السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مخاوف إسرائيلية من التحالف الروسي- الإيراني

رندة حيدر
A+ A-

تطورات الوضع العسكري في سوريا وضعت إسرائيل أمام واقع استراتيجي متغير وسريع التقلبات وفرضت عليها اعادة نظر جدية في موقفها الاستراتيجي من إيران ومحور طهران - دمشق - "حزب الله"، ومن الخطر الذي يشكله برنامجها النووي.


طوال السنوات الاخيرة خاض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حرباً لا هوادة فيها ضد إيران بحجة الخطر الذي يشكله برنامجها النووي على إسرائيل ودعم إيران العسكري لكل من "حزب الله" و"حماس". ووصلت تهديداته في بعض الأحيان الى حد التلويح بشن عملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية في إيران. وشكلت هذه المسألة موضوع خلاف كبير مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي رأى أن حل المشكلة النووية مع إيران يجب أن يكون بالوسائل الديبلوماسية، وقد نجح في تحقيق ذلك من خلال الاتفاق النووي الذي وقعته الدول العظمى والذي لم يحظ بموافقة إسرائيل. خلال زمن قصير نسبياً تبدل وضع إيران بصورة جذرية وخرجت من عزلتها الدولية كي تصبح لاعباً إقليمياً أساسياً. وجاء التعاون العسكري بين روسيا وإيران في الحرب السورية ليعزز مكانة إيران التي تحولت إلى دولة صديقة للغرب وللولايات المتحدة وأهم حليف للروس في المنطقة.
صحيح أن إسرائيل حصنت نفسها بتفاهمات قوية مع الروس بعد بدء تدخلهم العسكري في سوريا، لكن قرار روسيا نشر طائراتها الحربية في إيران شكل في نظرها تحولاً استراتيجياً مهماً وقدم دعماً روسياً هائلاً لإيران ولموقعها في المنطقة.
في رأي أفرايم هليفي الرئيس السابق لـ"الموساد" أن هذه الخطوة على أهميتها تدل على فشل النظام في إيران في اخضاع المعارضة السورية من دون مساعدة روسية لكنه يتخوف من اشتمالها على تفاهمات سرية. وهو يشّبه التحالف الروسي-الإيراني الأخير بالاتفاق بين الاتحاد السوفياتي وألمانيا النازية عام 1939 والذي اشتمل على بندين واحد علني هو اعلان الحياد بين الدولتين، والآخر سري يقضي بتقسيم شرق أوروبا ووسطها الى مناطق نفوذ سوفياتية - ألمانية. وهكذا غزت الدولتان بولونيا واقتسمتاها. لكن هذا لم يمنع ألمانيا من غزو الإتحاد السوفياتي عام 1941. وفي تقدير هليفي أن ما يجري اليوم بين روسيا وإيران ليس مجرد تحالف عسكري ضد "داعش" بل هو أقرب إلى اتفاق على تقاسم مناطق النفوذ في المنطقة.
حتى الآن لا تشكل الخطوة الروسية خطراً على مصالح إسرائيل. لكن التخوف هو على المدى البعيد وخصوصاً اذا تبين أنها خطوة ضمن مخطط لاقامة مناطق نفوذ استراتيجية روسية – إيرانية في المنطقة على حساب مصالح الدول الأخرى وفي طليعتها إسرائيل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم