الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"داعشية" في بلدية "حزب الله" في الخيام منع المرأة من المشاركة في سباق حرمون!

ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
"داعشية" في بلدية "حزب الله" في الخيام منع المرأة من المشاركة في سباق حرمون!
"داعشية" في بلدية "حزب الله" في الخيام منع المرأة من المشاركة في سباق حرمون!
A+ A-

للوهلة الأولى، ظننت أن هذا يحصل في بلدة سورية أو عراقية يحكمها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" التكفيري الإرهابي. ترددت في الكتابة قبل تأكيد الخبر، فيما لا يزال قرار بلدية جبشيت في محافظة النبطية منع الاختلاط يثير ردود فعل وسجالات. وعندما اتصلت بناشطين من بلدة الخيام وعدد من المعنيين في نشاطات واحتفالات ومهرجانات في المنطقة، جاء من يؤكد الخبر: رئيس بلدية الخيام علي العبدالله المعين حديثاً على رأس البلدية المؤلفة من 21 عضواً، أعطى تعليماته بوضوح، وبخلفية شرعية، بعدم السماح بتسجيل النسوة والفتيات في البلدية للمشاركة في سباق جمعية "حرمون ماراثون" الذي ينظم في منطقة سوق الخان في حاصبيا، برعاية وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي وفي حضوره.


والمفارقة أن تعليمات رئيس البلدية قضت بتسجيل الذكور فقط للمشاركة، على رغم تحفظ عدد من الأعضاء الذين لا يقررون في شأن من هذا النوع وغيره من القضايا، باعتبار أن قرارات البلدية وتسيير شؤونها تأتي من مرجعية سياسية طائفية، علماً أن "حزب الله" هو الذي يسيطر على البلدية، بالتنسيق مع حركة "أمل" غير المقررة فعلاً، وان يكن لها أعضاء في المجلس المؤلف من 21 عضواً.
لم تخرج أصوات معترضة على قرار رئيس البلدية، إذ إن الأمر لم يعمم، لكن ذلك يؤشر لمنحى مختلف في التعامل مع بلدة من وزن الخيام التي تعد أكثر من 45 ألف نسمة، وفيها 19 ألف ناخب، لم يقترع منهم في الانتخابات البلدية الأخيرة أكثر من 4500، وهي انتخابات رافقتها ضغوط كبيرة على أسماء وعائلات لتنسحب من اللائحة المعارضة "الخيام مدينتي"، بالإضافة الى أن بلدية الخيام ذكورية بامتياز، لا تتمثل المرأة فيها ولا في لجانها، فيما يطبق "الثنائي الشيعي" عليها سياسياً.
ولعلّ قرار رئيس بلدية الخيام الجديد، المباشر، والذي يؤسس لمنع الاختلاط في بلدة لها تاريخ طويل في الثقافة، ومنها خرج شعراء وكتّاب وشخصيات مشهود لهم بالانفتاح، وهي البلدة المختلطة في الأساس بين الغالبية الشيعية والأقلية المسيحية التي ما زالت حاضرة، سيكون له ارتدادات على مستقبل البلدة، التي يسعى البعض الى جعلها قاعدة سياسية شرعية لتوجهاته، سواء على مستوى التعليم أو التعبئة. والمفارقة أن رئيسي بلدية الخيام السابقين عباس عواضة وعلي زريق، كانا محسوبين مباشرة على "حزب الله"، فيما الرئيس الجديد علي العبدالله يعتبر وسطياً، لكنه يلتزم قرارات خارجية أكثر من أي رئيس بلدية سابق، التزاماً لتوجهات حزبية تريد القول إن الخيام باتت بلدة تابعة أو تؤيد "حزب الله" بالمطلق، وهو ما أنتجه استفتاء الانتخابات البلدية الاخيرة لخيارات الطرف الأقوى في الطائفة الشيعية.
يطرح الأمر علامات استفهام كثيرة حول القرارات البلدية في الخيام، وهي بدأت تظهر كأنها قرارات شرعية سياسية، تقررها قوى بإملاءاتها وفق ما ترى في مستقبل هذه البلدة. وهذا يعني منع التنوع، والذي كان ظهر سابقاً في قرارات غير معلنة بمنع إقامة الحفلات والمهرجانات والنشاطات، غير التي تقررها البلدية وفقا للتوجه الشرعي السياسي.
واللافت في قرار رئيس البلدية أنه يسمح للشبان الخياميين بالمشاركة في سباق مختلط ويحول دون السماح للشابات الخياميات بالمشاركة في السباق نفسه. إنه مؤشر سيئ يضع بلدة الخيام على خط التزمت الشرعي، بقرارات وفتاوى "داعشية"، لن تمر ما دام في هذه البلدة نبض مدني تاريخي. يترحم بعض أبناء البلدة على تاريخ مضى، ومنهم من قال، "رحم الله الدكتور شكرالله كرم رئيس البلدية عام 1959، المسيحي الذي اختارته الغالبية الشيعية، تأكيداً للتنوع ورفضاً لكل الإملاءات والضغوط".


[email protected]
Twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم