السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عون!... وبعدين؟

راشد فايد
عون!... وبعدين؟
عون!... وبعدين؟
A+ A-

"لن يتغير المشهد إذا لم ينتخب عون". يقول "حزب الله". لكن هل يتغير إذا انتخب؟ في منطق عونيين أن انتخاب عون رئيساً، قد يكون مدخلاً فعلياً لحل الأزمة اللبنانية، لكأن هذه بدأت لحظة غادر الرئيس السابق ميشال سليمان قصر بعبدا، أو كأن المرشح لخلافته متخم بالأفكار السيادية الحقيقية.


كلام الحزب يستكمل التعمية على جوهر الأزمة: خروج فئة من اللبنانيين على الدستور والقوانين، وحمل السلاح لخدمة مشروع إيران الإقليمي للهيمنة، في تشابه مع المشروع الصهيوني. فكما حوّل الأخير الدين اليهودي الى قومية، يسعى الأول لجعل مذهب الدولة الإيرانية قومية، كالصهيونية، لكنها لا تكتفي بمساحة محددة، كتهويد فلسطين، بل تخرق الحدود، لتزعزع الدول العربية.
تعطيل انتخاب الرئيس فضيحة، ليس لأنه الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة العربية، وهو تبرير مضحك، بل لأن احترام الدستور والقوانين يبدأ باحترام المواعيد الدستورية، وفي قمتها هذا الانتخاب. لكن ذلك لا يكون بتزوير الديموقراطية بفرض مرشح إذعان بقوة السلاح، والفوضى المنظمة "الممسوكة".
أما وان الوضع على هذه الصورة، فإن السؤال المشروع هو: هل وصول عون الى بعبدا يعني نهاية الوضع الشاذ المستمر منذ نهاية الاحتلال الأسدي، والرهان على لبننة "حزب الله"؟.
لا شيء يبشر بذلك. لقد غض قائد الجيش السابق ميشال سليمان الطرف عن غزو بيروت والجبل في 7 أيار 2008 ليصل الى الرئاسة. مع ذلك لم يسهّل الحزب مهمته. ولم ينفع تواطؤ فرنسا وقطر في سيناريو "اتفاق الدوحة" في لجم الهيمنة الإيرانية، فهل الإذعان لترشيح عون سينهي الاحتلال الإيراني، وتمرد أداته على الدولة اللبنانية؟
ليس انتخاب عون ما ينهي الأزمة اللبنانية. انتخابه غلالة تواري استمرار الازمة الأصلية. كما حال طاولة الحوار الجماعي، أو الثنائي. فهي أقرب الى روايات "ألف ليلة وليلة"، تسلي شهريار الحزب، كي لا ينحر حلم شهرزاد يوم "14 آذار".
ربما على المتحمسين لعون في بعبدا أن يتساءلوا: هل يستطيع، وهو في مرمى الضاحية في بعبدا، نقض ما يدافع عنه من الرابية، أي سلاح الحزب، ودوره الإقليمي الإيراني وفوضاه الداخلية؟
عون ليس المخرج الوحيد والأخير للأزمة، بل هو مدخل للتسليم بهيمنة الحزب وبالاحتلال الإيراني. واذا كان ترئيس سليمان فرنجية ينهي طرفا سياسيا داخليا، كما يتخوف البعض، فإن فرض عون ينهي البلد بكامله. وإذا كان بعض العرب هجر لبنان اليوم، بـ"فضل" الحزب، فإن أكثرهم سيكون مقاطعاً له غداً، يوم يصبح كـ"بيلاروسيا" السوفياتي، أي كما كان تحت الاحتلال الأسدي، يملك صوته ولا يملك قراره.
الأزمة مستمرة منذ 8 آذار 2005، فلمَ لا ننتظر الانتخابات الأميركية، ما دمنا ارتبطنا بحال المنطقة، ووضعنا في قعر المأساة، ولا مجال لحال أسوأ؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم