الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"التيار" يخوض مواجهة لـ"إنقاذ النظام وحسن تطبيقه"

ألين فرح
"التيار" يخوض مواجهة لـ"إنقاذ النظام وحسن تطبيقه"
"التيار" يخوض مواجهة لـ"إنقاذ النظام وحسن تطبيقه"
A+ A-

يكتفي قياديو "التيار الوطني الحر" بالاستماع الى التعليقات بشأن شكل المواجهة التي ينوون القيام بها، وبأن تهديدهم لن يوصل الى أي نتيجة، من دون أي تعليق أو ردّ. بالنسبة الى "التيار"، هذه المرة لا تشبه سابقاتها، والمعركة معركة دور ووجود للمكون المسيحي، وهي تبدأ باستعادة دور المؤسسات.


لن يتوانى "التيار" عن هزّ عمل الحكومة المهزوزة أصلاً. موقفه المبدئي من ضرورة اجراء تعيينات في كل المراكز الأمنية لن يتغيّر، وتأجيل تسريح اللواء محمد خير أعطى "التيار" فرصة ذهبية وحجّة قوية للقول إن التصعيد سيكون متدرجاً، بدءاً بالمخالفة الدستورية والقانونية في تأجيل تسريح القادة الأمنيين، وصولاً الى ما يقال عن تبعثر حظوظ الرئاسة وعدم احترام الميثاق والدستور وقرار غالبية المسيحيين وتغييب الشركة الوطنية.
المشكلة إذا لم يذهب "التيار" في خياراته الى النهاية. في هذا الصدد يقول مصدر في "تكتل التغيير والاصلاح" ان "ثمة خيارات قد تكون ضرورية إذا ما أردنا إزالة ورقة العري عن النظام الذي تمّ الانقلاب عليه من أهل النظام، فلا بد من صدمة كهربائية لا تقتل المريض لكنها توقظ كل حواسه. وتالياً لا بد من صدمة تؤدي الى مرحلة انقاذ والبحث عن سبل تطبيق الطائف والذهاب الى دستورية السلطات وميثاقيتها والمواقع والشركة بالكامل وكسر التسلّط المفروض. فشكل المواجهة تحددها الرابية وتبحث في اجتماع "التكتل" اليوم الثلثاء، والاتجاه أن تبداً بمقاطعة وزيريها جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل كجرس انذار".
يرفض المصدر مقولة ان كل المعارك التي خاضها "التيار" كانت خاسرة، "هذا الاتهام لم يعد تكبير حجر. هذه المرة لا يمكن أن تتسم أي معركة بهذا الوصف لأنها الآن على الدور والوجود المسيحيين ولا يمكن وصفها بالفشل. فالمعارك ذات الطابع السلطوي يمكن أن تكون خاسرة، لكن معركتنا مبدئية، وثمة تزاوج ومواءمة للمرة الأولى بيننا وبين مبدئية معركتنا وبين المسلمات والثوابت الوطنية ومكونها والنظام، وإلا نكون أمام خسارة الوطن وخسارة مكوّن بأكمله. الآن بيدنا انقاذ الصيغة، والخسارة تسجل على البلد ككل وعلى مفهوم الدولة والوطن الواحد وليس على التيار".
لا يرى "التيار" أنه سيبقى وحده في المواجهة، فللحلفاء دور أيضاً حتى وإن لم يكن في طريقة مباشرة وعلنية. في اعتقاد المصدر أن "القوات اللبنانية"، التي عقدت اتفاقاً مع العماد ميشال عون تضمّن نقاطاً تشكل مشروعاً رئاسياً وطنياً، لا يمكنها أن تكون بعيدة من أي تحرك يتعلق بالصيغة والدور والوجود المسيحي، أو أن تكون في غربة مطلقة عن مكوّنها. وهذا المكوّن المسيحي قدره أن يدافع عن لبنان وصيغته ووحدته وتميزه وتنوعه في هذا الشرق القاحل، مع فارق ان "حزب الله" ينظر الى هذا الدور على أنه المنقذ، وبالتالي لا يمكن أن يكون بعيداً منه، لأنه لا يستطيع أن يقوم به تفادياً للوقوع في مستنقع الفتنة السنية – الشيعية، وإلا يتمّ تحويل عنوان المعركة الى مؤتمر تأسيسي وتغيير نظام، فيبقى خلف "التيار" داعماً وليس في الصفوف الأمامية، "ولا نريده في الصفوف الأمامية، لأننا نحرص على عدم توريطه في الفتنة"، وفق المصدر في "التكتل".
أما في الرئاسة فلا شيء حتى إشعار آخر، وهذه الأجواء تحديداً تذهب دائماً في اتجاه واحد: المملكة العربية السعودية، فهي ما زالت تبحث عن ورقة رابحة في الشرق، طالما أنها لم تذهب الى خيار تبني مبادرة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهو طرف في الصراع، ليستنتج مؤيدو "مبادرة" نصرالله أن السعودية لا تعتبر أن وصول الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة يشكّل تعويضاً لها أو ورقة رابحة. وتالياً، يسألون: أين السعودية من تبعثر أجنحة "المستقبل" بين الحريري والسنيورة والمشنوق وريفي؟ ليختموا: "من ليس قادراً على بت الخلاف المستقبلي في البيت الأزرق، يستطيع أن يفرض رئيسا للجمهورية ورئيسا للحكومة؟".


[email protected]
Twitter: @aline_farah

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم