الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

يوم متوتر جدا في فنزويلا: اختبار قوة في الشارع بين المعارضة وانصار الحكومة

المصدر: "أ ف ب"
يوم متوتر جدا في فنزويلا: اختبار قوة في الشارع بين المعارضة وانصار الحكومة
يوم متوتر جدا في فنزويلا: اختبار قوة في الشارع بين المعارضة وانصار الحكومة
A+ A-

تخوض المعارضة والحكومة الفنزويلية اختبار قوة، اذ حشد كل منهما مناصريه في طرق العاصمة كراكاس، رفضا أو دفاعا عن الاستفتاء ضد الرئيس نيكولاس مادورو، في حلقة جديدة من الأزمة السياسية المستمرة من اشهر عدة.


وفي مواجهة تظاهرة "الحفاظ على كراكاس"، كما يسميها المعارضون للتيار التشافي، خرج مناصرو الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، الوريث السياسي للرئيس السابق هوغو تشافيز (1999-2013)، في مسيرة مضادة وسط العاصمة أطلقوا عليها اسم "الحفاظ على فنزويلا".


منذ ساعات الصباح الاولى، تجمع مئات شرق العاصمة، معقل المعارضة. وكتبوا على لافتات: "تغيير"، و"استفتاء الآن". وقالت آنا غونزالس (53 عاما) التي أمضت 12 ساعة في الباص: "إما نخرج للتظاهر، إما نموت جوعا. الحكومة لم تعد تخيفنا".


استيقظ سكان المدينة صباحا، فوجدوا الشرطة تطوّقها. وكتب متظاهرون يسكنون في المحافظات، على شبكات التواصل الاجتماعي، انهم مُنِعوا من الصعود الى الحافلات، في حين أقامت الشرطة حواجز لتنظيم الوصول الى كراكاس.


ونددت المعارضة باعتقال اثنين من رؤساء البلديات المؤيدين لها فجر اليوم وسط البلاد، فيما كانا يعتزمان التوجه الى كراكاس للمشاركة في التظاهرة. وندد زعيم المعارضة هنريكي كابريلس بتوقيف اجهزة الاستخبارات "اثنين من رؤساء البلديات فجرا، هما اورلاندو هيرنانديز وبيدرو لوريتو من ولاية غاركو". وكتب لوريتو على "تويتر": "انتهاكات النظام مستمرة (...) شرطة أراغا تحتجزنا من تسع ساعات بلا سبب".


ويتيح هذا اليوم المتوتر جدا للمعارضة ان تقيس مستوى الغضب في البلاد، وان تعرف حجم انصارها، لانها لم تتمكن خلال دعوات سابقة الى التظاهر، من حمل الناس على النزول بكثافة الى الشارع. ومرد هذه المشاركة الضعيفة، وفقا لخبراء، خشية الناس على سلامتهم بسبب الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة، في بلد يشهد اكبر قدر من اعمال العنف في العالم.


ففي العام 2014، أسفرت تظاهرات معارضة للحكومة عن 43 قتيلا ومئات الجرحى. وتواجه فنزويلا انكماشا اقتصاديا ناجما عن انهيار اسعار النفط الذي يؤمن 96% من العملات الاجنبية. وبلغ النقص في المواد الغذائية والادوية، بسبب عدم توفر الدولار لاستيرادها، مستوى غير مسبوق. ويقول معهد "داتاناليسيس" ان النقص يناهز 80%.


والى هذا الوضع، تضاف ازمة سياسية ومؤسساتية منذ فوز المعارضة في الانتخابات النيابية اواخر 2015. فمن اشهر، يطالب المعارضون للتيار التشافي بإجراء استفتاء لاقالة مادورو سنة 2016. وتهدف هذه التظاهرة الى تكثيف الضغوط على الحكومة لتسريع آلية الاستفتاء.


وكشفت السلطات الانتخابية مطلع آب عن مواعيد تجعل من الصعب تقريبا تنظيم استفتاء هذه السنة، فجنبت بذلك الحزب الاشتراكي الحاكم احتمال اجراء انتخابات مبكرة.


وتتهم المعارضة المجلس الوطني الانتخابي بمحاباة السلطة. والمرحلة الاخيرة الضرورية، قبل تنظيم الاستفتاء- اي جمع 4 ملايين توقيع في غضون 3 ايام- لن تحين في افضل الاحوال الا "اواخر تشرين الاول" من دون مزيد من الايضاحات. ثم يتاح للسلطات نحو شهر للتحقق من التواقيع. واذا صدقت عليها، فينظم الاستفتاء في الايام الـ90 التالية.


وتعد مسألة المواعيد اساسية. فإذا أجري الاستفتاء قبل 10 كانون الثاني 2017 وتكلل بالنجاح، كما تتوقع استطلاعات الرأي، تجرى انتخابات جديدة. لكنها اذا اجريت بعد هذا التاريخ واقيل الرئيس، فمن الممكن ان يحل محله نائبه.


ويقول مكتب فينيبارومترو ان 64% من الناخبين سيصوتون ضد نيكولاس مادورو. واعتبر زعيم المعارضة انريكي كابريليس الذي يتوقع مشاركة زهاء مليون شخص في مسيرة المعارضة اليوم، ان الحكومة "يائسة" و"خائفة" من مستوى الحشود.


واكد خيسوس تورالبا، المتحدث باسم المعارضين للتيار التشافي المجتمعين في تحالف "لقاء الوحدة الوطنية" (وسط يمين)، ان وقت "التغيير حان لأن الشعب يريد التصدي للجوع والتسيب الامني ونقص الادوية".


وهدد مادورو الذي يتهم المعارضين للتيار التشافي بالتخطيط "لانقلاب"، غداة اقالة ديلما روسيف (الرئيسة البرازيلية السابقة)، بسجن قادة المعارضة اذا حصلت اعمال عنف اليوم. وقال: "سواء بكوا ام صرخوا، سيذهبون الى السجن". وكان هدد مساء الاربعاء برفع الحصانة عن بعض النواب "للتصدي لكل الانشطة الانقلابية".


في الايام الاخيرة، اوقفت السلطات قائدين معارضين آخرين هما يون غويكوشا المتهم بنقل متفجرات من اجل التظاهرة، وكارلوس ميلو.
من جهة اخرى، اعيد الرئيس السابق لبلدية كراكاس المعارض دانيال كيبالوس الى السجن، بتهمة التخطيط للفرار والاعداد لأعمال عنف. والمؤشر الآخر الى هشاشة الحكومة، هو طرد عدد كبير من المراسلين الاجانب الذين وصلوا الى فنزويلا لتغطية التظاهرة، بينهم اثنان من صحيفة "لوموند" الفرنسية.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم