السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

نوال برّي وغضب المراسل المزاجي: "لم أُخطئ"

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
نوال برّي وغضب المراسل المزاجي: "لم أُخطئ"
نوال برّي وغضب المراسل المزاجي: "لم أُخطئ"
A+ A-

يُرجى ألا تكرّس #نوال_برّي بسلوكها، مدرسة المراسل المزاجي. أي المراسل الذي يتناسى الهواء والمُشاهد والكاميرا ويرى الحدث من زوايا عاطفية. ويُرجى ألا تسيطر الحماسة على النفوس وتغلبها، فيتحوّل المراسل من حالٍ يُفتَرض أنّها عامة إلى المحدوديات والمزاجية والتهوّر.


لنوال برّي ألا يروقها جوّ شبان #الحراك_الشعبي في ذكراه الأولى، كما قد لا تروق مراسلٌ ثلوج ظهر البيدر وصقيعه، أو التغطية وسط روائح النفايات ومآسي الموت وجنون الأمم. لكنّ الأمزجة شيء والنقل المباشر شيء آخر. لا يلتقيان ولا يُفتَرض. وإن التقيا- كما حدث مع برّي أثناء تغطيتها تحرّك الشبان الاثنين في رياض الصلح- غَلَب ضيقُ الصدر بُعدَ النظر، وحوَّلت المسألةُ نفسَها وجوديةً- شخصية، تستدعي الغضب الساطع. أو هكذا تراءى لبرّي فتصرّفت باضطراب، واصفة مَن خلفها بـ"الزعران"، مُنسحبةً من أمام الكاميرا تحت تأثير الأعصاب المحروقة.


 [[video source=youtube id=0M08ruBMzSs]]


 لم تجد جيسيكا عازار ما تعتذر عنه سوى "رداءة الصوت". أوفدت "أم تي في" برّي لتغطية ما يجري على أرض رياض الصلح بعد عام من الحراك وشعاراته، لكنّ الجوّ لم يُعجِب المراسلة فانقضّت عليه، رافضة نقله لأنّه، ربما، على نشرات الأخبار ألا تنقل "استفزاز" الشارع إن لم يناسب المراسل، أو الهتاف إن لم يكن على قياسه. ولعلّ البعض تقصّد "الاستفزاز" رابطاً اسم برّي بالسياسة وزعمائها، وهذا قد يحدث، ككلّ انفعال في لحظات النقل المباشر، لكنّ المراسلة لم تتحمّل وضعيات خارج "الاتيكيت". هنا، يعود "اتيكيت التظاهر" عبر برّي، وتعود مواقف الضحك والهزء. لا يمكن ضبط الشارع من محتواه، لكن اللحظة المُحرِجَة قد تُضبط حين يغلب الوعي الزلّات. تحتاج برّي شَدَّ عود ليكتمل النضوج في مسألة التعامل مع الأرض، فالوقت قد يُبعد عن المراسل انطباع المراهق. الاستفزاز في كلّ مطبّات المِهن، والمضايقات واردة ضمن المكاتب المغلقة وصالونات المنازل، فكيف بالشارع وهو فسحة التناقض والصرخة وتعمُّد تسجيل موقف؟ إطلاق وصف "الزعران" على المتجمّعين، والتعالي على سلوكليات شارع كُلِّفت بنقل صرخاته، إساءة فهم لمهمّة الصحافي على الأرض. برّي شَخْصَنت العام وبالغت في التوتّر، فلطَّفت هفوات الحراك مقارنة بمزاجية هفوتها.


"لم أخطئ"


تُخبرنا برّي بأنّها ستُكرّر ما فعلت لو عادت إلى لحظة رياض الصلح. تتحدّث عن "استفزاز شخصي" بدأ قبل الهواء وتقصّد المَسّ بها، و"جوّ من الشتائم والضرب المُتبادل بين الشبان" سَلَب منها راحتها. في رأيها، استغلال موقف "فايسبوكي" لها كتبته العام الماضي، وتكراره على شكل هتافات، "إهانة شخصية غير مسموح بها". نسألها أين الشخصي في الأمر، وألا تقتضي المهنية تحمّل الضغط حتى إكمال الرسالة وإحاطة المُشاهد بما يجري؟ لا توافق، في اعتبار أنّ "الصحافي أيضاً يغضب"، وتتابع: "لن أفتح الهواء للسخرية عليّ. لستُ طفلة ولن أقبل بذلك. مراراً، واكبتُ تظاهرات الحراك وتقبّلتُ كلّ الآراء، وإن مسَّت الرئيس نبيه برّي. ليس هذا قصدي من ردّ الفعل وقطع البثّ. مسّوني شخصياً باسم عائلتي ومقتنعة، كما مؤسستي، بتصرّفي، فأنا لم أخطئ".


وشبان الحراك، متى أصبحوا "زعراناً"؟ تجيب بأنّها لطالما كانت مع الشعب وستبقى، "وإنما هؤلاء لم يأتوا لإحياء الذكرى وأهدافها، ولا شأن لهم بشبان الحراك الذين أحترم. سجّلتُ موقفاً ليعلم الجميع أنّ نوال برّي ليست سخرية أحد".


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم