اشترِك في نشرتنا الإخبارية
منذ سنوات هو لم يعد يعدها، يجلس امام كوخه الخشبي في ساحة البلدة يبيع السجاير وقناني المياه، الكل يعرفه ويناديه "ابو هموم" ولا احد يذكر اسمه الأصلي. عندما تنظر اليه تشعر انه حامل هموم البلد كلها على منكبيه. لم تعرف الضحكة طريقا الى وجهه منذ عقود، حزن العالم واضح في عينيه. قصدته وجلست بقربه على كرسي خشبي عتيق وبادرته:
- صباح الخير
- كبر عقلك وين بعد في خير؟
- يا زلمي ما في شي بيحرز... اخبرني لماذا كل الناس ينادونك ابو هموم؟
- هيك ما بعرف
- اذا ما بدك ما تخبرني
- انا مواطن ما بقبل شوف الغلط وأبقى ساكت منشان هيك عد على أصابعك:
انا مكروه سياسيا
منبوذ حزبيا
محترق سلافي صيفيّا
مثلج شتويا
محروم نفطيا
ممنوع كهربائيا
مفلس سنويا
مخدر عقليا
معقد نفسيا
عاجز جنسيا... وما تقاطعني واصلك بالحديث... لمن تبلش تنزل عليك الخوازيق من فج وغميق مع فواتير بتكسر الضهر. عد معي: كهربا فاتورتين، مي شرحو، إنترنت، واي فاي، كتب، مدارس، اسورانس لحتى ما يخترب بيتك اذا مرضت، ضرائب على الطفران، فاتورتين تلفون... يعني بتفوت كوما وبتضلك واعي. عاجز جنسيا للعظم ولو بدن يطلعوا "مطربات" الجسد متل ما خلقوا من دون ولا قطعة تياب ما بيقدروا يشيلو هم واحد من هموم ابو الهموم. بتاخد قهوة؟
