الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

57 ألف أورو تقرّر مصير ريما... هل من ينقذها؟

المصدر: "النهار"
نيكول طعمة
57 ألف أورو تقرّر مصير ريما... هل من ينقذها؟
57 ألف أورو تقرّر مصير ريما... هل من ينقذها؟
A+ A-

إذا كانت عائلة الطفلة ريما علي الخلف الفقيرة غير قادرة على تغطية نفقات عملية زرع كبد لفلذة كبدها، المهدّدة حياتها بالموت، فهل تتحول ضحية جديدة تضاف إلى قائمة الذين خسرناهم بسبب عجز الدولة عن مساعدة مرضاها وإيلاء أوضاعهم الصحية اهتماماً كسائر الدولة المتقدمة؟


تعاني ريما ابنة الـسبع سنوات مرض تشمع الكبد منذ ثلاثة أعوام، وهي بعكس أترابها يتآكل جسدها الصغير النحيل وتتآكل معها حياة الطفولة واللعب والمرح.


عن حال ريما الصعبة، تروي والدتها فاطمة في حديث لـ"النهار": "ما يؤلمني أن في بلدنا الطبابة ليست مجانية لجميع الناس، لا الفقراء ولا الأغنياء، وهذا الأمر يكاد يفقدنا ابنتي الغالية في حال لم يلتفت إلينا أصحاب القلوب الطيبة لإنقاذها من شبح الموت". ما الذي حصل مع ريما؟ تخبر فاطمة أنه "حين كانت ريما في عمر الـ 4 سنوات لاحظنا ظهور عوارض عليها، مثل البرودة، السخونة، الحرارة المرتفعة وعروق في الوجه". وتتابع: "أجرينا الكثير من الفحوص والتحاليل المخبرية والعلاجات التي لم تأتِ بنتيجة، ووصل بنا الأمر إلى مستشفى في جبيل حيث دخلت الطفلة لمدة 8 أيام ولم يتمكن الفريق الطبي المتابع من تكوين صورة واضحة حول مرضها".


وتضيف الأم: "من جديد حوّلنا أحد الأطباء في عكار إلى طبيب في مستشفى في بيروت لمتابعة وضعها الصحي. وقال إن ريما تعاني تشمعاً في الكبد وهي في حاجة إلى زرع كبد، فأخذنا ملفها الطبي وسلمناه الى طبيب ثان أشار أن ملفها يحتاج لدراسة مدة 20 يوما، وبعدها قد نبلغكم ماذا سنفعل".
وبعد مرور ستة أشهر على وجود الملف في أدراج الاخير، وفق فاطمة، "لم يردنا أي جواب رغم الإتصالات المستمرة من من جهتنا دون جدوى". فما كان من العائلة سوى أن كلّفت أحد الأقارب مراجعة مستشفى في بيروت حيث تم تحويل الملف فكان الرد: "يجب إجراء التحاليل والصور من جديد لإعادة صياغة وضع ريما الصحي ودراسته".


من لبنان العاجز... إلى ألمانيا


تم إرسال نسخة من ملف ريما الصحي إلى ألمانيا عن طريق شقيق فاطمة وجاء الرد من ألمانيا أن كلفة العملية هناك تبلغ 57 ألف أورو.
ذوو الطفلة الذين تكبدوا الكثير في السنوات السابقة على الفحوص والتحاليل الطبية والصور، بالطبع ليس لديهم المبلغ المطلوب لعلاج الطفلة في لبنان أو خارجه. لذلك، تناشد فاطمة عبر "النهار" وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور أن يأخذ هذه القضية بعنايته واهتمامه "فينقذ حياة ابنتي الصغيرة التي نراها يوماً بعد يوم تتراجع حالتها الصحية وتزداد سوءاً من دون القدرة على فعل أي شيء إضافي". وتمنت على الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية والإجتماعية والصحية ذات الشأن مساعدتها في إنقاذ حياة ريما من خلال تأمين نفقات العملية ثم العلاجات.
تقيم عائلة ريما في عكار، ووالدها من دون عمل منذ مدة وليس مشمولاً بأي ضمان أو تغطية صحية.


وماذا عن شقيقة ريما؟


والمؤسف أيضاً أن للطفلة ريما شقيقة اسمها مرام تعاني العوارض نفسها. وبحسب والدتها، أكدت طبيبة في طرابلس كشفت عليها أن العوارض هي لمرض تشمع الكبد ذاته المصابة به اختها الكبرى ريما.
هذه حال الطفلة ريما المهددة بحياتها وصحتها وكذلك حال اختها الأصغر التي لا تملك أي ملف طبي في مستشفيات لبنان بسبب عدم قدرة الأهل على تحمل أعباء مادية إضافية. هاتان الطفلتان تستغيثان، وعائلتهما تناشد أصحاب الضمائر وكل من يعنيهم الأمر لمساعدتهما وإنقاذ حياتهما والسماح لهما بالحياة، لأنهما يحبان اللعب واللهو مثل كل الأطفال... فهل من يستجيب؟


[email protected]
Twitter: @NicoleTohme


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم