اشترِك في نشرتنا الإخبارية
توفي المهندس والرائد المعلوماتي دوغلاس انغلبارت الذي اخترع فأرة الكمبيوتر عن عمر 88 عاماً في كاليفورنيا، على ما أعلن المعهد الذي يحمل اسمه. وفارق الحياة في منزله في أثرتون في وسط سيليكون فالي.
وكان انغلبارت ولد في اوريغون وانتقل للعيش في كاليفورنيا وعمل باحثاً في معهد ستانفورد للبحوث بعد متابعة دراسته في مجال الهندسة الكهربائية والمعلوماتية في الخمسينات عندما كان جهاز الكمبيوتر لا يزال يحتل غرفة كاملة. وقد مهّد عمله، وفريقه، الطريق للمعلوماتية الحديثة.
وتناولت بحوثه مؤتمرات الفيديو والمؤتمرات من بعد والبريد الالكتروني و"النوافذ" والروابط المعروفة باسم "هايبرتكست"، لكنه، وفي شكلٍ خاص، كان معروفاً بابتكاره فأرة الكمبيوتر.
وسجّل انغلبارت براءة اختراع الفأرة التي كانت في البداية عبارة عن علبة خشبية مزودة بدولابين معدنيين، العام 1967، وحصل عليها العام 1970. واخترع فريقه أيضاً "أربانت" وهو سلف الانترنت. وفي رصيد انغلبارت 21 اختراعاً. وفاز هذا المهندس في العام 2000 بالميدالية الوطنية للتكنولوجيا التي تعتبر الجائزة الأرفع في هذا القطاع.
وبقدر ما كان ابتكاره التجريبي مذهل، بقدر ما استغرق ما يقارب من 3 عقود للوصول إلى الجمهور الكبير.
فأصدرت شركة "آبل" أول جهاز كمبيوتر ناجح يستند إلى "الماوس" في عام 1984، إلى أن وضعت "مايكروسوفت" إصدارات مقبولة من "ويندوز" في وقت مبكر من 1990 قبل إطلاق "ويندوز 95" في عام 1995 الذي كان بمثابة الانتصار النهائي لعالم الكمبيوترات القائم على "الماوس".
وتمّ إطلاق أوّل "علبة تبديل" على الشبكة أو ARPANET في عام 1969 واستغرق الأمر نحو 30 عاماً للوصول إلى الإنترنت ولاعتمادها على نطاق واسع من المستهلكين الأميركيين.
وهذه القصّة تشبه قصّة الكمبيوترات التي تعمل بتقنية الّلمس حيث قُدّم أول عرض منها عام 1984، لكن الامر استغرق 23 عاما حتى نسل إلى منتج "رفيع المستوى" يعمل على اللمس، وهو الآي فون الذي وصل إلى السوق عام 2007.
واستغرق الأمر بضع سنوات أخرى، مع إدخال نظام تشغيل Android عام 2008 والآي باد عام 2010، لنرى "الحوسبة متعددة اللمس" تصبح معياراً جديداً في كل مكان.
ولكن لماذا تستغرق هذه الأمور وقتاً طويلاً؟
بمجرد صقل مفهوم الكمبيوتر في المختبر، يمكن أن ننتظر 10 سنوات أخرى لتحويله إلى منتج تجاري قابل للتطبيق وذلك لأنه يجب أن يمر بمراحل عدة قبل الوصول إلى هنا.
وقاعدة الـ 30 عاماً يمكن أن تساعد على تشكيل "تكهناً" لمعرفة متى تصل الابتكارات المستقبلية إلى السوق.. على سبيل المثال، تم إنشاء أول سيارة قادرة على قيادة نفسها مسافات طويلة عام 2005، وما زلنا نرى الخبراء، على مدى السنوات الـ 8 الماضية، يعملون على تطوير هذه التكنولوجيا في اكاديميات ومختبرات الشركات.
وفي حال كانت هذه التكنولوجيا ستتبع مسار الابتكارات السابقة عينه في عالم الكمبيوتر، فنتوقع أن يتم عرض سيارات تجريبية تقود ذاتها في وقت ما مع حلول عام 2020 قبل أن تصبح هذه التكنولوجيا معتمدة على نطاق واسع في 2030.
