الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تفاصيل الأيام البيئية لمهرجانات القبيات... والإعلان عن مشروع المنتزه الوطني لأعالي جبال عكار

المصدر: "النهار"
عكار- ميشال حلاق
تفاصيل الأيام البيئية لمهرجانات القبيات... والإعلان عن مشروع المنتزه الوطني لأعالي جبال عكار
تفاصيل الأيام البيئية لمهرجانات القبيات... والإعلان عن مشروع المنتزه الوطني لأعالي جبال عكار
A+ A-

واكبت الأيام البيئية التي امتدت على مدى عشرة ايام متتالية، نشاطات مهرجانات القبيات السياحية، حيث تم وبتنظيم واشراف من مجلس البيئية في القبيات برئاسة انطوان ضاهر تنظيم العديد من الانشطة البيئية التي تضمنت رحلات مشي وسط غابات للتعرف على طبيعة هذه المناطق الجبلية وما تختزنه من جمالات طبيعية (غابات وينابيع) ومواقع اثرية وتراثية.


وقدم ضاهر في هذا السياق عرضا مفصلا لمجريات هذه الايام بالقول: "ان المنطلق الأساسي للفكرة كان القاء الضوء على الدور الرئيسي الذي باستطاعة طبيعة عكار تأديته في مجال التنمية المستدامة، إن عرفنا كيفية المحافظة عليها بيئيا وأن ندخلها في الدورة الإقتصادية من دون أن نعبث بها ونستهلكها بشكل يؤدي إلى تخريبها كما حصل، ويا للأسف، في كثير من المناطق اللبنانية".


وشرح ضاهر مسار هذه الايام البيئية المواكبة للمهرجانات: "استهلت نشاطات المهرجانات هذه السنة برحلة على الدراجات الجبلية شارك فيها ستون دراجا من كل الفئات العمرية ومن الجنسين، وذلك من أعالي غابة كرم شباط 1800م. نزولا إلى ساحة القبيات 550 م. قاطعين مسافة 15 كلم، مرورا بغابات الشوح الكيليكي والأرز واللزاب في الأعالي ثم في الصنوبر البري في غابة المرغان القريبة من البلدة. وكانت محطات توقف فيها الدراجون على الدمار الذي تخلفه الكسارات المخالفة في الطبيعة السمحاء والتلوث المتأتي من قوافل الشاحنات وما ينتج عنها من تخريب للطرقات وتهديد للمواسم الزراعية والسياحية".


اما اليوم الثاني فتضمن رحلة سير على الأقدام، شارك فيها قرابة الـ100 شخص اتوا من مختلف المناطق اللبنانية، إنطلاقا من بوابة القموعة مرورا بحفة عكار المطلة على بلدة عكار العتيقة وتحية من المشاركين للبلدة التي اختارها اللبنانيون كأجمل ضيعة لبنانية لهذه السنة. من هناك سار المشاركون على "طريق الانكليز"، وهي درب شقها البريطانيون في الحرب العالمية الأولى لقطع الأشجار المعمرة ونقلها الى الساحل من أجل بناء سكك الحديد لما عرف في حينه بال "اوريانت اكسبرس". وكانت هذه المجزرة البيئية الأكبر التي تعرضت لها غابات عكار والضنية. وكان لكثير من المشاركين اقتراحات بأن يصار إلى توثيق هذه المجزرة إن أمكن من أجل تحضير ملف يقدم إلى الجهات الرسمية كي تعمل على مطالبة السلطات البريطانية الحالية بالتعويض لعدم احترام بريطانيا مبدأ المحافظة على الموارد الطبيعية في بلد تواجدت فيه جيوشها. وانتهى المسير في موقع شير الصنم حيث لوحة بابلية في الصخر من أيام نبوخذنصر وحملته العسكرية في بلادنا منذ أكثر من 2500 سنة.


وخصص اليوم الثالث للتعرف على غابات عكار حيث امضى المشاركون في الرحلة يومهم في رحاب غابة كرم شباط، وهي غابة الأرز الأولى شمالا، والغابة الوحيدة التي ينمو فيها الأرز على السفوح الشرقية، إذ غالبا ما يتطلب الأرز الذي يحب الرطوبة هواء من الغرب مشبعا بالماء الناتج من تبخر ماء البحر المتوسط. وقال ضاهر: "ربما أن وجود بحيرة حمص بالقرب من كرم شباط من الجهة الشرقية تفسر هذه الظاهرة. والغابة، عدا عن غناها بالأرز، تحوي شجر الشوح وشجر اللزاب والكوكلان وبعض اشجار العزر الباسقة (اكثر من 25 مترا ارتفاعها)". وكانت ضيافة في نهاية المسير للمشاركين المئة في بيت ياسين على جعفر عند أقدام الغابة.


وكان اليوم الرابع والأخير في ربوع القموعة وجبالها، في مشاركة 107 اشخاص، من كل الأعمار والمناطق اللبنانية، مكتشفين جمالات ما كانوا ليعلموا بوجودها في بلدهم. من سهلات القموعة صعودا إلى عين الحجل، مرورا بالمناظر الرائعة من صخور تكللها اشجار الشوح والأرز، ومن هناك إلى وادي البلاط فموقع النبي خالد الرائع في البقعة المسماة "جوزة الدارة" في خراج بلدة فيدق. وكان غداء قروي (مناقيش على الصاج) بعد عناء 11 كلم من صعود ونزول.


وأعلن ضاهر عن "مشروع اسمه المنتزه الوطني اللبناني لاعالي جبال عكار الذي يضم كل غابات عكار ويعمل على الاستفادة منها بيئيا واقتصاديا"، مشيرا الى أنه "درس مليا وأنجزت المرحلة النظرية منه، وهو يقبع في مجلس الإنماء والإعمار، منتظرا من يحركه"، شاكرا "وزير البيئة الذي يتابع هذا الامر مع الجهات المعنية على امل ان يصل المشروع الى خواتيمه السعيدة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم