Hands of Stone منافس جديد في حلبة الملاكمة

عندما قدم سيلفستر ستالون دور الملاكم روكي في السبعينات، استعان ببطل العالم في الملاكمة، البانامي روبرتو دوران الذي ساعده في التمارين. عام 2015، عاد روكي إلى الحلبة لكن في دور مدرب في شريط Creed. اليوم يحذو النجم روبرت دي نيرو حذوه، فيعود الى حلبة الملاكمة كمدرب، بعد أكثر من 36 عاما على تألقه في دور الملاكم جايك لاموتا الذي توّجه بالأوسكار في شريط سكورسيزي الشهير Raging Bull عام 1980.

روبرت دونيرو يعود ليدرّب أسطورة الملاكمة البانامية روبرتو دوران، من خلال شريط السيرة الذاتية الرياضي الدرامي Hands of Stone للمخرج الفنزويلي جوناثان ياكوبوفيتش. يؤدي روبرت دونيرو دور المدرّب الأميركي راي أسيل الذي رافق روبرتو دوران خلال بطولاته الكبرى في السبعينات والثمانينات وخصوصا خلال مواجهاته مع الملاكم الأميركي وبطل العالم شوغر راي ليونارد (يؤدي دوره المغني يوشر). وقد ساهم راي أسيل في جعل روبرتو دوران يصنّف كأفضل ملاكم في التاريخ من خلال فوزه أربع مرات ببطولة العالم عن أربع فئات وزنية مختلفة، وخوضه خلال مسيرته 119 مباراة، فاز في 103 منها وخسر في 16 وكان ملك الضربة القاضية في 70 مباراة. لأداء دور روبرتو دوران الكاريزماتيكي الذي لا يزال على قيد الحياة (مواليد 1951)، فكّر المخرج الفنزويلي أولاً بالممثل المكسيكي غايل غارسيا برنال، لكن الدور عاد ورسا على الساحر الفنزويلي ادغار راميرز مجسّد شخصيتَي كلّ من تشي غيفارا في فيلم روبرت سودربرغ Che، وكارلوس في سلسلة Carlos (صوّر جزء منها في لبنان) التي فاز عنها بجائزة سيزار إضافة الى ترشيح للغولدن غلوب.
الشريط الذي قُدم في أيار الماضي في مهرجان كانّ من خلال عرض تكريمي خاص لروبرت دو نيرو، وبحضور روبرتو دوران شخصياً، وصل الى صالاتنا، وهو ينزل بكل ثقله الى الحلبة السينمائية ويواجه بشراسة منافسين كباراً مثل Raging Bull وFighter وWarriors وFoxcatcher وAli، والأهم أنه ينجح في التصدي لهم، لكن من دون أن يوقع أيّاً منهم بالضربة القاضية التي اشتهر بها روبرتو دوران. فيلم مؤثر ومليء بالانفعالات رغم أنه لا يخرج عن الاطار التقليدي، لكنه ينجح في استعادة محطات إنسانية مؤثرة من حياة دوران ونشأته في باناما التي تعاني الفقر والأمية والهيمنة الأميركية. كما يتفوق لجهة تقديم الأحداث من خلال حبكة تشبه أفلام الأكشن والتشويق، مع تصوير دينامي وحماسي للمباريات التي ستزيد نسبة الأدرينالين في عروق المشاهدين، سواء أكانوا من هواة الملاكمة أم لا. أما ضربة القوة القاضية بالنسبة إلى هذه السيرة الآسرة، فهي حتما الكاستينغ النجومي، بدءاً بروبرت دونيرو الساحر (رغم سنه المتقدمة) والمقنع والمؤثر كثيرا في دور مدرب يعشق المهنة ويعامل الملاكمين كأولاده، وانتهاء بالكاريزماتيكي ادغار راميرز الذي يسرق الأضواء بجاذبيته وحضوره الطاغي في مشاهده كلها، تماماً كجمال آنا دوارماس التي تؤدي دور زوجته. الاخراج دينامي وحركة الكاميرا خلال تصوير المباريات عديدة ومتنوعة ورشيقة، ترافقها موسيقى ملائمة وتسجيل صوتي متقن جعلنا نشعر أننا انتقلنا فعلا الى الحلبة.
الفيلم ابتداء من الخميس 1 أيلول في صالات امپير وغراند.