الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نصر الله ملمحا الى "احتمال التسويات والمصالحات": ندعو الجماعات التكفيرية الى وقف القتال اذا تبقى لديهم شيء من الاسلام

نصر الله ملمحا الى "احتمال التسويات والمصالحات": ندعو الجماعات التكفيرية الى وقف القتال اذا تبقى لديهم شيء من الاسلام
نصر الله ملمحا الى "احتمال التسويات والمصالحات": ندعو الجماعات التكفيرية الى وقف القتال اذا تبقى لديهم شيء من الاسلام
A+ A-

دعا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق الى وقف القتال والقاء السلاح اذا تبقى لديهم شيء من الاسلام"، لافتاً الى أنه "بعد "داعش" سيحين موعد حصاد بقية المجموعات التكفيرية التي صنعتها أميركا وحلفاؤها". ولفت الى أن "التصريحات الاميركية حول تأسيس تنظيم "داعش" وادارته تفرض متابعتها بدقة"، مؤكداً أن "إدارة أوباما وكلنتون صنعت داعش وأخواته بعد فشل الشرق الأوسط الجديد وصمود المقاومة". وشدد على أنه "لا خيار أمامنا إلا أن نبقى في الساحات في حلب وفي كل مكان يقتضيه الواجب أن نكون". 


وفي الشأن اللبناني، أكد نصرالله أن "التزامنا مع العماد ميشال عون للرئاسة يعود إلى ما قبل حرب تموز"، قائلاً: "من الواضح أن لبنان ينتظر ما سيحصل في المنطقة رغم أن الحل في أيدينا والجميع متفق على رئيس للجمهورية ونحن نؤكد التزامنا بالعماد عون". وشدد على "اننا نؤكد اليوم على استمرار الحوار وعلى ضرورة تحمل الحكومة مسؤولياتها في موضوع النفط والغاز في ظل العجز". تطرق بشكل مقتضب عن طاولة الحوار مؤكداً أن "طاولة الحوار ليست عبثية وهذه محطة اطمئنان سياسي أمني في البلد ونؤكد استمرارها".


كلام نصرالله جاء خلال حياء "حزب الله" عصر اليوم في مدينة بنت جبيل، ذكرى مرور عشر سنوات على انتصاره في حرب تموز 2006 على العدوان الاسرائيلي، تحت شعار "زمن الانتصارات"، في حضور سفراء وشخصيات نيابية وسياسية وعسكرية وحشد من المواطنين.


وأطل نصرالله، عبر شاشة عملاقة على الحضور ، فوجه تحية الى "كل الذين صنعوا وشاركوا في هذا الانتصار وحموه من رجال المقاومة والجيش والقوى الامنية والشهداء والجرحى والقيادات الدينية والعسكرية والاعلامية والهيئات والاحزاب، وكل الناس الطيبين في لبنان وعلى امتداد العالم الاسلامي، مع شكر خاص الى الدول التي وقفت الى جانب المقاومة سوريا وايران".


وأشار الى انه في "الذكرى السنوية العاشرة بدا الاهتمام الاسرائيلي اكثر من الاهتمام العربي، حيث انه لم يبق مسؤول في اسرائيل حالي أو سابق الا وتحدث وشرح عن حرب تموز، لانها اصبحت عندهم وفي وجدانهم مفصلا تاريخيا في كيانهم"، آسفا ل"محاولات تغييب هذا الانتصار لدى بعض القوى في لبنان".


ثم تحدث عن حرب تموز فقال: "ان المقاومة ومن ساندها أفشلت أهدافا عدة ومنها افشال سحق المقاومة وشطب حزب الله من المعادلة الداخلية والاقليمية، اخراج المقاومة من جنوب الليطاني ونزع سلاحها، وأيضا تحويل جنوب الليطاني منطقة خالية من السكان وإبعاد المقاومة عن الحدود، لكن الكل يعرف انها لا تزال هناك".


وأضاف: "من أهدافهم أيضا ايجاد قوات متعددة الجنسيات ونشرها على الحدود مع فلسطين ومع سوريا لمنع انطلاق مقاومة من جديد، وإلحاق لبنان نهائيا بالمنظومة السياسية الاميركية في المنطقة، ترميم قوة الردع الاسرائيلية وخاصة بعد هزيمة العام 2000، تعزيز مكانة اسرائيل اقليميا ودوليا واطلاق سراح الاسيرين دون شرط".


وتابع: "يبقى أن الهدف الاكبر كان ما أعلنت عنه كونداليزا رايس عن ولادة الشرق الاوسط الجديد والذي كان الخطوة نحو سحق المقاومة في لبنان والسيطرة على سوريا وضرب المقاومة في فلسطين وعزل ايران"، مؤكدا ان "هذه الاهداف الاستراتيجية سقطت وهذا انجاز عظيم".


ولفت الى "جانب آخر من حقيقة الانتصار ويتعلق بالنتائج التي ترتبت على الحرب، هذه النتائج صنعتها المقاومة بصمودها وبالتخطيط وبالشراكة والشهداء"، داعيا الى "إجراء استقصاء نتائج هذه الحرب وهو الجانب الاخر من نتائج الحرب"، كاشفا عن "بعض العناوين ومنها: اهتزاز المؤسسة العسكرية الاسرائيلية من الداخل، اتهامات متبادلة بين قياداته العسكرية وهذه ليس لها سابقة في تاريخ الجيش الاسرائيلي، وايضا وجود ازمة ثقة بين القيادات وهذا سينعكس في أي حرب مقبلة، كذلك اهتزاز ثقة الجمهور الاسرائيلي بالجيش، وهذا أخطر أمر في الكيان الاسرائيلي، واهتزاز ثقة القيادة السياسية بالجيش وخططه واهتزاز ثقة الجيش بالقيادة السياسية واهتزاز ثقة الجمهور الاسرائيلي بالقيادة السياسية ونشوء أزمة قيادة عندهم".


وقال: "ان الهزيمة في حرب تموز خلقت أزمة قيادة في اسرائيل وكذلك سقوط العقيدة الاسرائيلية التي تأسست مع كيانهم، لكن بعد حرب تموز جرى تعديل عليها، اذ انها كانت قائمة على الحسم السريع وتحقيق انتصارات سريعة والقتال في أرض العدو مع هدوء في جبهتهم الداخلية، لكن صارت عقيدة الاسرائيلي اليوم ان لا حرب سريعة ولا قتال في أرض العدو، بل بات يدرك ان القتال سيكون عنده"، مؤكدا ان "القتال على أرض لبنان انتهى لدى الاسرائيلي".


وأكد نصرالله ان "الإسرائيلي يعترف بما قالته وتقوله المقاومة، بعد أن كان يسخر من تهديدات الأنظمة العربية طيلة ستين عاما"، مضيفاً أن "العدو بات مدركا لحدود قوته، كما عمل على تخفيف سقف طموحاته، وهذا ما حصل في حربهم على غزة بعد حرب تموز، وكذلك تم تقييد الإدارة التنفيذية الإسرائلية في المنطقة عند الأميركي، وعودة شبح وجود أو بقاء إسرائيل، وهو لا يزال مدار نقاش في إسرائيل بعد حرب تموز"، ناقلا لعدد من الأقوال لقيادات إسرائيلية تتعلق بسؤال الوجود والبقاء في نقاشاتهم الدائرة منذ ما بعد حرب تموز 2006".


وأشار الى أن "من نتائج حرب تموز أن حالة ردع قياداته حصلت مع العدو الإسرائيلي، ويتحدث عنه كل القادة في إسرائيل وإقرار من قبلهم بقدرة "حزب الله" على الردع"، معتبرا ان "القاسم المشترك في هذه النتائج هو أن إسرائيل أصيبت في روحها، وإصابة الروح من الصعب شفاؤها، لقد أصيبت في إطمئنانها الى بقائها في هذه المنطقة"، واصفا "هذا الإنجاز بأنه مشهد عظيم في سياق الصراع العربي - الإسرائيلي، وقد تحقق في حرب تموز".


وذكرأن "مقولة حزب الله أن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، علقت في الوجدان الاسرائيلي وخاصة في خطب نتنياهو واستخدامه مفردة بيت العنكبوت، مشددا على ان معركة بنت جبيل في حرب تموز، أثبتت ان اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".


ولفت الى الأمن والأمان الذي يعيشه لبنان منذ عشر سنوات، وقال: "هذه ليس منة لا من الاميركي ولا الاسرائيلي ولا العرب، بل نتيجة الوقائع التي فرضتها المقاومة ونتائج حرب تموز".


وتطرق الى الوضع في المنطقة، فدعا شعوب هذه المنطقة وقياداتها الى متابعة التصريحات التي تطلق في الولايات المتحدة الاميركية حول مسؤولية الادارة الاميركية عن تأسيس ودعم "داعش"، لافتا الى "اختراق اميركا للقاعدة في العراق ومنهم البغدادي الذي كان سجينا لديهم، ومثله الجولاني الذي كان في العراق واختلف معهم على الزعامة، وهؤلاء استعانوا بعشرات آلاف المتطوعين من الغرب والتمويل العربي".


وتساءل "كيف أن أميركا التي تلاحق أموال الناس والاسلحة لم تعلم بتسليح وتمويل داعش والتي كانت القاعدة ومنها اشتقت جبهة النصرة"، مستشهدا بكلام لمسؤولين اميركيين ان هدفهم من ذلك كان لضرب محور المقاومة وتحديدا "حزب الله".


واتهم "الاميركيين بجلب هذه الجماعات التكفيرية الى المنطقة بعد ان فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد، وبعد صمود المقاومة وهزيمة اميركا في العراق وصعود تيارات شعبية اطاحت ببعض الانظمة"، متهما "السعودية بتجميع هذه الجماعات وتمويلها وارسالها الى سوريا والعراق، للسيطرة على لبنان وتدمير حزب الله".


وشدد على أن "الأميركي عمل على تجميع وتسليح الجماعات التكفيرية وبتمويل عربي"، معتبرا ان "داعش ورقة شارفت على الإنتهاء، لأن أوباما يريد من إنهائها، ورقة في الإنتخابات الأميركية وتأمين فوز الحزب الديموقراطي".


وتوجه بكلامه الى جماعات "داعش" و"جبهة النصرة" بالقول: "يا جماعة انتم تم استغلالكم خلال خمس سنوات لتدمير محور المقاومة وتدمير شعوب المنطقة لتقوم على انقاضها أنظمة خانعة وخاضعة للاميركي، واذا ما كان لديكم من قليل من حب لله ولرسوله ألقوا هذا السلاح"، ملمحا الى "احتمال التسويات والمصالحات". 


وعن الوضع اللبناني اعتبر أن "الجميع ينتظر ماذا سيحصل في المنطقة رغم أن المعطيات هنا، مؤكدا ان "التزامنا مع العماد عون للرئاسة يعود الى ما قبل حرب تموز، والانفتاح في مسألة رئاسة الحكومة ولكن بعد انتخاب رئيس الجمهورية"، مشددا على أن "مرشح حزب الله الوحيد والاكيد والقديم الجديد للمجلس النيابي هو دولة الرئيس الاخ نبيه بري، شريكنا في المعركة، في السياسة، في القتال، في الميدان في الجراح وفي المعاناة".


وأكد استمرار طاولة الحوار، وعلى وجوب تحمل الحكومة صلاحياتها متهما "القرار السياسي بتعطيل ملف النفط واستخراجه".


واستذكر الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين، مؤكدا أنها "قضية وطن ومقاومة وأمة، ونحن جميعا أبناء هذا الإمام". كما إستذكر "المواقف الشريفة والأبوية الراعية لمسيرة المقاومة السيد محمد حسين فضل الله"، وقال: "إن لسماحته أبوة وحق وحضور وتاريخ، وخصوصا في حرب تموز، من خلال وصفه المقاومين بالبدريين"، معتذرا من "أهالي الشهداء لعدم اتساع الوقت لذكر اسماء أبنائهم الشهداء".


وختم خطابه بعبارة الامام الحسين: "هيهات من الذلة"، كما نقل عن أحد الوسطاء في حرب تموز من أن "قرار أميركا وإسرائيل هو سحق المقاومة، والمطلوب تسليم سلاحكم، ولكن في تلك اللحظة حيث كنا نناقش، حضر بين ناظرينا أبو عبدالله الإمام الحسين، قائلا: "هيهات من الذلة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم