THE BEATLES: EIGHT DAYS A WEEK الأسطورة التي غزت العالم

ليلة الخميس 15 ايلول الماضي، العالم كله ولبنان أيضا شاهد بالتزامن مع الافتتاح الرسمي في لندن، العرض العالمي لوثائقي رون هوارد عن انطلاقة فريق "البيتلز" The Beatles: Eight Days A Week.

العالم كله كان على الموعد، لكن وحدهما جون لينون (قتل عام 1980 بالرصاص على يد مهووس) وجورج هاريسون (توفى عام 2001 بمرض سرطان الرئة) لم يتمكنا من الانضمام الى زميليهما النجمين بول ماكارتني (74 عاما) ورينغو ستار(76) اللذين وقفا امام عدسات المصورين في العاصمة البريطانية، مع كل من يوكو اونو واوليفيا هاريسون أرملتي جون لينون وجورج هاريسون، ومجموعة من النجوم من ضمنهم مادونا.

معا ومع ملايين المعجبين دخل بول ماكارتني ورينغو ستار لمشاهدة الوثائقي. وما ان انطفأت الانوار، وانطلق الشريط، حتى بعث كل من جون لينون وجورج هاريسون مجددا وانضما الى زميليهما في اعادة احياء مغامرة هؤلاء الفتيان الاربعة الخنافس الذين غزوا العالم كله بموسيقاهم وحمّاهم وظاهرتهم وتسريحة شعرهم وهزة رؤوسهم، وتحولوا أشهر وأنجح فرقة موسيقية في التاريخ بشهادة الأرقام والنقاد على حد سواء. من ليفربول إلى أضخم الملاعب العملاقة في العالم (ملعب شيا ستاديوم عام 1965 مع مشاهد تعرض لاول مرة)، وصولاً إلى آخر حفل في سان فرنسيسكو عام 1966، تابع عشاق البيتلز ما أسماه يوما رينغو ستار "ثمانية ايام في الاسبوع" كوصف لسنوات التجوال واحياء الحفلات الفنية المتلاحقة والمرهقة بسبب ضغط الجمهور.

على مدى ثمانية ايام في الاسبوع وخلال 4 اعوام (من عام 1962 حتى 1966)، تابعنا قصة النجاح والتجوال والارهاق من خلال ارشيف غير منشور من قبل، جعلنا نرى البيتلز كما لم نرهم من قبل، من خلال عشرات المقابلات معهم والصور والمشاهد المصورة لحفلاتهم من صحافيين ومعجبين مهووسين بواسطة كاميرات 8 ملم التي كانت رائجة جدا في حقبة الستينيات. وقد أظهر هذا الارشيف الهستيريا الجماهيرية غير المسبوقة التي كان يتعرّض لها الخنافس لحظة ظهورهم على المسرح، مما يحوّل حفلاتهم جنونا يصعب التحكم فيه، ويمنع النجوم الاربعة من سماع الموسيقى التي يعزفونها.

كما تضمن الوثائقي شهادات من شخصيات شهيرة عاصرت البيتلز وتأثرت بالفريق مثل ووبي غولدبرغ وسيغورني ويفر وغيرهما. من خلال هذا الكنز الارشيفي، تعرفنا اكثر الى قصة هؤلاء الفتيان الأربعة الذين انطلقوا من ليفربول وغزوا العالم وتحولوا أسطورة بموسيقاهم وطرافتهم وصدقهم ونبذهم للعنصرية (رفضوا إحياء حفلة في مدينة جاكسونفيل الاميركية، بسبب منع السود من الحضور)، وافكارهم الصادمة (قول جون لينون ان فريق البيتلز اكثر تاثيرا من المسيح عند الشباب)، ورغبتهم في وقف كل هذا الجنون من خلال التوقف عن احياء الحفلات والتركيز على تسجيل الالبومات بعد حفلة كاندلستيك بارك في سان فرنسيسكو التي خرجت عن السيطرة تماما عام 1966. لكنهم عادوا عن قرارهم لمرة واحدة فقط عام 1969، عندما اجتمعوا على سطح مبنى في لندن، وغنوا في آخر ظهور علني لهم معاً. الفيلم حاليا في صالات غراند.