تركيا اعتقال 11 انقلابياً شاركوا في اقتحام فندق أردوغان \r\nألمانيا ترفض "الابتزاز" في ما يتعلق باتفاق الهجرة مع أنقرة

أفادت وزارة الداخلية التركية أمس أنه قبض على 11 عسكرياً من فرقة كوماندوس هاجمت الفندق الذي كان الرئيس رجب طيب اردوغان يمضي فيه إجازة في مرمريس بغرب البلاد، ليلة الانقلاب الفاشل في 15 تموز الماضي.

أوقف الجنود الـ11 الفارين منذ أكثر من أسبوعين، ليل الاحد - الاثنين نتيجة اخبار من قرويين شاهدوهم فيما كانوا يصطادون الخنازير البرية في منطقة اولا قرب مرمريس واخطروا الجيش.
وقالت وزارة الداخلية إن الجيش استخدم طائرات بلا طيار ومروحيات لتحديد مواقعهم قبل اطلاق عملية لتوقيفهم، مضيفة ان العملية شهدت تبادلاً لاطلاق النار وانتهت صباح الاثنين.
ووضع الجنود قيد التوقيف الاحتياطي .
وصرح نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش في مؤتمر صحافي بأن جندياً من فرقة الكوماندوس لا يزال فاراً، بعدما أعلن مسؤول تركي من قبل القبض على جميع اعضاء الفرقة.
وأوضحت وكالة "أنباء الاناضول" التركية شبه الرسمية ان الفرقة كانت تتألف من 37 عسكرياً، أوقف بعضهم بعد نحو عشرة أيام من محاولة الانقلاب على حاجز سير.
وكان اردوغان يمضي إجازة مع عائلته في مرمريس، وتمكن من مغادرة الفندق قبل تعرضه للهجوم والتوجه ليلاً الى اسطنبول حيث استقبله حشد من انصاره.
وقال قورتولموش إن تركيا تهدف الى منع استخدام القوات المسلحة مجدداً في تنفيذ انقلاب بعدما أجرت الحكومة تغييرات شاملة في هيكل الجيش خلال مطلع الأسبوع.
وجاءت تصريحاته بعدما عزلت الحكومة التركية 1400 آخرين من أفراد قواتها المسلحة وضمت وزراء في الحكومة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأحد في تحرك أراده الرئيس رجب طيب إردوغان كي تصير له السيطرة الكاملة على الجيش بعد الانقلاب .
وانتقد قورتولموش عقب اجتماع الحكومة قرار ألمانيا منع إردوغان من إلقاء كلمة أمام تجمع مناهض للانقلاب في مدينة كولونيا عبر رابط فيديو الأحد، واصفاً القرار بأنه ينم عن "معايير مزدوجة". وصرحت ناطقة باسم السفارة الالمانية في أنقرة بأن "القائم بالاعمال الالماني استدعي الى وزارة الخارجية التركية في الساعة 13:00 (10:00 بتوقيت غرينيتش)"، بعدما اعتبرت انقرة "غير مقبول" منع المحكمة الدستورية الالمانية اردوغان من توجيه كلمته.
ورأى الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر أن قرار وزارة الخارجية التركية استدعاء القائم بأعمال السفارة الألمانية هو تحرك طبيعي جداً في العلاقات الديبلوماسية بين الدول. وقال: "لا شيء غير طبيعي"، مشيراً الى أن السفير الألماني في إجازة. وأضاف: "لا أعتقد أن الأمر كان يهدف الى أن يكون توبيخاً".

اتفاق الهجرة
في غضون ذلك، صرح نائب المستشارة الألمانية زيغمار غبريال إن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يجب ألا يرضخا لابتزاز تركيا في محادثات في شأن إلغاء تأشيرات دخول الأتراك الى دول الاتحاد.
وقال: "يعود الى تركيا في ما إذا كانت تأشيرات الدخول ستلغى... ينبغي ألا ترضخ ألمانيا والاتحاد الأوروبي تحت أي ظرف للابتزاز".
ورحب كذلك بقرار المحكمة العليا الألمانية منع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من مخاطبة حشد في كولونيا من طريق دائرة تلفزيونية مقفلة الأحد.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في تصريحات نشرت مطلع الأسبوع إن أنقرة ستتراجع عن اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي في شأن الحد من تدفق المهاجرين إلى الاتحاد ما لم يلتزم الاتحاد إلغاء تأشيرات الدخول للأتراك. وقال: "إذا لم يتبع ذلك إلغاء للتأشيرة سنضطر الى التراجع عن الاتفاق... وعن اتفاق 18 آذار"، معلناً أن الحكومة التركية في انتظار تحديد موعد دقيق لإلغاء شرط التأشيرة. و"ربما كان ذلك أوائل تشرين الأول أو منتصفه، لكننا في انتظار موعد محدد".
وتأخر تطبيق السماح للأتراك بدخول دول الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرة - وهو المكافأة التي وعدت بها تركيا في مقابل تقييدها دخول المهاجرين- بسبب خلاف على تشريع تركي لمكافحة الإرهاب وحملة أمنية تنفذها أنقرة بعد محاولة انقلاب.

قائد عسكري أميركي
من جهة أخرى، قالت السفارة الأميركية في أنقرة إن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزف دانفورد سيندّد بمحاولة الانقلاب في تركيا خلال زيارة للبلاد تبدأ الاثنين وسيؤكد أهمية العلاقات الثنائية من أجل الأمن الإقليمي.
وأضافت أن من المقرر أن يجتمع دانفورد مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ونظيره التركي. وسيتحدث دانفورد أيضاً إلى الجنود الأميركيين المتمركزين في قاعدة إنجيرليك في جنوب تركيا. و"سيقدم رسالة تندّد بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب الأخيرة وسيشدد على أهمية شركتنا الدائمة بالنسبة الى الأمن الإقليمي".