الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اعتراف شرعي

لور غريّب
A+ A-

انه اعتراف شرعي لأبوية (لا أمومة) الاعمال الفنية التي اصبح العالم يعرفها ويقتنيها في متاحفه، قبل لبنان. لمجموعة من الاعمال الفنية التي ابتكرتها صبيات من ارضنا وهويتنا ووطننا رغم كل شيء. ليس منّة من احد. إنهن رئدات. غصباً عن الرجولة التي تتفوّق عليهن بعضوية ذكورتها. انتظرنا طويلاً في مجالات عدة ولا ننسى ما مرّت به فنانات واديبات وعالمات وطبيبات وغيرهن في مجالات متعددة من دون ان يتنازل احد في الوطن ويترك لهن زاوية صغيرة يستطعن العبور منها الى الساحة الحالية التي تكتب التاريخ من دون تحيّز.
امس، وبفضل مبادرة من لور دو هوتفيل واوديل باسكال، رفعت اسماء 13 فنانة لبنانية الى مقام تمثيل لبنان الفني بنكهة شرعية ووطنية، الى مرتبة العطاء الكلّي في مهنة الفن التشكيلي لرفع مستواه الى درجة عالمية. ليس بفضل عضلات سياسييه الذين لا يعرفون منا سوى من يصوّت لهم من العائلة، بل لأن الفنانات خضن معركة الاختبار والخلق والابتكار ليس لأنهن يملكن عضواً للانجاب بل لأنهن خلاّقات تمكّن من رفع اسم لبنان بفضل جهودهن في مجال الفنون التشكيلية، وهن مرفوعات ليس على مذابح القداسة بل على جدران المتاحف العالمية التي تفتخر بامتلاكها بعض أعمالهن.
"بيروت ارت فير" الحدث الفني العالمي الذي يفخر في تخصيص احد اماكنه في الصالة الكبيرة في "البيال" من 15 ايلول الجاري الى 18 منه، عرف كيف يتعامل مع الحدث وخصص لوحات عدة استقبلت من نتاجهن اعمالاً من توقيعهن يعود بعضها الى الثلاثينيات من القرن العشرين.
غالبيتهن غبنَ ورحلنَ ووقعن في شبه نسيان وطني وفني، ولكن البعض الآخر ما زلن يعملن وان بايقاع مختلف ولا يزال اسمهن يتردد في المناسبات الفنية.
انا عمري 84 سنة. أعرف تقريباً جميعهن. رافقت الكثيرات منهن. قيّمتهن. ودّعتهن. وما زلت ارافق واتابع من منهن ما زلن يعملن وهن قليلات جداً، أو لم يبتكرن حالياً أي جديد يتجاوز عطاءاتهن التي نعرف.
بيروت ارت فير" قام بواجب لم تهتم به وزارة الثقافة.
حضر وزير الثقافة ضيفاً. لا نعتب عليه فهو حديث العهد بالوزارة. دولتنا لا تستحق المثقفين ولا اسماء تشبه غسان سلامه وصلاح ستيتيه وتوفيق يوسف عواد. وهل علي أن اذكر باسماء من رفع اسم لبنان قبل ان تدخل الدولة في غشيانها عن الحياة؟ وقبل ان اتهم بأنني مشاغبة أود ان اذكر زميلاتي المكرّمات، وقد تكون المرة الاخيرة التي تذكر فيها اسماؤهن:
بيبي زغبي، ماري حداد، بلانش لوهاك عمون، سلوى روضة شوير، هيلين الخال، سيسي سرسق، ايتل عدنان، ايفيت اشقر، هوكيت كالان، لور غريب، جوليانا ساروفيم، ناديا صيقلي، سيتا مانوكيان. هل نصلي من اجلهن صلاة الغياب؟ وننسى أنهن مررن تحت شمس لبنان؟
هل تستفيق وزارة الثقافة من سباتها وتحاول أن تتثقّف قليلاً بدل استقبال وتوديع من يتردد على مناسبات دفن الأموات؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم