الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"اسمي جوليا" ليحيى جابر وأنجو ريحان... عن السرطان وأمراض أخطر

ندى عماد خليل
"اسمي جوليا" ليحيى جابر وأنجو ريحان... عن السرطان وأمراض أخطر
"اسمي جوليا" ليحيى جابر وأنجو ريحان... عن السرطان وأمراض أخطر
A+ A-

"اسمي جوليا" بهذا الاسم اختار الكاتب يحيى جابر أن يقدم بطلة مسرحيته الجديدة أنجو ريحان ليغوص وإياها في خبايا المرأة انطلاقاً من محاربتها مرض السرطان ليكشف الاثنان الغطاء عن أمراض إجتماعية أكثر خطورة وفتكاً بالإنسان.


■ يحيى جابر، من هي جوليا التي ستطل على مسرح تياترو فردان ابتداء من 25 أيلول؟
- هي فتاة من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، أصيبت بسرطان الثدي. ولتواجهه، قررت، وبكل شجاعة، أن تبوح بما في صدرها، وأن تروي حكايتها مع أهلها وأصدقائها وتتحدث عن زواجها وحجابها وابنتها وطلاقها، لنكتشف في النهاية أن السرطان مستشر في المجتمع أكثر مما هو مستشرٍ في صدرها... هي تحيّة إلى كل امرأة شجاعة واجهت هذا المرض.


■ إذن أنت تتوجه إلى المرأة من خلال المسرحيّة؟
- تستطيعين القول إنها مسرحيّة نسائية موجهة إلى الرجال، إذ على الرجل تحديداً أن يفهم ما تعانيه المرأة وكم هي بحاجة إلى من يقف إلى جانبها. على الرجل، عندما تفتح المرأة قلبها وتتكلم، ان يستمع إليها، فالحكايا الحقيقية في العالم موجودة عند النساء وفي أحيان كثيرة تذهب معهن عندما يغادرن هذه الدنيا...


■ هل يستطيع الرجل أن يكون دقيقاً وصادقاً وشفافاً عندما يتكلم بلسان امرأة؟
- يحيى جابر يستطيع ذلك. فأنا سبق وتكلمت بلسان المرأة في كتابي "كأنني امرأة مطلقة". أنا أصغي جيداً إلى المرأة وأطرح عليها الكثير من الأسئلة. في "اسمي جوليا" ربما هي المرة الأولى التي نواجه فيها مرض السرطان بالكوميديا التي تتخللها طبعاً مواقف جديّة. سنكتشف ان جوليا هي امرأة حقيقية وسنرى كيف تحدت المرض وواجهته بكل صبر وصمود. أحببت أن أروي عن خوف النساء عموماً، فإن أدركت إحداهن الدورة الشهرية مصيبة وإن لم تدركها فهي أيضاً مصيبة، وكذلك الأمر إن بقيت عذراء أو لم تبق، وإن حملت أو لم تحمل... وأستطيع القول إن هذه المسرحيّة ليست جريئة لأن الجرأة أصبحت اليوم مرادفاً للجنس والاباحيّة، بل هي تعتمد على طرح الموضوعات بجديّة وبشكل عميق لتدفع المشاهدين إلى رؤية حقيقتهم من خلالها.


■ جوليا امرأة شيعية؟
- نعم، لم أرد أن أتحدث عن شخصية وهميّة بل عن امرأة حقيقية لها جذور، وعن طريق الصدفة كانت شيعية، أردت أن ألج إلى عوالم داخليّة منبثقة من حكايا وهواجس وكوابيس إمرأة محددة حتى بطائفتها فكانت جوليا.


■ جوليا التي تتجسد على الخشبة من خلال أنجو ريحان التي تؤدي 30 شخصية...
- طبيعة عملي وأسلوبي يحتمان أن تكون الشخصيات كثيرة، فأنا أعدّ الممثل لأن يكون قادراً على أن ينتقل من شخصية إلى أخرى، واخترت أنجو عن وعي وإدراك، وأستطيع القول إنها بالنسبة إلي اكتشاف هائل. منذ سنتين وأنا أبحث عن جوليا وأجريت الكثير من تمارين الأداء ولم أوفق، إلى أن وجدت أنجو التي اكتشفت أنها جوليا بعد شهر من التمارين، وتعلمت منها أشياء كثيرة فهي موهبة كبيرة وساعدتني كثيراً وستكون مفاجأة المسرح اللبناني أقله بالنسبة إلي، ولأول مرة تؤدي امرأة دور رجل على المسرح من دون ان تضع شاربين أو ترتدي "السموكينغ"...


أنجو ريحان
تروي حكاية جوليا، وفي الوقت نفسه تحكي بلسان الشخصيات التي ترافق القصة. العمل، بحسب أنجو ريحان، مرّ بمراحل عدة سواء من ناحية النص أو من ناحية بناء الشخصيات التي رسمتها في رأسها لتستطيع ان تلتقط الصوت والحركة المناسبين لكل منها لكي تأتي بقدر المستطاع حقيقية أو على الأقل تشبه أشخاصاً لهم وجود في الحياة.


■ وماذا عن أوجه الشبه بينك وبين جوليا؟
- أنا اشبهها كثيراً، وجابر كان يبحث عن احد ما، لا اريد القول إنه عاش الذكريات نفسها لكن لديه ردود الافعال نفسها تجاه الحياة التي عاشها. كلتانا من الجنوب والمجتمع الذي عشنا فيه أثر فينا ايجاباً وسلباً، ومعاناتنا مشتركة بشكل او بآخر، وخصوصاً أن النص مستوحى من قصة حقيقية استطاع جابر ان يعكسها على الورق ويوصل الامور بطريقة سلسة.


■ أنت مررت بتجربة مريرة جراء وفاة والدتك بمرض السرطان، هل ساعدتك المسرحية على أن تتجاوزي ألمك وحزنك؟
- اكتشفت أن السرطان ليس المرض الأخطر، ففي المجتمع ما هو أشدّ خطورة. صار في إمكان الناس مواجهة السرطان والشفاء منه ومتابعة حياتهم الطبيعية. لكنه يبقى تجربة قاسية. هو في حياة جوليا جانب من الجوانب التي تتناولها المسرحية. هي ليست تحديدا عن السرطان بل عن امرأة تواجه عراقيل عدة في حياتها، من بينها السرطان، وكيفية مواجهته ومعالجته. إنها، كما قال يحيى، كوميديا سوداء على زهر بطابع فكاهي بسيط.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم