الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"ليزن" تتحدى المحظور... هنا تتعلم فتيات عراقيات الباليه

المصدر: "رويترز"
"ليزن" تتحدى المحظور... هنا تتعلم فتيات عراقيات الباليه
"ليزن" تتحدى المحظور... هنا تتعلم فتيات عراقيات الباليه
A+ A-

تَعَلُّم دوران "الباليه" وحركات أخرى تتصل بالفن التعبيري من الدروس التي تتعلمها فتيات صغيرات في مدرسة للباليه في مدينة عراقية في كردستان. الفتيات يصعدن إلى مسرح في دار عرض مُستأجرة في السليمانية، في إطار مدرسة خاصة للرقص اسمها "ليزن"، وتعني الرقص بالكردية.


افتتحت المدرسة من أعوام، لكنها اضطرت الى إغلاق أبوابها بسبب الاضطرابات في البلاد وموجة الانتقادات التي وجهها اليها رجال دين إسلاميون ينظرون الى الباليه باعتباره مخالفا لأحكام الشريعة، على قول مديرة المدرسة روبار أحمد.


وتضيف روبار، وهي مصممة رقصات ومعلمة رقص أيضا: "تمكنا من فتح مدرسة للباليه العام 2008 بعدما صلنا على تصريح من وزارة التعليم في حكومة منطقة كردستان... وعملت المدرسة ست سنوات قبل أن تضطر الى إغلاق أبوابها. وخلال تلك الاعوام، شاركنا في مهرجانات عديدة في دول عدة، بينها ألمانيا ولبنان وهولندا، وحصلنا على عدد من الجوائز والشهادات."


يمكن التلميذات في مدرسة الباليه أن يتعلمن الباليه الكلاسيكي والرقص المعاصر. وتتيح المدرسة لطالبات تراوح أعمارهن من 6 اعوام الى أكثر من 50 عاما الالتحاق بها. كذلك، تستوعب مبتدئات، وايضا راقصات لديهن خلفية رسمية، ويأملن في استئناف تدريبهن.


وتقول روبار إن "مدرسة الرقص لها رحلة صاخبة. وعادة ما تكون تحت "ميكروسكوب" رجال دين إسلامي متشددين". وأضافت: "كمؤسسة تعليمية مُعترف بها رسميا، نجحت المدرسة في تقديم فن الباليه الى جميع الناس من مختلف الجماعات في كردستان. لكن بعد ست سنوات، بدأ عدد من رجال الدين في مهاجمة هذا النوع من الفن بزعم أنه محرم، مما أجبر وزارة التعليم على إغلاق المدرسة نهاية 2014."


لكن روبار لم تستسلم في مواجهة الانتقادات المتزايدة، وواصلت عملها كمجموعة باليه خاصة وأنشأت مدرسة "ليزن". وقالت: "رغم ذلك، لم أتوقف أمام إغلاق المدرسة. وبدلا من ذلك، تابعت كمجموعة باليه خاصة تشارك في مهرجانات في الخارج وتجذب مزيدا من الطالبات."


وأوضحت أن "ما يزيد على 600 طالب حضروا دروسا في المسرح، ومعظمهم من الفتيات، لأن العادات الاجتماعية تحظر على الأولاد الذكور تعلم الفن التعبيري". وقالت: "سوء الفهم السائد بأن هذا الفن للبنات فقط يمنع الذكور من الانضمام الى الجماعة. أضف الى ذلك ان التقاليد والعادات الاجتماعية تساهم أيضا في ابتعاد الذكور عن هذا الفن. وهذا يوضح سبب وجود أربعة أو خمسة أطفال ذكور فقط في مجموعتنا، بالمقارنة بـ60، وأحيانا 65 طفلة أنثى. آمل في أن يتحلى مزيد من الصبية بالشجاعة الكافية لتحدي هذا الفهم والانضمام الى المجموعة."


ويدفع كل طالب 600 ألف دينار عراقي (50 دولار) شهريا تُستخدم في دفع إيجار القاعات وقيمة استهلاك الكهرباء والماء وثمن الأزياء.
ورغم ضعف التمويل ومحدودية الموارد، تحرص روبار أحمد على رعاية المواهب من الفتيات، مثل طالبة الباليه ديا شوان. وهذه المدرسة هي الوحيدة من نوعها في السليمانية. وتأمل روبار في أن تحظى بشهرة مماثلة لشهرة مدرسة الباليه في بغداد.


في مجدها كانت مدرسة الباليه في بغداد ترسل طالبات إلى روسيا والمجر. العام 1968، تأسست مدرسة بغداد للموسيقى والباليه، كأول مدرسة من نوعها في الشرق الأوسط متخصصة بفنون الموسيقى وتدريس فن رقص الباليه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم