الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الرابية تفصل بين الترتيب والتخدير رئاسياً الأولوية لانتخاب الرئيس والحرص على الميثاقية

ألين فرح
الرابية تفصل بين الترتيب والتخدير رئاسياً الأولوية لانتخاب الرئيس والحرص على الميثاقية
الرابية تفصل بين الترتيب والتخدير رئاسياً الأولوية لانتخاب الرئيس والحرص على الميثاقية
A+ A-

يتمسّك العماد ميشال عون بالشريك السنّي القوي في السلطة، ويصرّ على الحفاظ على الطائف وعدم تغيير النظام، مما يجعله، أي عون، ضامناً للنظام، أو الممر الإلزامي إذا ما أراد الأفرقاء السياسيون الميثاق والدولة القوية. وبالتالي عندما ينفي هذا الشريك او سواه صفة القوي عنه بمعايير التمثيل الصحيح ويحجب عنه الشراكة الفعلية في المجلس عبر قانون انتخاب عادل وفي الحكومة، ففي الرئاسة من حق عون أن يطرح مصير النظام.


وفق المعلومات ان الخطى متسارعة رئاسياً، أي إما رئاسة وإما استخلاص العبر نهائياً بأن المكوّن المسيحي لن يكون يوماً قوياً او مشاركاً في النظام. فالطمأنة شيء والتخدير شيء آخر، والرابية فصلت نهائياً بين الطمأنة والتخدير وبلغت مرحلة التمييز القاطع بين الترتيب والتخدير. وأي شيء يصلها اليوم من الفريق "المستقبلي" ولا سيما من رئيسه سعد الحريري، الذي اعتبره السيد حسن نصرالله، بطريقة أو أخرى، ضلعاً من التركيبة الثلاثية الحاكمة القوية، ويقع في خانة التخدير، أي تقطيع الوقت حتى آجال غير مفقوهة وغير ثابتة، مرفوض في الرابية. أما إذا أتاها قرار أو ترتيب ما فتعتبر أنها تسلك المسلك الصحيح، أي مشروع الرئاسة، وتصبح تالياً المسائل التقنية مواكِبة للاستحقاق السريع وليست ممهدة له.
وفي السياق الرئاسي، فإن السلة المتكاملة التي يتكلم عليها الرئيس نبيه برّي "أعطوني سلّة وخذوا رئيساً"، يبقى وجهها وأولويتها الرئاسة، وفق مؤيدين للعماد عون، مع التمييز بين موقف "التيار الوطني الحر" وموقف "المستقبل" من ان هذه الرئاسة لن يكون ثمنها السلة، بل على أساس أن يتم التفاهم، أقله على قانون الانتخاب، أي النظام الانتخابي وتقسيم الدوائر. عندئذ يصبح رئيس الجمهورية ضامناً لإصدار قانون الانتخاب هذا، وإجراء الانتخابات النيابية في ضوئه، كما يكون ضامناً للسلطات التي أنشأها الطائف ولم تستحدث بعد، ولحسن سير عملها، كما للقوانين الأساسية الأخرى كاللامركزية الإدارية الموسعة وانتظام قطع الحساب والموازنة. وبقدر ما يحرص العماد عون على حكم الأقوياء إنقاذاً للبلاد على جميع الصعد، يحرص أيضاً على استكمال تطبيق الطائف لتحصين الوحدة الداخلية.
ويرى مناصرو الميثاقية التي ينادي بها العماد عون، أن الردود السلبية على مسألة الميثاقية وتحريفها عن مسارها ومغزاها الحقيقي، أريد منها أن تكون من خلال موضوع قيادة الجيش لغماً سياسياً جديداً على طريق العماد عون الرئاسية. "لكن على جاري عادته أخذ العماد عون اللغم وفككه، بعدما عرف تفاصيل جمعه، لأنه اعتبر ان الميثاقية اكثر من مجرد لغم يستهدفه أو يستهدف طريقه الرئاسية، ذلك أن انفجاره يفجّر الوطن، مما يجعله حريصاً على الميثاقية أكثر من أي وقت مضى... في انتظار الأجوبة وما ستستفر عنه جلسة الحوار المقبلة وجلسة انتخاب الرئيس، وصولاً الى 13 تشرين".
ولمن يشكك في دعم "حزب الله" لحليفه الاستراتيجي، ثمة تشديد على أن العماد عون يعوّل على استراتيجية العلاقة مع "حزب الله"، وعلى قيام الحزب بكل ما هو استراتيجي للحفاظ على قوة هذه العلاقة وزخمها، لأنها علاقة عابرة للحسابات السلطوية الضيقة. وفي الوقت عينه لا يمكن الحزب بأي شكل أن يهمل الشراكة الوطنية، بدليل ما صدر في الأيام الماضية من مواقف عن مسؤولين في الحزب، لناحية اعتبارهم تهميش "التيار الوطني الحر" تهميشاً للمكوّن المسيحي بأكمله. وبالتالي لا يشك عون لحظة في أن "حزب الله"، الذي يعي هذه الثابتة، سوف يبادر من جهته أيضاً الى تفكيك الألغام، إن وجدت، على الطريق الرئاسية، خصوصاً اذا كان حجم هذه الألغام من العيار الثقيل الذي يفجّر الصيغة. ومعلوم أن الصيغة شيء والنظام شيء آخر، وتالياً فإن أي نظام سياسي في لبنان لا بد أن ينطلق من صيغة العيش الواحد تحت سماء واحدة.
أما الحوار، فالمهم أن يبقى فيه متحاورون، وبقاء المتحاورين رهن بأن يبقى فيه موضوع يستأهل الحوار، فأي موضوع أهم من إعادة تكوين السلطة على أسس ميثاقية، بدءاً من موقع الرئاسة الأولى مروراً بمجلس النواب وانتهاءً بالحكومة؟


[email protected]
Twitter: @aline_farah

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم