السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

Sully محاكمة بطل

المصدر: : "دليل النهار"
جوزفين حبشي
Sully محاكمة بطل
Sully محاكمة بطل
A+ A-

انها المرة الاولى التي يلتقي فيها النجمان كلينت إيستوود وطوم هانكس في فيلم مشترك بعد مسيرة طويلة وحافلة بالنجاحات لكل منهما. لكنها ليست المرة الاولى التي يهتم فيها النجمان بتقديم اعمال مستوحاة من شخصيات حقيقية. إيستوود المخرج اهتم دائما بنقل قصص الابطال الاميركيين الى الشاشة، وآخر اعماله شريط The American Sniper مع برادلي كوبر. بدوره الممثل طوم هانكس سبق وجسّد شخصيات واقعية كثيرة في السينما، مثل المحامي جيفري بورز الذي طرد من عمله بعدما علم زملاؤه بإصابته بالإيدز في شريط Philadelphia عام 1993، ورائد الفضاء فيApollo 13 عام 1995، والمحقق الذي لاحق النصاب والمزور فرانك أباغنيل لأعوام طويلة في Catch Me If You Can عام 2002، والمحامي الاميركي جيمس دونافان الذي تولى الدفاع عن الجاسوس الروسي رودولف آبل في الستينات في Bridge of Spies عام 2015. وأخيرا وليس آخرا شخصية الطيار الاميركي تشيزلي سولنبيرجر المشهور باسم سولي، الذي تمكّن في 15 كانون الثاني من العام 2009 من الهبوط بطائرته على سطح نهر هادسون بعدما تعرض محركاها لعطل بسبب سرب من الطيور. لكن رغم انه تحول بطلا لأنه استطاع مع مساعده جيف سكايلز(آرون إيكهارت)انقاذ حياة 155 راكبا، الا أن سمعته أضحت عرضة للتشويه بعدما مثل أمام هيئة سلامة النقل الوطنية وخضع لتحقيقات طويلة واتهامات بأنه اتخذ قرارا خاطئا وكان في إمكانه الهبوط في مطار قريب...
لا شك في ان طوم هانكس الموفق فنياً، ليس موفقا في الطيران، فطائرته سبق وسقطت في البحر في شريط Cast Away ومركبته الفضائية تحطمت في Apollo 13. لكنه استطاع في Sullyأن ينقذ الركاب والشريط بأدائه المقنع والطبيعي، اضافة ايضا الى الاخراج الجيد لمنتج الشريط كلينت إيستوود الذي عاش هذه التجربة بنفسه بعدما نجا من حادث تحطم طائرة في العام 1951. إيستوود قدم فيلما كلاسيكيا صحيح، لكنه حفل بالتوتر والانفعالات، وبتنقلات عديدة بين الماضي والحاضر. كما قدم إيستوود الحادث من خلال وجهات نظر عديدة، ورغم تكرار بعض المشاهد، نجح في ضخ التشويق في كل مرة لمعرفة النتيجة. ايضا اللافت في السيناريو المؤثر الذي اعده تود كومارنيكي، ارتكازا على كتاب تشيزلي سولنبيرجر، انه لا يركز على الحادث وعوامله التشويقية، ولا على التحقيقات الموترة وكيفية تعامل الاعلام مع الحادث فحسب، بل ايضا على الحالة النفسية والالم الداخلي والاضطرابات التي عاناها سولي البطل في عين العالم والمتهم في عين القانون. سولي كان مضطرا اولا الى ان يتحكم بطائرته بسرعة وان يتخذ قرارات مصيرية في اوقات حرجة وأن يتسابق مع الوقت لايجاد مكان آمن للهبوط، ثم ان يواجه ضغوطا من نوع آخر مثل الدفاع عن عمله وسمعته. كما عانى من كوابيس متكررة حول الحادث، متخيلا في كل مرة نهاية مختلفة، احداها تحطم الطائرة في احد مباني نيويورك في مشهد يذكر بمأساة 11 ايلول.اما طوم هانكس، فلا يحتاج الى شهادتنا ولا الى شهادة تشيزلي سولنبيرجر الذي شاهد العرض الافتتاحي وبدا مندهشا من قدرة الممثل الفائز بجائزة الاوسكار مرتين والغولدن غلوب 4 مرات، على تجسيد شخصيته بمنتهى الدقة والانسانية. هانكس لا يبالغ ولا يفتعل، بل يعيش الشخصية بكل اضطراباتها وقلقها ومخاوفها وانفعالاتها ورباطة جأشها بمنتهى الطبيعية والواقعية،ويدعمه في مغامرته هذه الممثل آرون إيكهارت، اضافة الى لورا ليني في دور زوجة سولي الهامشي نوعا ما وهي سبق وعملت بإدارة إيستوود في شريطي Absolute Power وMystic River.
الفيلم حاليا في صالات غراند وامپير.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم