الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في وادي قاديشا حيث يخلد بطاركة قنوبين... عالمٌ آخر

المصدر: "النهار"
كلوديت سركيس
كلوديت سركيس
في وادي قاديشا حيث يخلد بطاركة قنوبين... عالمٌ آخر
في وادي قاديشا حيث يخلد بطاركة قنوبين... عالمٌ آخر
A+ A-

زيارة #وادي_قاديشا او الوادي المقدس او وادي الذخائر، لها نفحة خاصة وبريق وجمال ساحر لا يشبهان اي مكان آخر . يشبه نفسه هذا الوادي المترامي على خرير مياه نهر قاديشا واشجاره المتنوعة والفارعة، فيخال الناظر انها تقترب من ملامسة السماء. لا يتعب النظر من تأملها ولا يشبع من التمتع بلدن الطبيعة العذراء المترامية والمتآخية. يجذب نقاؤها وصفاؤها وشفافيتها، فتتكلم بصمت. صمت جميل، يحلو معه المبادلة بالمثل. والذهاب بعيدا مع هذا السكون الى تذوق طعم ارتقاء النفس والتماهي مع روعة الخلق والخالق في رحم الوادي.


تأخذ طريق السيارة، كما يحلو تسميتها في الجبال، الى منحدر في مسلك ضيق يرغم على السير بهدوء حتى الانتهاء. ومن النهاية تبدأ رحلة مشي في طريق رملية تارة، مسطحة وطوراً، منحدرة جارة النهر وسط الطبيعة. تمتد وتترامى على الميلين. يكثر شجر الجوز والصنوبر البري. يغطي انواعا غريبة عجيبة من النباتات التي ترتفع بعض الشيء عن الارض. وتلتحم في بعض السراديب الخضراء مع شجيرة العليق المتسلقة الشائكة تحمل عناقيد العنبات الحمر وبعض الحبات بدأت تسود. تحب هذه النبتة الطبيعة البرية ولا تبتعد منها في ارض صخرية. تنمو في سلام قرب قعر الوادي بين جبلين فارعين يتآخيان والوعر لا تبدو للعين طريق مشاة الى السفوح. ساعة واكثر من المشي، تضيق الطريق وتمتد صعودا متواصلا زهاء 20 دقيقة للوصول عند المنتهى في لحف الصخر الى دير سيدة قنوبين. دير اثري قديم يعود الى القرن الرابع. بقي كرسيا بطريركيا من العام 1440 حتى العام 1845. على مدخل الكنيسة، علقت خشبية تشير الى القرن الرابع. وفي الداخل عقد قديم ارتفع على جداره رسم يدوي عملاق للعذراء عمره اكثر ألف من عام. وبدا هذا العمر عليه.


الاخت انجيل المسن


وفي مقتبل الدير الذي تتولاه الراهبات الانطونيات اللواتي انهين كل التحضيرات لافتتاح الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي صالة البطاركة الذين عاشوا في دير قنوبين 400 عام. هو مقر البطريركية المارونية سابقا.


رئيسة الدير الاخت انجيل المسن الممتلئة حماسة لهذه الخطوة تقول لـ"النهار": "صممنا منذ عام لهذا المكان. 24 بطريركا عاشوا 400 عام هنا في #قنويين زمن العثمانيين لتجميد الكنيسة وثباتها لانّ الخراف تتبدد اذا ذهب الراعي. عانى هؤلاء البطاركة مع النساك الظلم والقهر والحروب والاضطهاد وصمدوا بسلاحهم الوحيد وهو الصلاة التي كانت قوتهم. مدتهم بالقوة والتمثل بيسوع المسيح الذي هو اول شهيد. واستجاب لصلواتهم. ونحن هنا اليوم بفضل اجدادنا وابائنا وبطاركتنا ونساكنا. نعيش هذا الحدث. ونريد ان نستمد القوة والثبات اللتين استمدهما البطاركة حينذاك من السيد المسيح لنسلم الامانة الى الاجيال القادمة. فالرسالة التي نؤديها في هذا الدير، هي ان نتمكن من ايصال يسوع سواء في استقبال الناس او في الكلام معهم والابتسامة والفرح، فالناس ليسوا في حاجة للمأكل والمشرب انما للتعاطف معهم، والوقوف الى جانبهم والتعاضد معهم بالصلاة لهم من هذا الوادي المقدس، حيث التراث المسيحي المهم. ومن يريد ان يجدّد حياته ليأتي الى هنا ويستمد القوة. وهنيئا لمن يعيش هنا. اعيش فرحا دائما. وجودنا في الدير هو قيمة معنوية لانه البطريركية القديمة. وقيمة هذه الصالة ليست لعرض صور البطاركة فحسب، بل لنعود ونستمد القوة التي عاشها خلفاء الرسل والبابا، والذين ثبتوا الكنيسة. فالبطريرك رأس الكنيسة، ونضع كل ثقلنا حتى نعيش هذه المراحل بالقوة والثبات بالسيد المسيح".


وترى ان "لكل مرحلة عبر التاريخ آلامها ووجعها. والقوة في الحياة المسيحية هي عيش الالم وتخطيه الى حياة الفرح حيث القيامة". وعايدت جميع اللبنانيين في عيد السيدة، عيد ارتفاعها الى السماء، وتمنّت ان يرتفع عن الامور الدنيوية كل متألم ومعذب ليصل الى الخلاص. "والعذراء تريد ان توصلنا الى هذا الخلاص. ويشهد الفن الايكونوغرافي على ذلك، فهي تدعونا في كل الرسوم اليها وتدل على يسوع .فكما كانت حاضرة في عرس قانا يجب ان نكون حاضرين جميعاً، لكل انسان معذب".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم