الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أمير الشانسونييه DuDuL طوى الصفحة

اندره جدع
A+ A-

قبل أيام طوى عبد الله نبوت (DuDuL) الصفحة ورحل بهدوء ليلتقي رفاق دربه بيار جدعون وغاستون شيخاني وجان كلود بولس. وأسدلت الستارة على تاريخ مسرحي كوميدي انتقادي أقام البلد وأقعدها منذ مطلع الستينات حتى منتصف السبعينات. كانوا فاكهة ليل بيروت، كانوا "مسرح الساعة العاشرة"، وجه الحرية والنقد الساخر الضاحك والموجع. كانت كلمتهم قاطعة، كانوا جريدة ساخرة يتناولون الأحداث المحلية والعربية والدولية بالكلمة والاغنية. كانوا من صناع الفرح، وكان DuDuL أميرا للشانسونييه سواء من خلال شخصية جحا التي كان يبدأ معها نقده بجملته المشهورة "بهالعهد إِيش بدي خبركن"، او من خلال مونولوغ الأبجدية حيث كل حرف فيه حكاية بلد... كلهم، بيار، غاستون، انونيم (ادمون حنانيا)، DuDuL، وجان كلود بولس المشارك بالكتابة من وراء الكواليس، أسسوا مسرحا انتقاديا هادفا كان وحيدا ومميزا في كل العالم العربي. وكم من مرة حضر أعضاء مسرح الساعة العاشرة الباريسي الى بيروت خصيصا لحضور مسرحياتهم. كانت حقبة ذهبية ولّت ويا للأسف. اخبرني dudul يوما انهم ايام عز المكتب الثاني تعرضوا لرئيس الجمهورية آنذاك شارل حلو من خلال عبارة وردت في أحد الحوارات: "لحتى تعمل حلو بدك بيض ما فيك بهالبلد تعمل حلو بلا بيض"، وصودف وجود واحد مهم من المكتب الثاني فما ان قالوا الجملة حتى طارت زجاجة ويسكي وانفجرت على المسرح. استدعيت الفرقة الى مخفر حبيش واتصل آمر المخفر بالقصر الجمهوري واخبر الرئيس عن تفاصيل المشهد. ليلتها ضحك فخامته وطلب احضار الفرقة الى القصر و"عزمهم" على الترويقة و"أوعا تشيلو المشهد"... تلك الأيام كان الحرص كبيرا على حرية الكلمة. مع رحيل أمير الشانسونييه نستحضر ذكرى زمن ساهم البعض في طمسه عمدا لكن تبقى حكايته من احلى الحكايات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم