الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

اللامبالاة القاتلة الأميركية - الروسية

عبد الكريم أبو النصر
اللامبالاة القاتلة الأميركية - الروسية
اللامبالاة القاتلة الأميركية - الروسية
A+ A-

مسؤول دولي بارز وثيق الصلة بالمفاوضات الأميركية – الروسية – الدولية لخّص الوضع المتفجّر المتجه نحو الخيارات الأسوأ في سوريا فقال لنا: "السؤال الأساسي: من الذي أسقط الاتفاق الأميركي – الروسي؟ ولماذا؟ الجواب: بالطبع الرئيس #بشار_الأسد والايرانيون أسقطوا هذا الاتفاق إذ أنهم عطّلوا تنفيذه وشاركهم الروس أنفسهم في هذا القرار الأمر الذي دفع وزير الخارجية الاميركي جون #كيري الى أن يقول لمسؤول عربي كبير التقاه في نيويورك: "القيادة الروسية فقدت السيطرة على الأسد وباتت عاجزة عن تطبيق الاتفاق الرسمي الذي عقدته معها الادارة الاميركية فتراجعت عن تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق واختارت مواصلة دعم خيار الحرب حتى النهاية الذي تبناه النظام السوري والايرانيون". ورأى المسؤول الدولي أن الاتفاق الاميركي – الروسي لم يكن لمصلحة الأسد والايرانيين خلافاً لما أوحوا به بعد اعلانه وهذا مردّه الى العوامل الاساسية الآتية التي تتضح بعد الاطلاع على النص الكامل لهذا الاتفاق:


أولاً، الاتفاق يسحب لدى تنفيذه من الأسد خيار مواصلة الحرب ضد قوى المعارضة المعتدلة والمدنيين أو على الأقل يقلّص كثيراً تأثير هذا الخيار على المعارضين من طريق تبنيه خطوتين أساسيتين هما: الأولى أنه يطلب من النظام وقف الغارات والهجمات الجوية على المعارضين المعتدلين والمدنيين، والثانية أنه يطلب ضمان إيصال المساعدات الأنسانية بإشراف الامم المتحدة الى جميع السوريين المحاصرين فيسحب من أيدي النظام ورقة تجويع المدنيين من أجل إرغامهم على الاستسلام له.


ثانياً، الاتفاق يتضمن خطوات واجراءات مفصلة ومحددة بدقة يجب أن ينفذها النظام والمعارضون من أجل تطبيق وقف الأعمال القتالية الأمر الذي يحد كثيراً من قدرة النظام على التهرّب من تنفيذها اذا وافقت القيادة الروسية على دعم الاتفاق فعلاًً.
ثالثاً، الاتفاق يعكس تفاهماً أميركياً - روسياً رسمياً على وقف هجوم النظام وحلفائه الايرانيين على حلب من أجل محاولة فرض سيطرته الكاملة على المدينة.


رابعاً، الاتفاق يعكس قبولاً روسياً رسمياً بوجود معارضة معتدلة تجب حماية مناطقها من الهجمات ويعكس أيضاً تفاهماً أميركياً - روسياً على الفصل بين مناطق المعارضة وتلك الخاضعة لسيطرة التنظيمات الارهابية والتي لن تشملها الهدنة. وهذه ضربة للأسد الذي يتهم جميع المعارضين له بأنهم إرهابيون يجب القضاء عليهم.


خامساً، الاتفاق يظهر بوضوح استعداد أميركا وروسيا للتعاون ليس من أجل دعم أهداف الأسد بل من أجل العمل معاً على وقف الحرب وإطلاق مفاوضات سلام في جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة بإشراف الأمم المتحدة بهدف انجاز حل سياسي للنزاع يرتكز على تطبيق القرارات والتفاهمات الدولية الداعية الى انتقال السلطة الى نظام جديد. وهذا التوجه يتناقض كلياً مع أهداف الأسد وخططه ومع أهداف الايرانيين. واللافت في هذا المجال أن مندوب روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين كشف أخيراً في مجلس الأمن بعض ما تضمنه الاتفاق الأميركي – الروسي وشدد على أن هذا الاتفاق ينص على "دعم عملية الانتقال السياسي للسلطة في سوريا المحددة في قرار مجلس الأمن الرقم 2254". وهذا القرار هو أساس العملية التفاوضية وتبناه مجلس الأمن بالاجماع في كانون الأول الماضي وينص حرفياً على الآتي: "ان الحل الوحيد للأزمة السورية القابل للبقاء يتحقق من طريق عملية سياسية بين السوريين تستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري وتهدف الى التنفيذ الكامل لبيان جنيف للعام 2012" الذي يطلب انتقال السلطة الى نظام جديد تعددي يحقق ويضمن المصالح والتطلعات المشروعة للشعب السوري بكل مكوناته.


وبيان جنيف يتناقض كلياً مع ما يريده الأسد لأن تنفيذه يقود الى انهاء حكمه ولهذا السبب رفضه منذ صدوره.
وخلص المسؤول الدولي الى القول: "القاسم المشترك بين أميركا و #روسيا على رغم تناقض أهدافهما هو أن الدولتين ليستا مهتمتين فعلاً بمصير السوريين ومعاناتهم الهائلة وبالكوارث المادية والبشرية التي أصابت وتصيب #سوريا. وقرارات أميركا وروسيا نابعة أساساً من هذه اللامبالاة المفجعة والقاتلة والمتناقضة مع تصريحات المسؤولين فيهما التي تشدد على حرص واشنطن وموسكو على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في سوريا وعلى إنقاذ الشعب السوري من الجحيم".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم