الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ماذا سيقول نبيل الجسر لنواب المتن اليوم عن مطمر برج حمود؟

مي عبود أبي عقل
ماذا سيقول نبيل الجسر لنواب المتن اليوم عن مطمر برج حمود؟
ماذا سيقول نبيل الجسر لنواب المتن اليوم عن مطمر برج حمود؟
A+ A-


تجتمع اليوم "لجنة المال والموازنة النيابية" بحضور وزير الزراعة المكلف ملف النفايات أكرم شهيب ونواب المتن، للاستماع الى رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر لتوضيح الأمور والاجابة عن اسئلتهم في شأن مطمر برج حمود الذي توقف العمل فيه بقرار من البلدية وحزب "الطاشناق"، فيما تتراكم النفايات في الشوارع بفعل توقف "سوكلين" عن جمعها، نتيجة اعتصام حزب الكتائب في موقع التخزين. لكن الى متى؟ وما هو الحل؟


في 12/3/2016 أقر مجلس الوزراء "خطة معالجة وضع النفايات الصلبة المنزلية" بموجب القرار رقم 1، وتقوم على إقامة كواسر أمواج ومطمرين صحيين موقتين لمدة 4 سنوات في منطقتي برج حمود والغدير، وتوسعة معمل التسبيخ "سوكومي" ليستوعب 750 طناً/اليوم عوضاً عن 300طن/اليوم، وتطوير معمل الفرز في الكرنتينا. وأوكل تنفيذها الى مجلس الانماء والاعمار الذي اطلق المناقصتين وبدء الأشغال. الى ان فوجىء الجميع بموقفي الكتائب والطاشناق.
مصدر في بلدية برج حمود أوضح لـ"النهار" أن كمية النفايات الناتجة من المتن وكسروان وبيروت تبلغ 3000طن/اليوم، قسّمت بين موقفي برج حمود والكوستا برافا. يدخل 1200 طن الى معمل الفرز في الكرنتينا ، يدوّر منها 7-8% اي نحو 100 طن، الى 300 طن أخرى تذهب الى معمل "سوكومي" للتسبيخ. اذن، من اصل 1200 طن يخزّن في الموقف 800 طن، معالج منها 30% . وبعد 8 اشهر أي بعد تطوير معملي التسبيخ والفرز، سنستقبل فقط 20-30% من النفايات المشكّلة من العوادم.

الانماء والاعمار: لا تراجع
مصدر رفيع في مجلس الانماء والاعمار اكد لـ"النهار" أن "لا تراجع عن المناقصات. وقّعنا العقد واعطينا امر المباشرة. وهذه الخطة اقرها مجلس الوزراء، ونحن ننفذ قراراته. كل شيء كان واضحاً، من قرارات الحكومة، الى الاجراءات، الى العقود التي وقعت. أقرت الخطة على اساس إقامة مطمر صحي في برج حمود يستوفي الشروط العالمية، وهذا جزء لا يتجزأ من العقد". وعن اتهام المجلس بالمماطلة بالبدء بتنفيذ المطمر، أجاب: "الامر يتطلب اقامة السنسول اولاً، ووضع الصخور وتحويل المكان من مائي الى يابسة وتهيئته ليصبح مطمراً صحياً، لكن الكتائب منعوا الدخول منذ اليوم الأول. والطاشناق، عندما رأى ان النفايات تتراكم منذ 4 اشهر في الموقف بعد اقفال مطمر الناعمة، خافوا من جبل ثان وتحوّل المكان مكباً وليس مطمراً"، جازماً انه "في الوضع الراهن لا حل للنفايات سوى هذه الخطة، والاّ ستعوم الطرق بالنفايات. فأيهما افضل العوم بالنفايات او الطمر الصحي؟"


شهيب: القرار لهم
منذ البداية حسمها شهيب "اما المطمر واما النفايات"، مبدياً استعداده "للحوار والتشاور لايجاد حلول اخرى إذا وجدت، هذا بالبيئة، اما بالسياسة فالقرار لهم: اما خطة الحكومة للتخلص من النفايات لمدة 4 سنوات، وإما عودة النفايات الى الشوارع"، على ما اكده لـ"النهار". لكن ماذا لو أصر الكتائب على موقفهم؟ "يجب ان نقف على رأي القوى السياسية الاخرى وفاعليات المنطقة، وهم يفاوضون الكتائب". ونفى أن يكون "الطاشناق" يضغط بهذه الطريقة لاستكمال الخطة، "بل هم يحمون انفسهم لأنهم لا يريدون جبل نفايات جديداً عندهم. هم لا يرفضون ان يستقبلوها، لكنهم يريدونها بحسب خطة الدولة".
ولفت الى انه "لا يمكن العودة عن مناقصتي برج حمود والكوستا برافا، ولا خيارات اخرى لدينا، والاّ لكنا نجحنا بأحد الحلّين، الأول الذي كان يقوم على مطمر في عكار والسلسلة الشرقية الذي سقط ولم يتم التوافق عليه، والثاني غير العقلاني اي الترحيل وسقط ايضاً. لم يعد امامنا الاّ هذا الحل الذي لا نعتبره الأمثل بل أفضل الممكن راهناً". وماذا عن خطة انشاء معامل معالجة ومطامر صحية في كل منطقة واجريت مناقصاتها التي اجهضت ايضا، ألم تكن اسرع وأوفر؟. "انها مستمرة ومطلوبة، انما للمرحلة المستدامة التي تلي المرحلة الانتقالية. كذلك اطلقت مناقصات المحارق وتم تقويم الشركات الدولية التي تقدمت لشراء المناقصات". وأكد ان "بيروت ملتزمة خطة الحكومة مدة 4 سنوات لحين انشاء المحارق، وتجمع نفاياتها اليوم في المعامل".


الكتائب
الكتائب وحدهم في الساحة يصارعون الريح، خذلهم الجميع وفي مقدمهم نواب المتن وفاعلياته. ماذا يريدون بالضبط؟ وما الحل الذي يطرحونه؟
"يأتون بنفايات غير مفروزة للطمر، ويخيّروننا بين طريقتين نموت بهما إما بالفيروسات في الشارع وإما بالمكب"، على ما قاله عضو المكتب السياسي سيرج داغر لـ"النهار". نريد من الوزير شهيب أن يطبّق خطته التي تقوم على لا مركزية النفايات اولاً بحيث يعالج كل قضاء نفاياته. وهذا ما جربناه في 7 قرى بقيمة 30 ألف دولار، واستغرق انشاء المعمل 3 اشهر فقط".
مجلس الوزراء أكد في جلسته الاخيرة دعمه لشهيب، وأعطيت الاوامر بالتنفيذ والمباشرة بالعمل. فهل سيبقى حزب الكتائب في الطريق؟ يجيب داغر"نحن ايضا لن نتراجع . ليس طموحنا البقاء على الطريق، ونريد الوصول الى حل بيئي بأسرع وقت"، رابطاً القضية بالسياسة " هناك طبقة سياسية تموّل نفسها منذ 20 عاماً من ملف النفايات، ومهمتها اليوم عرقلة اي حل يتم التوصل اليه. لا يريدون الذهاب الى حل اللامركزية، بل الابقاء على المركزية التي تكمن في العودة الى "سوكلين" للمّ النفايات وجمعها، واقامة محرقة مركزية في بيروت وبيع حرق الطن بـ 140 دولاراً". لكن الوزير شهيب قال إن المعامل تدخل في اطار الخطة المستدامة حتى تكون البلديات قد تجهّزت. يرد "منذ سنة ونصف السنة قرر مجلس الوزراء انشاء اللجنة التي ترافق البلديات لاقامة الحل البلدي، اين هي؟ هل ساعدوا البلديات على وضع حل مستدام؟ هل اجروا مناقصات لمعامل فرز ومعالجة وبدأ العمل؟ لم يفعلوا شيئاً. ويسلمون المناقصات الى مجلس الانماء والاعمار الذي يضم ممثلي "المافيا" التي تعيشنا في الزبالة، ويضعون دفتر شروط على قياس "المقاول" الذي يعرفه الجميع ويربح كل المناقصات. هناك سوء نيّة. يقولون ان المعامل لديها القدرة على معالجة 300 طن/اليوم ، واليوم ينتج 700 طن/اليوم مواد عضوية، ما الذي يمنعهم من اعتماد دوامي عمل؟". وعن علاقتهم مع "الطاشناق" يؤكد "تفهم موقفهم وموقف البلدية. لحين ايجاد الحل لا يريد الطاشناق رمي نفايات وحصول جبلين. ايجاد حل للنفايات في لبنان ليس شأنهم بل هو مهمة الحكومة، والصراع ليس مع "الطاشناق" بل نحن واياهم نريد حلاً مستداماً وحماية المنطقة". وعن المشاركة في جلسة اليوم يقول: "لسنا منغلقين على اي نقاش. مجلس الوزراء كلف شهيب التفاوض مع المعترضين ولم نره يفاوض احداً".


الطاشناق والبلدية
ماذا يعني قرارالطاشناق وبلدية برج حمود التوقف عن استقبال النفايات؟ هل هو للاحتجاج على تحرك الكتائب ام ماذا؟ يجيب نائب الأمين العام للحزب افيديس كيدانيان أن "موقفنا هو نتيجة كل الحقبة التي حصل فيها تواصل وتوصل الى حل بموضوع النفايات حين قبلنا ان نستقبل لفترة مرحلية تبلغ 4 سنوات نفايات بكمية 1200 طن/ اليوم واقامة مطمر في برج حمود. والهم الاساسي لدينا كان ازالة جبل النفايات الموجود على شاطىء المنطقة نتيجة المكب قبل 1997. وقلنا للحكومة ان ما يهمنا هو ان تسير كل المراحل بالتوازي، وقبلنا ولمرحلة قصيرة ايضاً، أن يوضب القسم الباقي من النفايات بعد الفرز والتسبيخ، ويوضع في موقف على شاطىء برج حمود قرب المطمر الذي كان بدأ تنفيذه، لحين انشاء اول خلية في المطمر. وتوقف العمل بالخلية يعني انه لم يعد بامكاننا استقبال النفايات، كي لا يصبح لدينا جبل ثان، ونحن لا نعرف مصير المطمر والى اين ستصل الأمور. وقلنا للجميع، صحيح انكم اوقفتم المطمر لكنكم تابعتم وضع النفايات في برج حمود، والنتيجة البيئية اكبر من المطمر في حال استكمال العمل فيه". وعن التنسيق مع شهيب يجزم: "نحن لا ننسّق مع احد. عندما توقف المشروع بسبب اعتراض بيئي او كتائبي او غيره، قلنا لن نستقبل نفايات، وعندما يحلون مشكلاتهم ويتفقون على صيغة أو حل اكيد ومستدام، نعود، وبانتظار ذلك تبقى النفايات على الطرق. موضوعنا لا علاقة له بأحد، بل بتنفيذ اتفاق بالشكل المفروض او عدم تنفيذه لكي نوقفه".
من ناحية ثانية، ولكي لا يبقوا اسرى المواقف، اجتمع رؤساء بلديات المتن السبت، اول من امس، واتفقوا على انشاء معمل لفرز النفايات في منطقة نهر الموت، لكن مع تأكيدهم ان لا مخرج للازمة الحالية الاّ بفتح مطمر برج حمود.


[email protected]
Twitter:@mayabiakl

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم