد استطاع زياد أن يستشرف الوضع من السبعينات حتى ايامنا هذه. نستعيد سر زياد الرحباني الذي تميّز لأنه عرف كيف يقدم الواقع كما هو من دون عمليات تجميل وتنميق، وبرع في مخاطبة الناس باللغة والانتقادات التي يستخدمونها ويفهمونها، وصَدَم عندما نسف لبنان "الرحابنة"، اي لبنان الحلم الجميل والمثالي وبنى مكانه لبنان العصفورية. الفيلم - المسرحية تصالحنا مع ذاكرتنا وتؤكد استمرار فكرة لبنان العصفورية، وهي "راجعة باذن الله واذا ما إجا شي من الله" الى الصالات اللبنانية ابتداء من 20 تشرين الاول الجاري.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم