الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غصّة عرسالية بعد التعويض على مزارعي التفاح وتجاهلهم

المصدر: النهار
عباس صباغ
غصّة عرسالية بعد التعويض على مزارعي التفاح وتجاهلهم
غصّة عرسالية بعد التعويض على مزارعي التفاح وتجاهلهم
A+ A-

لا يكفي ابناء بلدة عرسال التضييق على خناقهم من جماعات مسلحة تعبث بأمن بلدتهم ساعة تشاء، اضافة الى تحملهم اعباء استضافة نحو مئة الف نازح سوري، حتى يأتي التمييز من الدولة في توزيع التعويضات على المزارعين، واغفال عشرات لا بل مئات المتضرّرين من تداعيات الازمة السورية وكساد وضياع مواسمهم منذ اكثر من ثلاثة سنوات.


الكرز والمشمش في "خبر كان"


"مات الكرز والمشمش على أمه" ولم يرفّ جفن لمسؤول في هذه الدولة التي تتذكرنا فقط عند ارسال جابي الضرائب كل شهر، هذا لسان حال ابناء البلدة المنسية على حدود الازمة السورية ولا يظهر اسمها الى الاعلام الا عند الحديث عن الارهاب.
وعلى الرغم من ذلك يتفهم ابناء أكبر قرية في بلاد الارز الواقع الامني الذي يَفرِض على الجيش عدم السماح لهم بالانتقال الى بساتينهم في الجرود؛ ولكن تضيق أنفاسهم عندما يرون ان الحكومة تتحسس معاناة مزارعي التفاح والقمح وتعوّض عليهم اي خسارة قد تلحق بهم بالرغم من قطاف محصولهم، فيما أبناء عرسال لم يروا محاصيلهم.


لم تتحسس الدولة اللبنانية معاناة أهالي عرسال منذ فترة طويلة، وظلّت البلدة المصنفة محرومة غائبة عن الاهتمام الرسمي، ولولا مبادرات المجتمع المدني وبعض القوى لما كان احد تنبه الى وجودها وربما ما كان احد ليسمع بها، ويردّد اهل عرسال دائما انهم لو لم يبادروا قبل اعوام الى توسيع الطريق الوحيد الذي يصل بلدتهم بالعمق اللبناني، حيث عملت جرافات وشاحنات اهل البلدة لما تحرّكت الحكومة ووزارة الاشغال.


هذا غيض من فيض، والمقام لا يسمح بالحديث عن تفاصيل تحتاج الى صفحات وصفحات، يقول الشاب الثلاثيني والدمعة تنحبس في عينيه، ويكشف لـ"النهار" عن تحرك قريب جداً لاهالي عرسال في وسط العاصمة بيروت، لانه "لم يعد جائزاً السكوت عن الظلم واهمال الحكومة، والمسؤولية يتحملها كل من نسي عرسال، وعلى رأسهم القوى السياسية التي لطالما تغنّت بأن عرسال داعمة لها، لكن هذه القوى حالها كحال الدولة لم تقدم شيئا لا في ايام الرخاء ولا اليوم؛ إنما تتذكر ان هناك شعبًا في عرسال يوم تريد الحشد للتظاهرات. اما وزمن التظاهرات والتحركات في الشارع لم يعد خيارا، فبات ابناء عرسال غير موجودين بالنسبة لهؤلاء، وخيار التحرك في الشارع سيكون اولوية اهالي عرسال في الايام المقبلة. فهم انتظروا طويلا قرارا بالتعويض عليهم بعد تقديم كشف بالخسائر التي طالتهم للحكومة".


المزارعون العراسلة قطعوا الطرق في بلدتهم ولكن وسائل الاعلام غابت لانها لا تحضر الا لتغطية اخبار الارهاب بحسب احد مخاتير البلدة الذي يؤكد ان التحرك سيكون وسط العاصمة وتحديدا في ساحة الشهداء.


بدورها لفتت نائبة رئيس البلدية ريما كرنبي الى "ان من يتحمل المسؤولية هم رئيس الحكومة ووزير الزراعة، فهما تحركا عند اول تفاحة وحبة قمح ولم يفيا بتعهداتهما تجاه عرسال"، وتذكّر كرنبي بأن معاناة أبناء عرسال بدأت منذ عدة سنوات، فهم محرومون ايضا من مقالعهم ومناشرهم وكساراتهم، لا بل تحولوا من خزان البقاع الاقتصادي الى خزان نضب من ادنى مقومات الحياة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم