الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

فضيحة جديدة في العراق

المصدر: "النهار"
بغداد- فاضل النشمي
فضيحة جديدة في العراق
فضيحة جديدة في العراق
A+ A-

لم يتوقع اغلب اعضاء مجلس النواب ان يقوم وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بقلب الطاولة على الجميع أثناء جلسة استجوابه تحت القبة النيابية. وظهر الوزير امام منصة الاستجواب وهو يتوسط مجموعة معاونيه من كبار الضباط في وزارة الدفاع هادئاً وواثقاً من نفسه. ومنذ لحظات الاستجواب الأولى التي هيّأت ملفاتها النائبة عن "دولة القانون" عالية نصيف، بدا وزير الدفاع عازماً على تحويل المجلس النيابي الى حلبة تنكيل وفضائح لخصومه وأعضاء تحالفه النيابي "السنّي" . اذ ينحدر الوزير المستجوب من مدينة الموصل وينتمي الى ائتلاف "متحدون" الذي يتزعمه اسامة النجيفي وينضوي ضمن " اتحاد القوى العراقية" السنّية.


وبدأ وزير الدفاع خالد العبيدي مرافعته للدفاع عن نفسه والتهم الموجه له، عبر هجوم كاسح شنّه أولاً على رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، قائلاً بالحرف الواحد: "انا ممثل المؤسسة العسكرية ولن أسمح لنفسي بأن استجوب من شخص فاسد"، في اشارة الى رئيس المجلس الجبوري. مضيفاً "لولا محاربة رئيس مجلس النواب والمحيطين به من الفاسدين لكان جهدي مضاعفا، انا اسير في حقل الغام، لقد دمروا المؤسسة العسكرية ويريدون ان يفرضوا عليَ ضباطا فاسدين لتسهيل عملية الفساد"، ثم ذكر أسماء محددة تابعه لرئيس المجلس سليم الجبوري بالضغط عليه للحصول على مناقصة شراء "طعام الجيش العراقي البالغة ترليون و3 مليار دينار عراقي (نحو مليار و200 مليون دولار)".
الهجوم الشرس الذي شنه وزير الدفاع خالد العبيدي على رئيس مجلس النواب الجبوري، اضطر الأخير للنزول من منصة الرئاسة باعتباره خصما للوزير، وتركها لنائبه الكردي آرام شيخ محمد.
ولم يكتفِ الوزير المستجوب بالهجوم على رئيس المجلس، وشن هجوماً مماثلاً على النائب عن "كتلة الحل" المنتمية "لاتحاد القوى العراقية" محمد الكربولي متهماً اياه بالفساد والابتزاز للحصول على مناقصات تجهيز عجلات "همر" أميركية بخمسة أضعاف أسعارها الرسمية، حيث قال ان سعر العجلة الواحدة لا يتجاوز الـ60 ألف دولار لأنها مستعملة، فيما يريد محمد الكربولي تسجيلها بسعر 360 ألف دولار أميركي، للحصول على أرباح مضاعفة على حساب المال العام.
النائبة المستجوبة عن "دولة القانون" عالية نصيف لم تسلم هي الأخرى من هجوم الوزير خالد العبيدي، وأظهر لأعضاء المجلس النيابي ملفاً لثمانية قضايا وطلبات غير قانونية كانت النائبة طلبتها من الوزارة وأحيلت لهيئة النزاهة على حد قول الوزير، الأمر الذي أضعف حجج النائبة عالية نصيف وقلبَ الطاولة على ملفات استجوابها الكثيرة.
بعض النواب السنَة اتخذوا من هجوم وزير الدفاع على بعض الساسة السُنة سبباً للتشكيك في نواياه، ورأوا انه سعى، عبر اتهامه لبعض الساسة السنّة فقط، وعدم ذكره شخصيات شيعية، الى طرح نفسه شخصية مؤثرة في المحيط العربي السني في المستقبل المنظور بعد طرد تنظيم "داعش" من الموصل وبقية المناطق، برغم تأكيد الوزير اثناء الجلسة عدم سعيه لأية نفوذ سياسي مستقبلي.
التكتيك الهجومي الذي اتبعه وزير الدفاع اثناء جلسة الاستجواب، جلب له الكثير من المتعاطفين معه واضعف حجج خصومة وعزز قناعات شعبية واسعة بشأن فساد الجماعة السياسية ومجلس النواب.
استجواب وزير الدفاع انتهى بفضيحة من العيار الثقيل لرئيس السلطة التشريعية وبعض النواب، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء العبادي الى الأمر بـ"المنع الموقت لسفر جميع من وردت أسماؤهم في جلسة البرلمان لاستجواب" ، وذلك لخطورة التهم الموجّهة إليهم، ووجّه هيئة النزاهة بالتحقيق في الاتهامات.
قيادي في التحالف الشيعي، قال لـ"النهار" ان "ما حدث في جلسة الاستجواب ضربة قاضية لمجلس النواب، ويجدر بالكتل السياسية تلافي تداعياتها".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم