Girl On The Train قطار التوتر والغموض
به افتتح مهرجان بيروت الدولي للسينما دورته الـ16 البارحة في صالات ڤوكس، ومعه في الصالات اللبنانية هذا الاسبوع سنستمتع برحلة درامية تشويقية حافلة بالغموض في قطار يسير على سكّة نفسية مليئة بالمفاجآت والتعرجات. إنه شريط Girl On The Train من اخراج تايت تايلر (The Help) عن سيناريو ايرين كريسيدا ولسون المقتبس من رواية من نوع البست سيلر للكاتبة البريطانية بولا هاوكينز التي عرفت نجاحا كاسحا منذ لحظة صدورهاعام 2015، مما دفع بشركة دريم واركس لشراء حقوقها فورا.
يعرض الفيلم القصة من وجهة نظر ثلاث نساء، رايتشل وآنا وميغان، تجمعهن قطبة مخفية. رايتشل (اميلي بلانت) امرأة مكتئبة ومدمنة كحول منذ طلاقها من طوم (جاستن ثيروكس زوج جنيفر انيستون) الذي خانها مع آنا (ريبيكا فرغسون). من شباك القطار الذي يحملها يوميا الى نيويورك، تشاهد رايتشل منزلها الزوجي السابق الذي يقيم فيه طوم مع زوجته الجديدة آنا (ريبيكا فرغسون) وابنتهما. ايضا على مرأى نظرها منزل ملاصق لبيتها السابق، يقيم فيه الزوجان سكوت (لوك ايفانز) وميغان (هايلي بينت) اللذان يبدوان بنظرها في غاية السعادة والحب. رايتشل تخلق لهما عالما خاصا في مخيلتها، الى ان ترى ميغان في احد الايام مع رجل آخر(ادغار راميرز). بعد ايام قليلة تختفي ميغان وتجد رايتشل نفسها مندفعة لكشف ما جرى ليلة اختفائها الذي صودف أثناء وجودها في الحي ملطخة بالدماء وفاقدة الذاكرة بسبب ادمانها الكحول. الاحداث الغريبة والغامضة نتابعها على لسان ثلاث نساء، لكننا لن نعرف من منهن هي الصادقة. كل ما نعرفه ان احداهن تختفي واخرى تحاول اكتشاف السر وراء اختفائها، الى ان تفاجئنا الخاتمة غير المتوقعة، تماما مثل الفيلم بكامله القائم على رحلة جهنمية بحبكتها التشويقية المحفوفة بالغموض والتوتر، التي تتلاعب بأعصابنا طوال مدة العرض. قصة من تأليف معجبة كبيرة بروايات آغاتا كريستي، تذكر قليلا برواية جيليان فلين Gone Girl التي قدمها دايفيد فينشر للسينما من خلال شريط ساحر، رغم ان بطلة فلين تتحكم في زمام الامور وهي لا تزال متزوجة، على عكس بولا هاوكينز المطلّقة والفاقدة للسيطرة. ايضا في الشريط لمحات من فيلم دارن ارونوفسكي Requiem For A Dream عن الادمان بمفاهيمه المختلفة والاحلام التي لم تتحقق. شريط ساحر بمناخه وتصويره واضاءته والوانه التي ترمينا فورا في احضان الثريلر والغموض، رغم تنقلاته الزمنية التي تغرقنا في بحر من الضبابية، رغم غرابة بعض الاحداث وعدم مبررات بعض التصرفات. الشريط لافت ايضا بأداءات نجومه، وخصوصا بطلاته الثلاث بمعاناتهن ووجعهن. اميلي بلانت تهزنا من الاعماق وتقنعنا بيأسها وضياعها وتثبت انها ممثلة من الطراز الصلب، تماما مثل هايلي بينت المؤثرة بجرأتها ومأساتها. الابطال الرجال جيدون لكنهم لا يلمعون، فالادوار الاساسية نسائية في الدرجة الأولى.
الفيلم ابتداء من الخميس 6 تشرين الاول في صالات امپير وغراند ووكس.