Desierto مطاردات مجنونة في جحيم الصحراء

فرخ البط عوام. انه جوناس كوارون، الذي أطلع والده المخرج المكسيكي الشهير الفونسو كوارون، على السيناريو الذي كتبه قبل 5 اعوام عن مجموعة مهاجرين مكسيكيين يقعون فريسة همجيّ متعصب في الصحراء الشاسعة. يومها ابدى الاب اعجابه بالسيناريو لكنه قال له: "احلم بأن اقدم الأخطار نفسها لكن في صحراء فضائية". وهكذا وضع جوناس السيناريو الصحراوي جانبا، وشارك والده في كتابة سيناريو فيلمGravity عام 2013.
اليوم عاد جوناس كوارون الى نصه الاساسيDesierto الذي يخوض من خلاله اول اخراج سينمائي له، اضافة الى توليه مهمة المونتاج ومشاركته والده في الانتاج. شريط يعالج مأساة المهاجرين غير الشرعيين من خلال مطاردة مجنونة تقطع الأنفاس، قدمها كوارون الابن باسلوب مشهدي خاص يذكر بافلام السبعينات. شريط من نوع الاثارة والدراما، صادم وموتّر، ويروي قصة مجموعة من الرجال والنساء القادمين من المكسيك، والذين يحاولون التسلل عبر الحدود المكسيكية - الأميركية بحثا عن حياة أفضل في الولايات المتحدة، لكنهم يقعون فريسة رجل عنصري بلا رحمة واكثر وحشية من كلبه الشرس (البارع جفري دين مورغان) يظن أنه موكل بحماية ارضه من هؤلاء "الكلاب" فيقوم بمطاردتهم وتصفيتهم كأنهم حيوانات، بالبندقية حينا وبأنياب كلبه الهمجي مثله احيانا اخرى. رجل واحد من تلك المجموعة (غايل غارسيا برنال)، يحاول مع احدى النازحات، التشبث بالحياة أملا بالهرب من المطاردة المميتة والوصول الى عائلته في الولايات المتحدة، رغم شراسة الحيوانين (الرجل والكلب) والرصاص والثعابين والحر الشديد. التوتر يتصاعد تباعا والايقاع لا يضعف مطلقا، وخصوصا بمصاحبة موسيقى ملائمة لاجواء المطاردات والعنف الوحشي، وتصوير مشهدي ساحر للصحراء الاميركية المكسيكية، على حساب الحوارات القليلة التي ما كانت لتقدم كثيرا في هذا الشريط المشهدي والنفسي الذي يقدم للمرة الاولى الاميركي كوحش لا كبطل وطني.
ابطال الفيلم ثلاثة: جفري دين مورغان البارع في تجسيده شخصية مقيتة ومنفرة لرجل عنصري وعنيف يجعلنا نكرهه ونثور عليه ونتمنى له الموت على عدد ثواني الفيلم، وغايل غارسيا برنال المقنع بشخصية المهاجر المتشبث بالحياة من اجل ابنه، اما البطل الثالث فهي الصحراء بقساوة طبيعتها ووحشيتها وامكاناتها الدرامية والمأسوية الكثيرة.
الفيلم ابتداء من الخميس 13 تشرين الاول في صالات امپير وغراند.