الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الإعلامية رنكَّين شرّو والآسايش الكُرديّة والتهمة الأردوغانية الجاهزة!

المصدر: "النهار"
جوان سوز-كاتب وصحافي كُردي
الإعلامية رنكَّين شرّو والآسايش الكُرديّة والتهمة الأردوغانية الجاهزة!
الإعلامية رنكَّين شرّو والآسايش الكُرديّة والتهمة الأردوغانية الجاهزة!
A+ A-

في تصرّف غير مسؤول توعّد عناصر من الأمن الكردي «الآسايش» عائلة الإعلامية الكردية «رنكين شرو» مراسلة قناة «روداو» الفضائية أثناء دخولها من معبر «فيش خابور» لقضاء عطلة بين أهلها بطريقة رسمية وموافقة من طرفي المعبر، ويمكننا القول هنا، إن تورّط عدد من المحسوبين على الإدارة الذاتية وأجهزتها الأمنية بالاعتداء على العاملين في الحقل الإعلامي تصرّف لا ينم عن احترام للمهنة الإعلامية وأخلاقياتها وقيمها، ناهيك عن الأخلاق والقيم الإنسانية للشعب الكردي.


علماً انها ليست المرة الأولى الّتي يتم فيها الاعتداء على الصحافيين في مناطق الإدارة الذاتية المدنية الّتي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ PYD بمشاركة أحزاب وتيارات كردية وأخرى عربية مسيحية وآشورية إلى جانب مشاركة بعض العشائر العربية في الجزيرة السورية، فقد سبق لهذا الحزب ومؤسساته الأمنية أن قام بطرد صحافيين من مناطق سيطرته؛ وكذلك حظر عمل مؤسسات إعلامية لها شبكة مراسلين واسعة في مناطقها، لكن تعتبر هذه الحادثة، سابقة من حيث الاعتداء بالضرب على إعلامية كُرديّة، كانت قادمة من إقليم كُردستان العراق بغية رؤية ذويها في الطرف الآخر من الحدود في الجانب السوري الكُردي؛ ولم تكن الإعلامية في تغطية ميدانية على الرغم من أن المهمة الإعلامية ليست مبرراً للإهانة بهذه الطريقة المسيئة.


 


المثير للجدل في هذه القضيّة، أن حزب الاتحاد الديمقراطي الّذي يعد غصناً من شجرة #حزب_العمال_الكُردستاني، هو وحزبه الأم، يعدّان من أكثر الأحزاب الكُرديّة التي تقدّس دور المرأة ومشاركتها في مختلف مجالات الحياة إلى جانب الرجل. من هنا من الطبيعي الاعتقاد أن العناصر الأربعة من قوات الأمن الكُرديّة "الآسايش" الّذين انهالوا بالضرب على الإعلامية رنكين لم يقرؤوا يوماً لزعيمهم عبد الله #اوجالان، حين قال في كتابه من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية، "كل ذكية جميلة وكل جميلة يجب أن تكون ذكية"، والسؤال: كيف تهان رنكين، تلك الإعلامية الجميلة «تشبهاً بقول القائد» الّتي تعد من أبرز الوجوه العاملة في فضائية روداو الكُرديّة؟!.


يحاول البعض من أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي والمحسّوبين عليه، تبرير هذه الإهانة من جهة أن الإعلامية رنكَّين تعمل مع فضائية روداو الكُرديّة، بحجة أنها تعد من المؤسسات الإعلامية الكُرديّة المقرّبة من الحزب الديمقراطي الكُردستاني الّذي يتزعمه رئيس إقليم كُردستان العراق مسعود البرزاني، لكن ما علاقة الزميلة «رنكين» بالصراع السياسي حيناً؛ والإعلامي حيناً آخر بين كلا الحزبين ما دام أنها في زيارة «ومن حقها تحت أيّة تسمية» للمدن الكردية السورية دون أن يكون الهدف من الزيارة القيام بأي عمل إعلامي. لذلك من شاهد الشريط المصوّر الّذي ظهرت فيه الإعلامية رنكَّين من مدينة دهوك في إقليم كُردستان بعد طردها من الجانب الكُردي السوري على يد عناصر الآسايش، ويحاول تبرير تلك الإهانة، إما مستفيد من تلك الجهة؛ أو شريك في تلك الوحشّية، لاسيما وإن الإعلامية رنكَّين في وضع صحي خاص لا يحتمل. هكذا تبدو الحقيقة المرّة في التناقض بين من يرفعون صور الزعيم في يوم المرأة العالمي، ومن أعمى بصيرته وهو «المفترض» المنادي بثورة عامودها المرأة والفتيات المقاتلات في صفوف وحدات حماية المرأة.


 


تقول رنكَّين في ذلك الشريط المصوّر، إنها: «تمكنت من الدخول إلى الجانب الكُردي السوري من الحدود بشكل قانوني وتم تدقيق وثائقها دون أن يكون هناك أي مشكلة كأي مواطن آخر يدخل المدن الكُردية، وكان من المفترض أن تتوجه من هناك إلى بلدة ديريك، لكن عناصر أمنيون اجتمعوا حولها بصحبة عدد من المدنيين» لاسيما وأنها من أبرز وجوه الإعلام الكُردي في الوقت الراهن.
وتتابع رنكَّين «بعدما أخبروا إدارة قيادة الآسايش في مدينة القامشلي، جاء أمر منع دخولها إلى روج آفا (المدن الكُرديّة السوريّة) وأن لا مكان لها في روج آفا نتيجة عملها مع فضائية روداو» فبمجرد عملها في فضائية «روداو»، تكون التهمّة الآردوغانية جاهزة، أي أنها تنفذ أجندات تركيا، العدو اللدود لحزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكُردستاني، ولعلّ هذا السبب «من وجهة نظرهم» كافٍ ليتم طردها من تلك السلطات، لكن هل يجوز الاعتداء عليها بالضرب، وهي في وضع صحي استثنائي؟ وهل هي الّتي تأمر اردوغان بحربه على حزبهم، خاصة وأن الإعلامية رنكَّين لم تشارك في الحرب الإعلامية ضد الحزبين المذكورين على الرغم من تغطياتها المتكررة في مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي.


في الختام لا بد من القول إن من يتعامل بهذا الشكل مع إعلامية كُرديّة من سلطات من المفترض أنها الوحيدة التي تحترم المرأة في ظل الرايات الدينية داخل سوريا، فهذا يعني أن الشكل لا يعني شيئاً ما دام المضمون ديكتاتوري بحتّ، واستبداد من نوع آخر... وعلى الحزب المتهم بالإساءة؛ والذي يعتبر نفسه ديمقراطياً أن يعتذر عن مثل هذه التصرفات... وألا يصفها بالفرديّة، فهي تكاد لا تعد ولا تحصى، وعليه أن يعتذر من الإعلامية رنكَّين دون تأخير، وبالتالي يقدّم الفاعلين للقضاء إن كان جاداً في ديمقراطيته!!.


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم