الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ميشال دي بسترس رجل عطاء وأصالة غاب

حبيب شلوق
ميشال دي بسترس رجل عطاء وأصالة غاب
ميشال دي بسترس رجل عطاء وأصالة غاب
A+ A-

خسر لبنان قبل أيام أحد رموز الصناعة والسياحة فيه، وكبيراً من كبار رجالات الطائفة الأرثوذكسية، وجهاً من وجوه الأشرفية وابن إحدى عائلاتها السبع، ميشال نقولا دي بسترس.
والراحل من مواليد الأشرفية الحي البيروتي الراقي، حيث ترعرع وتلقى علومه في مدارس الآباء اليسوعيين قبل أن يتابع دروسه الجامعية في جامعة القديس يوسف وينال إجازة في العلوم السياسية، ثم إجازة في التاريخ وإجازة في الحقوق.
تميز ميشال بحبه للأرض والكرمة، وقد ورث عن والده نقولا بسترس، أحد كبار الموظفين السابقين في القصر الجمهوري، مساحات شاسعة من الأراضي في كفريا، فعمل مع شقيقه سيريل المسؤول السابق في حزب الوطنيين الأحرار والقريب من الرئيس كميل شمعون، في تحدي الصخر وترويضه، فجعلا الأرض الصخرية قابلة لزراعة الكرمة وأنشأا مصنعاً حديثاً للنبيذ ذاع صيته في كل أنحاء العالم الذي كان يتذوق "شاتو كفريا"، وحرص على العناية بهذا المصنع جاعلاً منه إبنه الخامس مع ابنيه وابنتيه، ومن كل العاملين فيه "من أهل البيت".
عمل ميشال دي بسترس في مجالات عدة في مقدمها السياحة، ونشط في لجنة مهرجانات بعلبك، وكان همّه الدائم رفع اسم لبنان في كل أنحاء العالم.
وربطت الفقيد علاقة وطيدة بالزعيم الدرزي الراحل كمال جنبلاط منذ تأسيسه الحزب التقدمي الاشتراكي، واستمرت هذه العلاقة مع نجله رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي أصبح عضواً في مجلس إدارة "شاتو كفريا". كذلك ربطته علاقة صداقة مع الوزير السابق فؤاد بطرس والوزير السابق ميشال الخوري وغيرهما. واتسم بالوفاء لأصدقائه وبالصدق والأمانة والمسامحة، وبالحنان والعطف على أولاده وأحفاده.
وتميز الراحل بروح الدعابة وبذاكرة وقّادة طوال أيام حياته، وكان يتغنى بسيرة أسرته وجدوده، كذلك تميّز بشغفه بالموسيقى الكلاسيكية ولا سيما الأوبرا منها، ونهم الكثير من الكتب وخصوصا كتب التاريخ والسياسة، ووضــــــع كتــــاباً بالفرنسية ضمّنه سيرة حياته وحمل اسم Du Haut D'une Breteche (من أعلى النافذة النافرة) وهي نافذة تخرج من الجدار نافرة، وقد صدّر بها مبنى شاتو كفريا. كذلك شغف بالرياضة وكان من أركان نادي الراسينغ في عزّ أيامه.
وقد يكون أكثر ما آلمه إصابة قصره في الأشرفية بقذائف خلال حرب الجيش و"القوات" في آخر الثمانينات وأوائل التسعينات وتحطم بعض التحف الأثرية الثمينة التي كان يحتضنها، فباع القصر والحديقة الضخمة التي تحوطه ومساحتها آلاف الأمتار، واشترى شقة وأقام فيها.
ميشال دي بسترس رجل عطاء وأصالة لبنانية بيروتية أرثوذكسية غاب.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم