الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"سأموت مضرباً عن الطعام من أجل لقمة أطفالي"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
"سأموت مضرباً عن الطعام من أجل لقمة أطفالي"
"سأموت مضرباً عن الطعام من أجل لقمة أطفالي"
A+ A-

"لست هنا كي أموت بل كي أحيا بعد كل سنوات الحرمان، وما إضرابي عن الطعام الا محاولة لتأمين لقمة عيش لاطفالي، ولا يظنن أحد أنني سعيد باعتكافي، مجبر أخوكم لا بطل"، بهذه الكلمات بدأ ربيع الصايغ المياوم في مؤسسة كهرباء لبنان كلامه، وهو المضرب عن الطعام حتى تثبيته وزملائه في الملاك. 


"سأموت مضرباً عن الطعام من أجل لقمة أطفالي"، لافتة رفعها ربيع فوق خيمة اعتصامه في مؤسسة كهرباء لبنان، لكن ما قالَه يثبتُ حبَه للحياة لكن ليس اية حياة. ممدد على فراش في الطبقة السفلية من مؤسسة #كهرباء_لبنان يحاول ربيع ابن بيروت الذي يعمل في دائرة صيدا حيث ترعرع في منطقة القياعة الهلالية، ايصال صرخة أمعائه الخاوية الى المسؤولين علّهم يسمعون أنين موظفين نجحوا في امتحانات مجلس الخدمة المدنية قبل عام ونصف العام لكنهم استبعدوا من التثبيت "باقٍ ستة أشهر ويتوقف مفعول نتائج مباريات مجلس الخدمة المدنية، وقانون المياومين لن يتكرر لذلك أيام مصيرية امامنا، إما أن نأخذ حقنا أو أن يسلبَ مستقبلَنا منا".


صرخة وجع
منذ الثلاثاء الماضي، لم يتناول ربيع (40 عاماً) الطعام واقتصر الأمر على المياه، داخل صالة معتمة يجلس وبعض الزملاء بعد 19 عاماً امضاها متنقلاً على الأعمدة لاضاءة حياة الناس. السكون يخيّم على المكان الذي تستقبلك عند دخوله كلمة إضراب علقت على باب المؤسسة، وحدها لافتات رفعت تخبر ما يدور" بقاء شركات مقدمي الخدمات يقضي على مستقبل أكثر من الف عائلة، كفى متاجرة بلقمة العمال".


ربيع الذي اضطر الى العمل بعد إنهائه صف البكالوريا نتيجة وفاة والده الذي كان يملك مختبراً للاسنان وقبلها والدته لم تثنه متاعب الحياة عن معاودة الدراسة والحصول على شهادةTS informatique ، إذ يقول: " عشت حياة صعبة، أنا الكبير بين إخوتي ولكي أعيلهم بعد وفاة والدي توظفت في سنّ العشرين في شركة EDF للكهرباء، قبل أن تغلق أبوابها وانتقل الى مؤسسة كهرباء لبنان في العام 2005، من راتب 830 دولاراً الى 256 دولاراً ومع ذلك رضيت. مع الوقت ادخلنا في الضمان وزاد الراتب قليلاً، لكن لا مستقبل في هذا العمل ما لم نُثبّت".


تضامن على مساحة الوطن
صرخة ربيع سمعها زملاؤه الذين لبوا النداء فقطعوا طريق مدخل معمل صور الحراري، وهبوا في صيدا رافعين شعار " إذا اردت ان تكون انساناً... فعليك ان تكون مثل ربيع الصايغ، لن نتركك يا ربيع" ، قاطعين الطريق الرئيسي أمام شركة الكهرباء في شارع حسام الدين الحريري بأجسادهم لبعض الوقت، كما اعتصموا في ساحة شتورا مؤكدين "إكمال الاعتصام السلمي حتى تحقيق المطالب العمالية المحقة". وفي المركز الرئيسي للمؤسسة في كورنيش النهر تم إيقاف كل المصاعد، لمنع الموظفين من استعمالها.


حتى التعب
اتصالات اطمئنان عدة تلقاها الصايغ من معارفه، عائلته غير الراضية عن إضرابه زارته في الامس، ولفت إلى أنها "مع ذلك تتفهمني، نعم اشتقت لولدَي دعد (8 سنوات)، ويوسف (4 سنوات) لكن ليس بامكاني العودة الى المنزل قبل أن أؤمن مستقبلهما، لا نطلب المستحيل وكما قال المدير العام ثمة شغور لكن القضية سياسية، 247 شخصاً أخذوا من فئة (4/1) وبقي 68 ناجحاً من دون تثبيت".
والى متى سيستمر في الاضراب؟، أجاب "حتى أتعب، وقد بدأت من صباح اليوم أشعر بالارهاق، في الأمس زارني الصليب الاحمر اخذ ضغطي كان مرتفعاً قليلاً"، مضيفاً أنه "في الحقيقة أنا آكل كثيراً، ولم أتوقع أن اصمد كل هذه الأيام من دون لقمة طعام، حتى زملائي متعجبون من قوة إرادتي، أريدُ ان أثبتَ للجميع صدقي لذلك طلبت احضار ممرضين من اطباء بلا حدود لاخذ عينة من دمي وفحصها".
بجوعه يصوغ ربيع حكاية إنسان يريد ان يزهر ربيع ولديه وآلاف العائلات لئلا يعانوا ما عاناه، فهل أحد من المسؤولين سيسمع "وجعه"؟!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم