الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سميرة فريحة رفيقة البحر... وضحيته فصل من مأساة غرق القارب السياحي في تركيا

أسرار شبارو
أسرار شبارو
سميرة فريحة رفيقة البحر... وضحيته فصل من مأساة غرق القارب السياحي في تركيا
سميرة فريحة رفيقة البحر... وضحيته فصل من مأساة غرق القارب السياحي في تركيا
A+ A-

"إذا توفيت ادفنوني في البحر"، عبارة رددتها باستمرار سميرة فريحة نتيجة عشقها للبحر وولعها به، من دون أن تتوقع أن من أحبته سيغدر بها ويبتلعها بعد سنوات قضتها رفيقة له، هي التي لم تفارقه حتى في لحظات وجعها وألمها، ومع ذلك قضى عليها في فرحها أثناء قيامها برحلة الى تركيا.


ربما خجلت مياه لبنان أن تغدر بسميرة، ففعلتها المياه التركية، كيف لها ذلك وابنة كفرزبد التي نشأت وترعرعت في الميناء - طرابلس لكون والدها دركياً في تلك المنطقة، كانت تصر على زيارته حتى بعد غسل كليتها ثلاث مرات أسبوعياً؟ لكن كما قال ابن شقيقتها بول العسيلي لـ"النهار": "أخذها البحر قد ما كانت تحبو"، أما ابن عمتها جورج كفوري فلفت إلى أنها "كانت تنتظر ليخف تعبها بعد غسيل الكلى لتسارع الى البحر الذي تجد فيه الراحة والأمان، لكن، ويا للاسف، طعن بها وكان سبب وفاتها".


غرق "السمكة"
مساء السبت ركبت سميرة (48 عاماً) قارباً سياحياً تركياً على متنه 84 راكباً من بينهم شقيقتها سوزان وصهرها وابنهما وشقيقة صهرها، وفجأة هبت عاصفة أدت إلى فقدان ربان المركب السيطرة عليه: "وقعت في البحر، ارتطم رأسها بالكابين، ففقدت وعيها، وبعد عشر دقائق فارقت الحياة"، بحسب جورج الذي يضيف: "لو لم تفقد وعيها لنجت، فهي سباحة ماهرة، من حزيران الى أيلول لا تفارق البحر يوماً، هي كالسمكة لا يمكنها العيش من دون مياه".


الوزارة على الخط
وزارة الخارجية والمغتربين أعلنت أمس غرق فريحة قبالة ساحل مدينة أنطاليا، وإنقاذ أرواح سبعة لبنانيين آخرين كانوا على متن المركب، وأشارت في بيان إلى انه "تم انتشال جثة سميرة بعد ظهر الاحد". رحلة فريحة الى تركيا التي قصدتها يوم الاربعاء الماضي تحولت الى كارثة، ولفت جورج الى انها "ليست المرة الاولى تقصد هذا البلد، فقد اعتادت السفر في كل عطلة صيفية، وقبل الرحلة بأسبوعين قصدت بلدتها كفرزبد، كانت كعادتها فرحة، سألتني إن كنت أرغب في السفر، فاعتذرت لانشغالاتي".


رغم الألم
الحياة تليق بسميرة، في الافراح والاتراح كان لها حضورها، ويقول جورج: "رغم اصابتها بمرض السكري، والالم الذي عانته في رجلها، لم تكن تترك مناسبة من دون القيام بواجبها، فهي من تربت في عائلة تضم 5 شقيقات وشقيقين على الحب والحنان، لم يكتب لها الله الارتباط والإنجاب، لكن بدلاً من ذلك كانت معلمة لصفوف الروضة في مدرسة مار الياس الميناء، فاعتبرت جميع الاطفال اولادها". كفرزبد تنتظر جثمان ابنتها "فهذه المرة لن تعود الى وطنها لتشارك مغامراتها مع أصدقائها ومحبيها". وبحسب قنصل لبنان العام في اسطنبول هاني الشميطلي، فإن "إجراءات الطب العدلي أخذت مجراها تمهيداً لنقل جثمانها إلى وطنها في أقرب وقت ممكن".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم