بعد النهر الشهير... جسر النفايات معلم جديد للعار!

لوحة استثنائية للجسر الذي يفصل الجديدة عن الزلقا، بياض يغطي وسطه، لوهلة قد يخطأ العقل ويعتقده ثلجاً تجمّع بين المسلكين، او صورة فوتوشوب لهاوٍ، لتظهر الحقيقة المرّة، انها اكياس نفايات وقد بات في لبنان جسر لها بعد الجبال التي ارتفعت على السواحل وانهار النفايات المتدفقة في كل مكان.

من هو "الرّسام"؟
قرب "السيتي مول" رُسِمت اللوحة "الاصطناعية" بريشة بلدية الجديدة. رئيسها انطوان جبارة أكد لـ"النهار" انها من صنع يدي البلدية كون الجسر تابع لها لكنه حمّل المسؤولية لشركة "سوكلين" التي رفضت بعد قرار وقف الاعتصام رفع النفايات القديمة من الطرقات حتى السابع من الشهر الآتي. كما قال "نحن من وضعنا النفايات على الجسر بعد طلب سوكلين فصل النفايات القديمة عن اليومية، وقرارها برفع الاخيرة مع تأجيل الغير طازج الى 7 تشرين الأول".
كما حمّل المسؤولية للدولة حيث قال "نحن نتلقى الضربات، لسنا مسؤولين عن الموضوع، ومنذ العام 1996 كفّت الدولة يد البلديات عن النفايات واخذتها على عاتقها وأغرقتنا بها، ليس لدينا أجهزة ولا مكبات وعند حصول أيّ ازمة يحملوننا المسؤولية".

"مجبر لا بطل"
بعد قرار تأجيل رفع النفايات قررت بلدية الجديدة وضعها في أكياس والبحث عن مكان لها حتى يحين موعد ازالتها، وقال جبارة "نحن أول بلدية وضعنا النفايات في أكياس بيضاء وبعدها تبعتنا بقية البلديات، احترنا بداية أين نجمعها، فلو وضعناها في المكب لاعترضَ الأهالي بحيث ستتكوّن جبالٌ في المنطقة، ولو رميناها في النهر تحت الجسر وهطلت الأمطار فستجرف الى البحر... وبعد طول تفكير قررنا وضعها على الجسر كونه غير سالك للسيارات ولا يوجد منازل وسكان"، وأضاف: "في المرة السابقة حُمِّلت مسؤولية رمي النفايات في النهر من قبل مؤسسة اعلامية، وفي ظرف 21 يوماً ازلتها ما اثار عجب الجميع". وتساءل "ماذا افعل اذا لم يكن لدي اودية هل ارمي النفايات في البحر مثلاً"؟! وطمأن ان "كمية النفايات لن تزيد، والبلدية ترشّ المبيدات كي لا تنبعث الروائح".

بعد ان عجزت الدولة عن حلّ ملف هو من الأوليات، ليس غريباً أن نشاهد "لوحات" مماثلة تجتاح المناطق بتوقيع بلديات لبنان!