الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ما هو التوقيت المثالي للمذاكرة بعد عودة الأولاد من المدرسة؟

المصدر: "النهار"
ما هو التوقيت المثالي للمذاكرة بعد عودة الأولاد من المدرسة؟
ما هو التوقيت المثالي للمذاكرة بعد عودة الأولاد من المدرسة؟
A+ A-

من الخطأ أن يقدم الأولاد مباشرةً على المذاكرة بعد عودتهم الى المنزل وتناولهم الغداء. عليهم قبل أي شيء أن يفصلوا بين مرحلة اكتساب المعلومات في المدرسة وبين مرحلة المذاكرة في المنزل. هذا من شأنه أن يمنحهم قسطاً من الراحة بين المرحلتين، تنسيهم الضغط الدراسي المستمرّ، وتخوّلهم الاهتمام بفروضهم المدرسية من دون أن تكون الغاية من ذلك الإهمال او التغاضي عن أهمية متابعة الدروس في المنزل.


لكن ساعة واحدة على الأقل من اللعب او المرح أو تبادل الأحاديث مع الأهل او ممارسة أي رياضة او هواية مفضّلة، مسألة ايجابية من شأنها أن تعزّز أداء الأولاد في المذاكرة بدلاً من أن تحجمها. هذا يعني أن المسألة ترتبط بساعة العودة الى البيت وعدد الحصص الدراسية التي يتعلّمها الأولاد يومياً. في حال وصلت الحصص الى 7، من الضروري أن يكون قسط الراحة الذي يتخذه الأولاد أكبر. هذا يعني أن معدّل الساعات الفاصلة بين ساعة وصول الأولاد الى المدرسة والانصراف الى المذاكرة هي ساعتان كحدٍّ مثالي.


ويصف عدد كبير من الأولاد تجربتهم مع المذاكرة بأنها مملّة وصعبة وتسبب في زيادة نسبة الروتين وتضيق عليهم الخناق وتحرمهم من أي فرصة للاستمتاع بوقتهم او ممارسة هواياتهم المفضلة او ملاقاة أصدقائهم. ان ساعتين من الوقت، شاملة لتناول وجبة الغداء، مساحة وقتية كافية لتبديل وجهة نظرهم وجعلهم ينظرون الى المذاكرة كواجبٍ ممتع أو ربما جديد بعد الاكتفاء من اللعب. ما يصحّ أيضاً أن الأولاد يملّون من الأنشطة التي يقومون بها بعد مرور فترة تصل الى الساعة من الوقت. وبالتالي ان حماستهم او حاجتهم لقضاء وقتٍ ممتع مع أصدقائهم او ممارستهم لهواية مفضّلة، ستنخفض في حال أقدموا عليها.


وليس من الخطأ تقسيم المذاكرة الى مراحل، بدلاً من حلّ الفروض المدرسية دفعةً واحدة، لأن ذلك يصعّب إمكان استيعابهم لها، ويجعلهم أقل قدرة على تذكّرها سريعاً في اليوم التالي. حاولوا فصل الساعات المخصصة للرياضيات عن تلك المخصصة للغات، بدلاً من الغوص في أكثر من منحى تعليمي في وقتٍ واحد. ولعل الخطوة الأبرز التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد أن يخصصوا الفترة الممتدة بين الرابعة والنصف بعد الظهر والسابعة مساءً للمذاكرة على أن تتخللها فترات استراحة. الواجبات المدرسية لن تحتاج وقتاً مضاعفاً في حال توخّت المدرسة استراتيجية صحيحة، وفي حال بادر الأهل الى استخدام الطريقة المناسبة في مساعدة أولادهم على حلّها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم