الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أسباب وظروف غرق مركب صيدا

المصدر: "النهار"
صيدا- أحمد منتش
أسباب وظروف غرق مركب صيدا
أسباب وظروف غرق مركب صيدا
A+ A-

طرحت حادثة غرق المركب السياحي للنزهة، تاكسيات البحر بالأجرة من رصيف ميناء الصيادين الى جزيرة صيدا (الزيرة) 800 متر المسافة الفاصلة، بعض الأسئلة وعلامات الاستفهام، المتعلقة بالجهة المسؤولة عن تنظيم عمل هذه الفئة من الناس، ومراقبتها والإشراف عليها، وهل هي فعلاً تلتزم بأبسط متطلبات المهنة وشروط السلامة العامة.
نستطيع القول استناداً الى الواقع القائم والمعطيات المتوافرة، أن أي شيء من هذا القبيل لا يوجد إطلاقاً، فالمركب المخصص 15 او 20 راكباً، أضيفت عليه طبقة ثانية، بهدف نقل أكبر عدد من الركاب، كما هو حال المركب الذي غرق في مياه البحر، وهل تعلم وزارة السياحة ان أي منقذ بحري، حتى ولو لم يكن حائزاً شهادة إنقاذ بحري صادرة عنها كما يفترض لا يوجد على أي مركب من مراكب السياحة والنزهة هذه في صيدا وربما في غيرها من المناطق اللبنانية الساحلية، تماماً كما لا يوجد على هذه المراكب اية وسائل إنقاذ مثل الاطارات او السترات الواقية او الطفايات في حال نشوب حريق ما.
كما يمكن القول ايضاً أن صيدا نجت فعلاً من كارثة بحرية كادت تودي بحياة أبرياء من الاطفال والنساء والشبان، ساهم في منعها عاملان: الاول حصول الحادثة ضمن مسافة قريبة جداً من مياه الصيادين الذي يوجد فيه عشرات المراكب، والثاني التدخل الفوري والسريع لفرق الانقاذ والاسعاف الرسمية والاهلية، خصوصاً الزوارق البحرية التابعة للجيش اللبناني والدفاع المدني ، ومساهمة نقابة الغواصين المحترفين ورئيسها محمد السارجي وفوج الانقاذ الشعبي والصليب الاحمر اللبناني فضلاً عن بعض الغيارى من اصحاب مراكب صيادي الاسماك، وقيامهم جميعاً بأعمال انتشال وسحب الغرقى من البحر، ونقلهم بشكل سريع الى المستشفيات القريبة، مع العلم ان صيدا وبحكم موقعها هي بامس الحاجة الى مركز دائم لوحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني على غرار ما هو موجود في بلدة الجية الساحلية.
وأما الامر المؤسف في الحادثة فهو تسرع بعض المشبوهين والجهلة ببث رسائل صوتية ومصورة على عدد من وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكدون فيها وجود عدد من القتلى مما اوقع حتى مسؤولين في الصليب الاحمر اللبناني بمغالطات، واعطاء معلومات عن وجود قتلى. كل ذلك ساهم في توتير الاجواء وخلق حالة من الارباك والفوضى.
حادثة غرق المركب حصلت لحظة غروب الشمس عصر الثلثاء، واستناداً الى شهود عيان ان المركب المصنوع من طبقتين، كان عائداً من زيرة صيدا وعلى متنه عدد من الركاب بينهم نساء واطفال، وغالبية هؤلاء كانوا يقفون ويجلسون في مقدمة المركب خلافاً لما هو متبع. وقبيل وصوله الى محاذاة قلعة صيدا البحرية، وكان الموج بدأ بالارتفاع مع هبوب رياح متوسطة هوت مقدمته بالمياه ثم انقلب على احد جانبيه مما ادى الى غرق جميع ركابه في البحر، والمضحك المبكي ان سائق المركب وهو فلسطيني الجنسية، بدل ان يساهم في انقاذ من ائتمنوه على حياتهم خرج من مياه البحر وتوارى عن الانظار، فيما اوقفت القوى الامنية صاحب المركب، وعممت بلاغا حول هوية ومواصفات السائق، لتوقيفه.
غالبية المصابين تم نقلهم الى مركز لبيب الطبي وهم: راغدة وليد الميس 80 سنة - الطفلة هدى عبد الرزاق ياسين 13 سنة. - شقيقتها توأم هديل عبد الرزاق ياسين. - خليل أحمد دخيل 20 سنة - العاملة الأثيوبية جاكلين بوليفا مواليد 1985 - الحالات التي تلقت العلاج وخرجت من مركز لبيب الطبي - محمد عبد العزيز علي مواليد 1990 - عبد القادر محمد أبو خشبة مواليد 1992 - خالد أحمد دخيل مواليد 1998 - يوسف أحمد دخيل مواليد 2002 - محمد أحمد دخيل مواليد 1999 - ابراهيم احمد دخيل مواليد 2004 - عدنان وحيد أيوبي مواليد 1996 - اسراء عبد الرزاق ياسين 9 سنوات - محمد عبد الرزاق ياسين 6 سنوات. - حالات مستشفى صيدا الحكومي - زينب محمد الحبال 26 سنة - رائد حسن شومان مواليد 1998.
رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي تابع عن قرب الحادثة، واثنى في تصريح له على حضور قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني لمد يد المساعدة في هذا المجال وأداء واجبهم الوطني، لافتاً إلى أن الشرطة البلدية أيضاً استنفرت عناصرها أيضا للمساعدة.
كما توجه السعودي إلى مستشفى لبيب الطبي واطلع على وضع المصابين الذين تم نقلهم ولروايات مختلفة حول الحادث.
وشدد السعودي ان هذه الحادثة هي بيد القضاء والتحقيق جار لكشف الملابسات وتحديد السبب المأساة ،كما شدد : بأن ما جرى يستدعي تحقيق المزيد من إجراءات السلامة العامة في قوارب النزهة، التي تقل المواطنين في رحلات بحرية وهذا ما سيتم العمل من أجل متابعته في الأيام القادمة .
كما تابع نائبا صيدا الرئيس فؤاد السنيورة وبهية الحريري الحادثة، فأجرى السنيورة اتصالاً بوزير الصحة وائل ابو فاعور، من اجل المبادرة سريعاً لمعالجة المصابين على نفقة الوزارة، فيما بقيت الحريري على تواصل على مدار الساعة مع رئيس بلدية صيدا السعودي ومع القوى الأمنية تتابع ملابسات الحادثة واوضاع المصابين والاجراءات المتخذة لمعرفة الأسباب وتحديد المسؤوليات ليبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة لما يجب اتخاذه من تدابير لتأمين شروط السلامة العامة في حركة المراكب السياحية لتلافي تكرار ما حصل .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم