الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أربعة آباء تونسيّين في العراق لزيارة أبنائهم المدانين بقضايا إرهاب

بغداد- فاضل النشمي:
أربعة آباء تونسيّين في العراق لزيارة أبنائهم المدانين بقضايا إرهاب
أربعة آباء تونسيّين في العراق لزيارة أبنائهم المدانين بقضايا إرهاب
A+ A-

تشير اغلب الاحصاءات التي ظهرت حتى الآن بشأن المقاتلين الاجانب الذين دخلوا الاراضي #العراقية منذ 2003، الى تصدّر المقاتلين التوانسة قائمة "الجهاديين" القادمين من الدول العربية، لذلك يتوقع مراقبون ان يبقى ملف أولئك المقاتلين مفتوحا لزمن طويل، خاصة مع سجن بعضهم في #العراق وتنفيذ احكام قضائية بحقهم.


صحيح ان السلطات #العراقية لم تكشف الاعداد الحقيقية للتونسيين في سجونها، لكن المرجّح انها تتناسب مع حجم تواجدهم في #العراق وهو كبير بالمقارنة مع جنسيات اخرى.
ولعل تواجد أربعة آباء تونسيين في بغداد هذه الايام لزيارة ابنائهم في السجون العراقية، يكشف جزئيا حجم المشكلة القائمة، خاصة لعوائل المدانين التونسيين المحكومين بقضايا ارهاب تتراوح عقوباتها بين الاعدام شنقا والسجن المؤبد.
وفي هذا الاطار حصلت "النهار" على معلومات مؤكدة عن تواجد اربعة آباء تونسيين في العراق لزيارة ابنائهم، وتقول المصادر، ان ثلاثة منهم يقيمون في فندق بشارع السعدون وسط بغداد لزيارة ابنائهم، الذين صدرت بحقهم احكام بالإعدام، اما رابع الآباء فتوجه الى محافظة ذي قار(360 كم) جنوب بغداد، لزيارة ابنه الذي يقضي حكما بالسجن مدته 20 عاما، تنتهي عام 2025، أو2020 في حال حصل على تخيف للحكم.
واستنادا الى مصدر من محافظة ذي قار، فإن والد المحكوم كريم الشعانبي، وصل المحافظة وزار ابنه في سجن الحوت المحصن الذي يبعد حوالى 20 كيلومترا عن الناصرية مركز محافظة ذي قار.
ويقول المصدر الذي استقى معلومات مفصلة من والد المحكوم، لـ"النهار" ان "الابن كريم الشعانبي دخل العراق عام 2004، وأُلقي القبض عليه عام 2005، وضبطت بحوزته نشرات وكتب تروّج لتنظيم القاعدة".
ويكشف الوالد الذي يناهز عمره 65 عاما ويسكن العاصمة تونس ان ابنه "كريم غادر البلاد مطلع عام 2004، الى ليبيا ومنها الى سوريا، ثم عبر الى العراق وهو بعمر الـ21 عاما، وألقتِ القوات الاميركية القبض عليه، وحصل آخر اتصال هاتفي مع اهله عام 2005، ثم تواصلت الرسائل المكتوبة عن طريق منظمة الصليب الاحمر الدولي".
ويجهل الوالد طبيعة الظروف التي دفعت ابنه الى الالتحاق بتنظيم "القاعدة" في العراق، خاصة مع عدم ظهور علامات التشدّد الديني على ابنه كريم، حتى انه كان يشرب الخمر قبل ذلك التاريخ.
وكان كريم الشعانبي محتجزا لدى القوات الاميركية قبل مغادرتها العراق نهاية عام 2011، وتنقل بين سجون في شمال العراق، مرورا ببغداد ثم سجن الحوت المحصن في الناصرية الذي وضعت فيه اغلب قيادات نظام البعث بعد 2003، او ما عرف بـ"قائمة الـ55" مطلوبا اميركيا، ويوجد معه في السجن خمسة محكومين من جنسيات عربية مختلفة.
وقد حصل الشعانبي الاب على سمة الدخول الى الاراضي العراقية بعد سنين من الاجراءات المعقدة وعبر التنسيق مع السفارة التونسية في بغداد ومنظمة الصليب الاحمر الدولية.
وينقل المصدر عن الوالد انه "كان خائفا من مسألة دخول العراق، مع علمه بوقوع السجن في مدينة ذات اغلبية شيعية، لكن مع وصوله وعدم تعرضه للمضايقة، شعر بالاطمئنان، حتى ان آمر السجن طلب منه البقاء بضعة ايام في الناصرية لزيارة ابنه مرة اخرى، ان رغب بذلك".
وينقل المصدر ان الوالد حصل اثناء الزيارة على ساعتين للبقاء مع ابنه كريم، وان الاخير طلب منه مجموعة صور لأخيه وابنائه، حيث تزوج الاخ وكريم خلف قضبان السجن في العراق.
مضيفا، برغم اقامة والد كريم الشعانبي في احد فنادق الناصرية وعدم تعرضه للمضايقة المباشرة، الا انه يخضع عموما الى عملية مراقبة صارمة من اجهزة الامن العراقية ويجب عليه الحصول مسبقا على تصريح دخول الى مدينة الناصرية.
ومع ذلك، ينقل المصدر عن الوالد قوله: ان "الناصرية مدينة جميلة واهلها طيبون، ويتلقى ابنه كريم معاملة جيدة في السجن ولا يتعرض للضرب، وانه نادم على الانخراط في القتال في العراق ويتطلع الى قضاء فترة حكومة والعودة الى بلاده والعيش بشكل طبيعي".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم