الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الموت تغّلب على القائدة... ريم عروساً الى مثواها الأخير

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
الموت تغّلب على القائدة... ريم عروساً الى مثواها الأخير
الموت تغّلب على القائدة... ريم عروساً الى مثواها الأخير
A+ A-

بعدما جرى حفل خطوبتها قبل أشهر كانت تحلم بارتداء فستانها الأبيض وبحفل زفاف مميز، لكن بدلاً من ذلك لفّت بكفن أبيض لتخرج اليوم من منزل عائلتها عروساً الى مثواها الأخير. هي ريم صلاح كبار التي لم تكابر حتى على الموت فسلمت الروح على الفور نتيجة حادث سير مريب.
ابنة بلدة الفاكهة صدمت الجميع برحيلها السريع، 27 عاماً هي المدة التي منحها إياها الزمن كي تقضيها وسط أهلها محبيها، وكأنها كانت تشعر أن مرورها في الحياة لن يطول فعددت نشاطاتها علها تترك بصمة بعد وفاتها، فكانت قائدة في جمعية كشافة "لبنان المستقبل"، عضو المفوضية العامة وقائدة منطقة عرسال – الفاكهة، ومنسقة قطاع الإغتراب في "المستقبل" في منسقية البلدة وعضو قطاع الشباب.


غابت "الشمس"
لم ينتظر شبح الموت حتى ينتهي العيد، فتربص لها على الطريق الدولية عند مفترق رأس بعلبك والهرمل، وما هي إلا لحظات حتى خطف روحها بعد اصطدام جيب "جي ام سي" يقوده خطيبها عمر العيط بسيارة "مرسيدس"، قبل أن يصطدم بعمود كهرباء. "رحلت شمس المنزل وقمره، عمري، روحي ودنيتي" بحسب ما قاله شقيقها رامي لـ"النهار" مجهشاً بالبكاء. وأضاف: "استيقظت في الأمس والضحكة لا تفارق محيّاها، كان همهها أن تدعو أصدقاءها على الغداء، ومن ثم التنزه مع خطيبها. خرجت من المنزل وما هي الا دقائق حتى تلقينا اتصالاً يبلغنا بالكارثة، كان ذلك نحو الساعة الخامسة والنصف مساء".
"كانت تحضر لحفل زفافها الصيف المقبل، وتعمل على إنهاء الأعمال في منزلها الزوجي. قبل العيد اشترت بلاطاً له، لم نتوقع أنها لن تدخله عروساً، الى الآن لا نعلم تفاصيل الحادث، حضر خطيبها العزاء وغادر" كلمات قالها رامي بصوت خنقه هول الفراق. في حين أكدت الإدارة في مستشفى دار الامل الذي نقل اليه عمر أنه غادره لحضور العزاء على ان يعود بعد يومين لاجراء عملية في انفه.
عروسة "التيار"
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بخبر وفاة ريم، الرئيس سعد الحريري نعاها في تويتر مغرّداً:" العزاء كبير والحزن عميق، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يلهم أهلها وأحبتها ورفاقها الصبر والسلوان"، الى جنات الخلد يا عروسة تيار المستقبل". زميلتها آمنة منصور قالت لـ"النهار": "لا اصدق أن الفتاة الممتلئة حياة تموت فجأة وتترك مطرحها للنسيان! تعرفت إليها في مؤتمر لـ "تيار المستقبل"، جمعنا سقف واحد وهدف واحد وحلم كبير كان يجدد موعدنا للقاء جديد"، مضيفةً "قبل سنتين تعرضت ريم لحادث بعدما صدمتها سيارة نجت منها، لكنها اليوم استسلمت، لا أصدق ان روحها ستصبح ذكرى، وحضورها ماضياً".


"القائدة" في ذمة الله
كبيرة العائلة تركت شقيقتيها وشقيقها الذي فرحت بتخرجه من كلية الهندسة قبل أيام من دون وداع، وكذلك حال أصدقائها منهم يوسف حسين الذي وصفها بـ" القائدة، الإنسانة الرائعة والحنونة، جميع من عرفها أو لم يعرفها احترق قلبه عليها، هي اليوم ليست فقط عروساً، انما شهيدة الضحكة والطيبة والتحدي والامل، غيابها صعب لكن إيماننا بالله يجعلنا نقول الله يرحمك... لن ننساكِ ابداً... الجنة أحلى يا ريم".
في حين لفتت الزميلة إسراء الحسن "كانت قد وعدتني بالتين، حدثتني قبل خمسة أيام، قالت إنها ستقصد بيروت في القريب، ومعها الاغراض التي اعتدنا أن تجلبها معها من بلدتها، فاكهة وما شابه. كنت أنتظر الجلوس معها وتبادل الحديث فهي إنسانة مثقفة ومرحة الى أبعد الحدود لكن، ويا للاسف، الموت لا يعرف كبيراً ولا صغيراً، إنّا لله وانّا اليه راجعون".
بمأتم مهيب ووريت ريم، لينضاف رقم جديد الى سجل الموت على الطرقات الذي لا يكاد يمر يوم من دون أن يُدوّن فيه شخص جديد!.







 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم