السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

إقالة روسيف لم تشكّل تسوية للأزمة... و"سيكون هذا صعباً"

المصدر: (أ ف ب)
إقالة روسيف لم تشكّل تسوية للأزمة... و"سيكون هذا صعباً"
إقالة روسيف لم تشكّل تسوية للأزمة... و"سيكون هذا صعباً"
A+ A-

جاءت اقالة #ديلما_روسيف من رئاسة #البرازيل بمثابة خاتمة مرتقبة لصراع مرير على السلطة استمر لاشهر طويلة، لكن من دون ان تشكل تسوية للازمة السياسية التي يشهدها هذا البلد.


واذ نددت روسيف بـ"انقلاب برلماني" وتوعدت بمعارضة شرسة "للحكومة الانقلابية" الجديدة برئاسة خلفها ميشال تامر، صور رد فعلها بصورة واضحة ان هذا اليوم التاريخي الذي شهد اقالتها في البرلمان ليس خاتمة للازمة.


ولم يكن هذا الحدث سوى الحلقة الاخيرة من الفصل الاول ضمن مسلسل سياسي لن ينتهي قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة عام 2018.
فما هي السيناريوهات التي قد تحملها المحطات المقبلة؟


من المرجح رغم ما اظهرته من صمود وتصميم، ان تنسحب ديلما روسيف من الحياة السياسية بعد هزيمتها لتتقاعد في سن الـ68.
لكن ان كان اعضاء مجلس الشيوخ صوتوا بغالبية ساحقة على اقالتها، الا انهم لم يحرموها من حقوقها المدنية مثلما كانت تخشى اذ نددت مسبقا بـ"عقوبة اعدام سياسي".
ويبقى بالتالي في امكانها الترشح لشغل مقعد في مجلس الشيوخ او مجلس النواب، غير انه لن يكون بوسعها الترشح للرئاسة عام 2018، بعدما شغلت المنصب الرئاسي لولايتين متتاليتين، وهو الحد الذي يسمح به القانون.
وحذرت الاربعاء "هذا ليس وداعا".


خرج نائب الرئيسة الوسطي المتكتم منتصرا من الجولة الاولى من الازمة.
وانتظر ميشال تامر اللحظة الاشد عزلة وضعفا لديلما روسيف ليسرع سقوطها في الربيع، ويخلفها باسهل وسيلة حتى العام 2018.
غير ان انتصاره قد يكون قصير الامد نظرا الى نقاط ضعفه هو نفسه.
فشرعيته تطرح اصلا تساؤلات على الصعيد الدستوري، وهو في موقع ضعيف بسبب الجدل حول كيفية وصوله الى السلطة وصفات "الخائن" و"المتآمر" و"الانقلابي" التي اطلقتها عليه ديلما روسيف.
وما يزيد من هشاشة موقعه ان رجل الجهاز السياسي غير المعروف كثيرا من البرازيليين يعاني من شعبية متدنية بقدر شعبية روسيف.
ثم انه يواجه مع حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية الذي ينتمي اليه فضيحة بتروبراس، المجموعة النفطية العامة، وتبعاتها الخطيرة.
وورد اسمه هو نفسه في عدة تهم بدون ان يؤدي ذلك حتى الان الى عواقب قضائية.


وفي ظل هذه الظروف الصعبة، اقر ميشال تامر نفسه الاربعاء ان امامه "سنتين لاعادة وضع (البلاد) على السكة" فيما تشهد اسوأ انكماش اقتصادي منذ عقود.


وقال: "سيكون هذا صعبا"، محددا اولوية له خفض البطالة التي تطاول 11,8 مليون برازيلي.
ويمكنه الاعتماد حاليا على غالبية متينة في البرلمان وعلى تاييد اوساط الاعمال.
وتعهد تامر بتصحيح مالي صارم وبالشروع في تطبيق اصلاحات غير شعبية لنظام التقاعد ولقانون العمل.
فهل يحسن الحفاظ على لحمة ائتلاف نيابي تشكل بدافع الضرورة حول هدف مشترك هو اطاحة ديلما روسيف، من اجل ان يحمل البرازيليين على تقبل هذه التدابير الصارمة؟


انه سؤال يبقى مطروحا بدون اجابة، اذ ان حزب تامر سيقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية عام 2018 لاول مرة منذ 1994.
وسعيا منه لمهادنة حلفائه الجدد في الحزب الاشتراكي الديموقراطي البرازيلي، الحليف التاريخي لحزب العمال، وعد بانه لن يترشح هو نفسه للرئاسة.
وبعد اربع انتخابات رئاسية خسرها الحزب الاشتراكي الديموقراطي البرزايلي على التوالي مقابل حزب العمال، يعتزم هذا الحزب من وسط اليمين الفوز في الانتخابات المقبلة ولا ينوي السماح لمرشح تامر بالتفوق عليه.


الى يسار الساحة السياسية البرازيلية، فان حزب العمال بزعامة ديلما روسيف ومرشدها في السياسة الرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا لا يحلم حاليا بانتخابات 2018، وقد اضعفته 13 سنة في السلطة وانهكته فضائح فساد.
ويركز الحزب اهتمامه في الوقت الحاضر على ضمان استمراريته، فيحاول كبداية الحد من الاضرار في الانتخابات البلدية في تشرين الاول، حيث يخشى هزيمة تاريخية.


وهو الان تحرر من اعباء الرئاسة، مع الانتقال الى المعارضة حيث يراهن على فشل ميشال تامر في سدة الرئاسة، ولن يتردد في استغلال الاستياء الاجتماعي الناجم عن التدابير التي ستتخذها حكومة تامر، وسيحاول فتح جبهة اجتماعية من خلال حراكه النقابي.


لكن اي مرشح ما زال بوسعه تقديمه عام 2018؟ فلم يحسن الحزب تجديد صفوفه، ويبقى لولا المرشح الوحيد الجدير بالمصداقية.
غير ان التهم الموجهة الى لولا في فضيحة بتروبراس تهدد جديا بمنعه من العودة الى العمل السياسي.
لكن يبقى انه على الرغم من مشكلاته مع القضاء، ما زال لولا يتصدر نوايا التصويت في الدورة الاولى من انتخابات رئاسية.
ويبقى على الرغم من ضعف موقفه الخصم الانتخابي الذي يخشاه اليمين ويحاول القضاء عليه بكل الوسائل بما في ذلك الوسائل القضائية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم