"فتحتُ باب السيارة لمعاينة جروحي فوجدتُ دماء تسيل"... مشاهدات لحظة انفجار كسارة

أنهى المهندس نزيه شلهوب عمله في منطقة مكسة، استقلّ سيارته وقصد منزله في #زحلة لتناول الغداء كالعادة، لكن هذه المرة لم يتمكن من الوصول بعدما غيّرت عبوة وضعت عند مفترق "أفران شمسين" في كسارة وجهته الى مستشفى تل شيحا، حيث استقرّ "بُرغي" تطاير منها في رجله، ما أجبره على الخضوع الى عملية لانتزاعه.
"كانت الساعة نحو الأولى بعد الظهر، على الطريق الذي اعتدت يومياً المرور فيه، وصلت الى مفترق أفران شمسين الضيق، توقفت قليلاً لمرور السيارات المتجهة نحو شتورا، كانت ثمة زحمة سير، وبعدما مرّ فوج من السيارات أقلعت بسيارتي لتجاوز المفترق، حتى انفجرت العبوة"، بحسب ما قاله شلهوب لـ"النهار". وتابع " لم أعِ شيئاً بادئ الأمر، اعتقدت أن شاحنة صدمتني من الخلف، لكن عند رؤية الدخان وتصاعد الغبار علمتُ أن الموضوع اكبر من ذلك، فتحت باب السيارة لأنزل منها، فشاهدت امرأة متوفاة إلى جانبها، عندها أقفلت الباب والدماء تسيل من رجلي وزجاج السيارة محطم وقدت نحو مئة متر كي أبتعد عن المكان، لكوني تأكدت أن ما وقع انفجار".

نساء وجروح
ركن شلهوب (55 عاماً) والأب لولدين، السيارة لمعاينة جروحه، وكما قال: "الأضرار كانت في رجلي، مع جروح بسيطة في يدي ووجهي، بعدها حضرت سيارة إسعاف فيها ثلاث نساء جروحهن طفيفة ونقلتني الى مستشفى تل شيحا". لا يزال نزيه، الذي يحمد ربّه على بقائه على قيد الحياة، يرقد في المستشفى لتلقي العلاج إذ يتململ من وضعنا الميؤوس منه قائلاً "كفانا خراباً وقتلاً، كل فترة نشهد عبوة هنا وعبوة هناك، وأبرياء يدفعون الثمن دماء، نتمنى أن تصبح لدينا دولة تستطيع إحلال السلام".

"برغي" في اليد
"برغي" آخر تطاير من العبوة واستقر في يد نور الخطيب (سنتين ونصف السنة) ابنة تمنين التحتا، والتي ترقد في المستشفى اللبناني- الفرنسي، حيث قالت خالتها "النهار" بأن وضعها الصحي "جيّد وقد نزع البرغي من يدها بعدما خضعت لعملية امس"، لافتةً إلى أنها " كانت في طريقها مع عائلتها لشراء ملابس العيد من شتورا قبل أن يقع التفجير الارهابي الذي أصابها وخالتها التي تعرضت لرضوض في ظهرها".
حصيلة العبوة التي قدرت زنتها بـ 4 كيلوغرامات من المواد المتفجرة محشوة ببراغٍ وحديدٍ، ومجهزة للتفجير من بعد، زرعت عند طرف مستديرة سعدنايل - كسارة، على الاوتوستراد الدولي زحلة – شتورا، وهو أحد مداخل المدينة. حصيلة انفجار كسارة قتيلة و 10 جرحى، أما استهدافاتها فبقيت غامضة تخضع للتكهنات. القتيلة هي تركية بيضون من الجنسية السورية التي نقلت الى مستشفى شتورة، في حين توزع الجرحى على مستشفيات المنطقة قبل أن يغادر معظمهم لكون إصابتهم طفيفة.
الى المستشفى اللبناني- الفرنسي تم نقل بنين الخطيب، نور الخطيب، حنين نصار، أما الى مستشفى تل شيحا فنقلت خلود طعمة، انطوانيت غاجر، نزيه شلهوب، ريتا شدياق، والى مستشفى خوري: جوي الحلو، إيميه الحلو، صباح صوفا.